الخميس 20 تشرين ثاني , 2025 02:55

لماذا يكذب ترامب بشأن المحادثات مع إيران؟

دونالد ترامب ومحمد بن سلمان خلال زيارة الأخير الى واشنطن

يصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إطلاق الأكاذيب بما يتعلق بالمفاوضات مع الجمهورية الإسلامية في إيران. وآخر هذه المرات أثناء حديثه إلى الصحفيين خلال اجتماعه في المكتب البيضاوي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث أطلق كذبة كاملة وأخرى تتضمن نصف حقيقة وكلاهما يتعلقان بإيران.

ويكشف هذا المقال الذي نشره موقع "طهران تايمز" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، هاتين الكذبتين، ويحاول معرفة ما هي الأسباب التي دفعت ترامب الى قولهما.

النص المترجم:

أثناء حديثه إلى الصحفيين خلال اجتماعه في المكتب البيضاوي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب كذبة كاملة وأخرى نصف حقيقة تتعلقان بإيران. كانت الكذبة فاضحة، فيما لم تحمل نصف الحقيقة أي وزن إقناعي.

أما المزعم الخاطئ، فكان قوله إن الولايات المتحدة الأمريكية تُجري مفاوضات نشطة مع إيران حول برنامجها النووي.

فعندما سُئل عمّا إذا كان يعتقد أن إيران تريد توقيع اتفاق جديد مع واشنطن، قال: "نحن نتحدث معهم".

في وقت سابق من هذا العام، كانت هناك جهود لصياغة اتفاق نووي جديد ليحلّ محل اتفاق عام 2015 — الذي كان ترامب قد انسحب منه خلال ولايته الأولى. وأشار مسؤولون إيرانيون إلى استعدادهم لطمأنة الأميركيين بأنهم لا يسعون لامتلاك سلاح نووي إذا رُفعت العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها بعد انسحابها من الاتفاق النووي (JCPOA). كما شددوا على أن إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أن طهران ربما كانت مستعدة لتقديم تنازلات أكبر من تلك التي قدمتها في الاتفاق الأصلي، بحيث ينتهي المطاف بترامب إلى اتفاق "أفضل" من ذلك الذي قوضه بنفسه.

لكن تلك المفاوضات فقدت معناها بعدما توقفت فجأة في 13 حزيران / يونيو، في اليوم الذي ساعدت فيه الولايات المتحدة إسرائيل على شن حملة قصف استمرت 12 يوماً مستهدفةً البنية التحتية النووية والمدنية والعسكرية في إيران. وكانت جولة سادسة من المفاوضات النووية مقررة في عُمان بعد أيام فقط، في 15 حزيران / يونيو. وقد اعترف ترامب لاحقاً بأنه كان "مسؤولاً" عن الحرب، وقال خلال لقائه ابن سلمان إنه قام بـ"الشيء الصحيح".

وقد تم دحض ادعاء ترامب بأنه عاد إلى إجراء محادثات مع الإيرانيين سريعاً، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي. وقال بقائي للصحفيين في طهران: "لا توجد أي عملية تفاوض بين إيران والولايات المتحدة". وأضاف: "كما قال وزير الخارجية (عباس عراقجي) مراراً، فإن التحدث مع طرف لا يؤمن بالاحترام المتبادل ويفتخر بالعدوان العسكري ضد إيران لا يملك أي مبرر منطقي".

أما نصف الحقيقة التي قدّمها ترامب يوم الثلاثاء، فكانت قوله إن الإيرانيين يريدون اتفاقاً. إذ قال: "سيكون من الجميل أن نحصل على اتفاق مع إيران"، مضيفاً أن طهران تريد اتفاقاً "بشكل شديد".

في الواقع، من الواضح أن إيران تفضّل التوصل إلى اتفاق، بحسب ما قال أمير علي أبو الفتح، الخبير في الشؤون الأميركية.

وأوضح: "إيران وقّعت الاتفاق النووي، وطلبت من الولايات المتحدة العودة إليه بعد انسحاب ترامب، وخاضت عدة جولات لإحيائه مع الدول الأوروبية الموقّعة، بل وبدأت مفاوضات جديدة مع واشنطن هذا العام. لم تكن لتقوم بكل ذلك لو لم تكن تريد اتفاقاً". وأضاف: "الخلاف بين إيران والولايات المتحدة ليس حول ما إذا كان يجب توقيع اتفاق، بل حول ما يجب أن يتضمنه هذا الاتفاق".

وتابع أبو الفتح: "تواصل الولايات المتحدة الإصرار على أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم. وهي تطالب الآن أيضاً بالتفاوض على قيود تخص برنامج الصواريخ الإيراني. كلا المطلبين مرفوضان بالكامل بالنسبة لإيران".

ولكن لماذا يشعر ترامب بالحاجة إلى الكذب بشأن اتصالاته مع إيران وتقديم الواضح على أنه إنجاز دبلوماسي؟ قد يكمن الجواب في إحساسه بالإحباط وإدراكه أنه لا يستطيع تغيير المعادلة: فهو لا يستطيع إجبار الإيرانيين على التنازل، ولا يستطيع تعديل سياسته تجاه إيران بما يكفل تحقيق نتيجة رابحة للطرفين.

وقال فؤاد إيّازي، أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة طهران، خلال فقرة إخبارية على قناة "إيريب": "فيما يتعلق بغربي آسيا، فإن السياسة الأميركية تُدار وفقاً لمصلحة إسرائيل. إسرائيل تريد أن يبقى الضغط على إيران، وتأمل بأن تتمكن يوماً ما من إسقاط الجمهورية الإسلامية وتفتيت البلاد". وأضاف: "قد لا يكون من مصلحة واشنطن مواجهة إيران والحفاظ على علاقات عدائية معها. لكن ترامب لا يستطيع تغيير المسار حتى لو بدأ يقتنع بذلك".


المصدر: طهران تايمز - Tehran times

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور