حسم الحزب قراره، وأنهى حالة الجدل الدائر حول "وثيقة الاستسلام" التي قدّمها المبعوث الأمريكي توم براك، وثيقة طالب فيها ب" استسلام لبنان"، وإدخاله العصر الإسرائيلي بكل تفاصيله، ما يهدد بتفكك لبنان، وتعريض سلمه الأهلي للخطر، ويشكل خطراً وجودياً حقيقياً على لبنان ومستقبله، فما الذي حملته هذه الوثيقة الفتنوية المشؤومة والتي تعتبر تهديداً بحق اللبنانيين الشرفاء المؤمنين بالمقاومة، وبحق جمهورها على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والطائفية لا سيما الجنوبيين المقاومين.
محتوى وثيقة باراك
اتضح في البيّن من خلال المعلومات أن ورقة براك هي بمثابة فخ للبنانيين، ومشروع أميركي لتفجير البلد، ونسف للسلم الأهلي فيه، والحزب كان وما يزال الأشد حرصاً على السلم الأهلي، وقدّم التضحيات في سبيل الحفاظ عليه وما يزال، فالورقة لم تترك أي خيار آخر أمام اللبنانيين سوى الاستسلام، وهي تدعو المقاومة للخضوع والاستسلام، وتتعامل معها كأنها مهزومة، وتطلب ان تسلّم رقبتها للجلاد، وأن تضع رأسها على مقصلة الإسرائيلي، يريد الأميركي والإسرائيلي استكمال حروبهما التي بدآها في المنطقة، والقضاء فيها على آخر ورقة قوة يمتلكها لبنان، وتنظيف المنطقة ودول الطوق من آخر قوة مقاومة تشكل خطراً على "إسرائيل"، وقد طلب المبعوث الأميركي بوضوح وفق الورقة المسرّبة التي نشرتها وكالة يونيوز الإخبارية، تسليم الصواريخ البالستية والدقيقة، وترسانة الطائرات المسيّرة القتالية والانقضاضية، وغرف القيادة والسيطرة لدى المقاومة، على ان يتسلمها الجيش اللبناني ولا يحق له الاحتفاظ بها فهو ممنوع من ذلك، بل سيتم تدميرها أو ترحيلها الى خارج لبنان وفق رأي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
المبعوث الأميركي في نهاية كل محادثاته مع الرؤساء الثلاثة أشار مهدداً بالحرب، وبأنه إذا لم يتم تسليم السلاح فإن أحداً لا يستطيع أن يردع الهجمات الإسرائيلية، وسوف يتم تسليم ملف لبنان لإسرائيل التي ستتعامل بالطبع مع لبنان بأسلوبها العسكري والأمني لا الدبلوماسي، متجاهلاً كل الأسس والقواعد التي بني عليها القرار الدولي 1701، ومقدار التزام لبنان والمقاومة بتطبيق بنوده في الوقت الذي لم تلتزم إسرائيل بأي من بنوده على مرأى العالم واعترافه.
موقف حزب الله من ورقة براك
أدرك الحزب خطورة ورقة براك الاستسلامية التي تضعه بين خيارين، بين خيار السلة والذلة، فاختار بوضوح الطريق الذي اختاره ويعرفه الجميع وقد أوصى به الشهيد القائد السيد حسن نصر الله (ره) أن هيهات منا الذلة، وان المقاومين جاهزون للانخراط في قتال كربلائي لحماية لبنان وشعبه، والحفاظ على سيادته واستقلاله وحريته الحقيقية. وقال الحزب كلمته، حين أعلن الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في المجلس العاشورائي المركزي الأربعاء "نحن لا نخضع للتهديد ولا نقبل أن نسلم سلاحنا للعدو الإسرائيلي".
وقد انطلق الثنائي الوطني اللبناني المعني بمستقبل المقاومة ومجتمعها بالتشاور السريع والمناقشات الحيوية، لتنسيق الموقف الذي ينقله الرئيس نبيه بري إلى رئيسي الجمهورية والحكومة العاكفين على تنسيق رد لبنان الموحد على الوثيقة انطلاقاً من الثوابت اللبنانية، ومصلحة لبنان في طليعتها.
إذن، عبّر حزب الله (الخميس) وفق مصدر مطلع للخنادق للرئيس بري عن موقفه بشكل حاسم وقاطع بخصوص وثيقة براك من أنه لا مجال للمساومة ولا لمناقشة ملف "نزع السلاح" أو "سحب السلاح" او ما وصفه براك في ورقته "المشؤومة" المؤلفة من خمس صفحات ب "جمع السلاح" إلا بعد تطبيق إسرائيل الكامل للقرار الدولي 1701 الذي التزم فيه لبنان والمقاومة، وتم تنفيذ الجزء المتعلق بلبنان، معتبراً أن أي خطوة بغير هذا الاتجاه تعتبر فتنة، وتقود لبنان الى المجهول، وتكشف ظهر المقاومة ومجتمعها وهو ما لا يمكن القبول به، وشدّد الحزب على النقاط الأربعة المطلوب إنجازها من قبل الحكومة مع المجتمع الدولي، وان الحوار حول السلاح شأن داخلي لبناني وسيادي ويأتي لاحقاً، ولن يكون مع أي جهة أجنبية (أمريكا ضمنا)، وهي:
1-وقف كافة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
2-الانسحاب من النقاط الخمس والأراضي اللبنانية المحتلة.
3-إطلاق الأسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال.
4-إعادة إعمار المناطق التي دمّرها الاحتلال.
وحول موقف الرئيس بري من الورقة، أكد المصدر للخنادق ان بري متفهم لموقف وقرار الحزب، ومدرك لحجم التهديد الوجودي للمقاومة، وللطائفة الشيعية، وللجنوب، ولأبناء الإمام الصدر المؤمنين بضرورة السلاح لحماية لبنان من إسرائيل، وأنه على تفاهم وتنسيق كاملين مع حزب الله، مغلقاً الباب أمام التكهنات والشائعات التي يرّوج لها بعض الإعلام اللبناني والخليجي المشبوه عن موافقة الحزب على ورقة براك وتنفيذها خطوة مقابل خطوة. مما دفع الأمين العام لحزب الله على إطلاق مواقفه العلنية في خصوص السلاح وحتمية بقائه بيد المقاومة في المجالس العاشورائية أكثر من مرة.
الحزب والغموض البنّاء
عُرف حزب الله بعد حرب أولي البأس ونتائجها العسكرية بانتهاجه سياسة الغموض البنّاء، فهو لا يكشف أسراره العسكرية والأمنية، ولا يتسرع بالإفصاح عما لديه من أوراق سياسية، ويمارس سياسة الصبر الاستراتيجي لا سيما في الأشهر الماضية، لكن الأمريكي يتصرف وكأن الحزب مهزوم في الحرب الأخيرة، وهو بالطبع واهم ومخطئ في حساباته باعتراف أجهزة استخبارات صهيونية وأميركية التي تشكك بتدمير القدرات العسكرية للمقاومة. ويرى ثلاثة من الخبراء العسكريين الذين استطلع موقع الخنادق أراءهم حول الوضعية الحالية لهذه الوثيقة، بأنها تضع حزب الله امام خيار المواجهة العسكرية، وانها في هذه الحالة ستكون امام معركة دفاعية وجودية، حيث ستجد المقاومة نفسها أمام اللاخيار بعد ان أغلق الأميركي الباب على كافة الخيارات الأخرى، ولم يقدّم أية حلول دبلوماسية أو ضمانات حقيقية لتطبيق القرار 1701 من قبل إسرائيل، فضلاً عن أن وعوده وضماناته غير موثوقة ولا يلتزم بها، ما سيدفع الإسرائيلي الى اتخاذ موقف عدائي ضد المقاومة، أو يقود الوضع الداخلي الى توتير أمني وسياسي، إن لم يرتكب البعض حماقة في الداخل تقود الى ما هو أدهى وأعظم، حتى أن حلفاء أمريكا في لبنان صارحوا توم براك أنه كيف يمكن تنفيذ الطلبات الأميركية ب"نزع السلاح" في ظل اعتداءات إسرائيلية متكررة على لبنان، وان أمريكا لم تستطع او لا تريد ان تمنع المسيّرات "الزنانة" من التحليق فوق بيروت العاصمة، وقصر الرئاسة في بعبدا، كل ذلك يقود الى الاستنتاج ان أمريكا وإسرائيل تضعان المقاومة أمام السلة والذلة، ومعروف عن المقاومة ومجتمعها أنهما لا يقبلان بالذلة، وستذهب المقاومة الى الدفاع عن نفسها، وستكون مضطرة أن تستفيد من كل قدراتها في هذه المواجهة على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي". ويؤكد الخبراء العسكريون أن المشهد الذي رآه العالم في تل أبيب وهي تُقصف بعنف بالصواريخ الإيرانية خلال العدوان على إيران 12 يوما قد يتكرر إذا شن الإسرائيلي عدواناً جديداً على لبنان، فضلاً عن ان المسيّرات ستبقى تستبيح الأجواء الصهيونية، وتدّمر قدرات العدو أمام ناظريه.
سيناريوهات الحرب
تشير المعلومات والتقديرات لجهات أمنية لبنانية ان الإسرائيلي يتحضّر لعمل عسكري ما، لا سيما أن حركة الطائرات الأميركية والفرنسية والألمانية الكثيفة القادمة الى "إسرائيل"، تقوم بنقل الذخائر والعتاد والأسلحة الى مخازن الكيان. وتشير أوساط سياسية ودبلوماسية الى القلق البالغ من تطور الأوضاع سريعاً الى مواجهة عسكرية أو تصعيد عسكري إسرائيلي في الجنوب للضغط على الجانب اللبناني للموافقة على الورقة الأميركية طيلة مدة المفاوضات.
إن التجربة أثبتت أن الأميركي والإسرائيلي مارسا الخداع الدبلوماسي والغدر أثناء التفاوض لا سيما مع إيران وغزة ولبنان، والمرجح ان يقوم جيش الاحتلال حسب تقديرات الجهات الأمنية بشن ضربة جوية واسعة على لبنان قبل او بعد زيارة براك الى بيروت المقررة مطلع الأسبوع القادم أو مع نهاية مهلة الشهرين في أوائل أيلول. وبغض النظر عن موعد الحرب، ماذا بجعبة المقاومة، وكيف ستدير هذه الحرب، هل تحضّرت وأصبحت بكامل جهوزيتها للمواجهة، وما هي القدرات العسكرية والمفاجآت التي بحوزتها التي استندت إليها لاتخاذ قرار المواجهة وعدم تسليم السلاح؟
قدرات المقاومة
أولاً، المخزون الاستراتيجي للصواريخ
تشير تقديرات الاستخباراتية للعدو الإسرائيلي من المصادر المفتوحة الى أنه ما يزال لدى حزب الله 40% من أسلحته الاستراتيجية الصاروخية، وكان بحوزته من كل أنواع الصواريخ دون معرفة عدد البالستي منها قبل عدوان أيلول 2024 نحو 120 ألف صاروخ، ما يعني انه ما يزال يمتلك نحو 45 ألف صاروخ على أقل تقدير، فيما المقاومة لا تصرّح عن ترسانتها الصاروخية التي قد تتجاوز هذه الأعداد، ما يعني قدرتها على خوض حرب استنزاف مع الكيان لمدة طويلة، لا سيما بالنظر الى تجربة إيران الأخيرة حيث استخدمت فيها 550 صاروخاً بالستياً فقط، واستطاعت من خلالها إخضاع الإسرائيلي وفرض وقف إطلاق النار، وتؤكد الجهات الأمنية المطلّعة ان الحزب بالاستفادة من الدروس والعبر في الحرب الأخيرة قام بتحديث تكتيكاته، وتعديل استراتيجيته العسكرية، وطريقة عمله في الميدان في ظل الإطباق الجوي الإسرائيلي، وهو قادر على استخدام صواريخه المتنوعة كما كان قادراً على استهداف عمق تل أبيب بعدد كبير من الصواريخ البالستية المدّمرة في يوم "الأحد الأسود" الشهير في الأيام الأخيرة من عدوان أيلول 2024، في حين ترجح المصادر الإسرائيلية ان الحزب ربما يمتلك صواريخ استراتيجية من طراز "خيبر شكن" أي "كاسر خيبر" التي شاهد العالم فعلها، وقوة تفجيرها، وتأثيرها في الكيان.
ثانياً، الطائرات المسيّرة
الطائرات المسيرّة القتالية الانقضاضية وغير القتالية بأنواعها وأصنافها المختلفة التي استخدمتها المقاومة في ردها على العدوان الصهيوني وتمتلك المقاومة ترسانة كبيرة منها قد أثبتت جدواها في إيلام العدو واستهداف جنوده وضباطه وقيادته العسكرية وصولاً الى استهداف وإصابة منزل نتنياهو في قيسارية، وكذلك كان لها الدور الأكبر في إشغال وإنهاك والتشويش على 17 محطة قيادة لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، أي كل محطات قيادة المنظومات الموجودة لدى الكيان.
ثالثاً، مئات الاستشهاديين جاهزون
ثمة أمر آخر، أشار اليه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في غير خطاب ولقاء عن احتمال إعادة إحياء مجموعات الاستشهاديين، وان هناك المئات وربما الآلاف من الشبان مستعدون للانضمام اليها، والقيام بالواجب الوطني والديني المقدس بالدفاع عن الأرض، والعرض، والكرامة، والسلاح. مع التأكيد على أهمية هذا السلاح والاستفادة منه في التأثير على الجبهات وتغيير المعادلات لا سيما في المواجهات البرية ولحظات الالتحام المباشر مع العدو، خاصة أن الإحساس الشعبي بالخطر القادم والتهديد الوجودي للمقاومة ومجتمعها وبيئتها حركة أمل وحزب الله، سيؤدي الى تعاظم القدرة البشرية المدافعة عن المقاومة.
رابعاً، العيون الإسرائيلية
عمد حزب الله ضمن تكتيكات ذكية لمتابعة العملاء في لبنان بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار ما أدى الى أخطاء فادحة في الاستهدافات الإسرائيلية، وكانت أغلب المواقع المستهدفة إما قديمة قصفها الإسرائيلي أثناء الحرب، او كانت غير دقيقة، وبالتالي يرى الخبراء العسكريون ان الطائرات الإسرائيلية باتت شبه عمياء في معرفة وتحديد مواقع ومنشآت المقاومة.
وعلى المستوى القيادة الجهادية والعسكرية يطبّق الحزب إجراءات أمنية صارمة لمنع التعرف على أي من المسؤولين الجدد للوحدات العسكرية او معاونيهم أو معاوني معاونيهم، ما يجعل مهمة الإسرائيلي أصعب، ويبقي القيادة والسيطرة لدى المقاومة في حالة الفعالية والنشاط والمبادرة والقدرة على المناورة والإدارة المحكمة للحرب.
خامساً، القتال بزخم شعبي
وضعت قيادة المقاومة خططاً لمواجهة كل السيناريوهات التي قد تفرضها المواجهة القادمة، والقتال فيها سيكون أقوى مما مضى لا سيما ان المقاومين اليوم وجمهور المقاومة وبيئتها محفزّة، بل لديها الحماسة والاندفاعة للانتقام من الإسرائيلي، وللدفاع عن النفس في هذه المعركة الوجودية، فالقاعدة الشعبية مستعدة لخوض أي مواجهة مع المقاومة، وفي السياق، يقول الأمين العام الشيخ نعيم قاسم "ان حزب الله هو حزب الإمام المهدي (ع).."، هذا يعني لمن يعرف المعاني والدلالات الدينية لهذا الكلام ان الحزب وجمهوره لن يتراجع، ولن يساوم، وقطعاً لن يسلّم السلاح.
سادساً، القتال على جبهات متعددة
بالعودة الى سيناريوهات الحرب، ترجّح الجهات الأمنية اللبنانية أن إسرائيل قد تشن حرباً على عدة محاور في الجبهة اللبنانية، تبدأ بحملة قصف جوي واسعة غادرة تستهدف فيها قيادات عسكرية وتنفيذية بهدف إيجاد خلل في منظومة القيادة والسيطرة، ما يوجب على المقاومة اتخاذ إجراءات أمنية واحترازية.
تضيف الجهات الأمنية، يلي القصف الجوي تقدم بري من جهة الحدود السورية اللبنانية، قد تكون من منطقة المصنع الحدودية مع سوريا، وقرية الصبورة السورية باتجاه البقاع الغربي لفصل البقاع عن الجنوب. لأن إزالة تهديد الصواريخ والمسيّرات تتوجب دخولاً برياً لكسب الحرب ولأن الطائرات الإسرائيلية وحدها لا تحسم حرباً رغم قدراتها التدميرية. وإذا ما تحركت قوى إرهابية في الداخل لزعزعة الأمن والاستقرار فإن المقاومة ستبادر الى إزالة التهديد، ومواجهة أي خطر داخلي متعلق بالتنظيمات التابعة لسفارة عوكر المدعومة سراً، إذا ما فكرت بعمل ما، وتنفيذ أوامر السفارة الأميركية بتفجير لبنان، وتؤكد الجهات المطلعة أن الحزب عندما سيجد نفسه في وضع دفاعي حرج سيلجأ مضطراً الى تنفيذ خططه "الدفاعية" و"الهجومية" على كل الجبهات، وبقتال كربلائي.
الكرة الآن في ملعب الأميركي ومبعوثه توم براك ذات الأصول اللبنانية، فهل سيستمع الى النصيحة وعدم المقامرة والذهاب الى رهانات خاطئة، ويدرك انه لا يمكن هزيمة المقاومة، ام انه سيُطلق العنان لإسرائيل ويشارك معها في حرب جديدة على لبنان؟!
أما الحكم ومسؤولوه في لبنان فهل يستمرون بالتصرف من موقع المسؤول والحريص على البلد واللبنانيين، ام سينجرفون الى الفخ الأمريكي الذي يريد تفجير لبنان، وهم يعلمون ان ورقة براك هي ورقة مفخخة، قد تؤدي الى تفكيك لبنان، وضرب السلم الأهلي فيه.
نحن أمام أيام قليلة حساسة ومصيرية وحاسمة فإما ان يختار المسؤولون الدخول في العصر الإسرائيلي والاستسلام، أو يختارون الاستقلال والحرية والسيادة الحقيقية، وإما تتراجع أمريكا وإسرائيل أمام قوة الموقف ووحدته، والتضامن الشعبي اللبناني المطلوب من كل الطوائف، وإما ستذهب الأمور نحو حرب ستترك آثارها على كل شيء، القرار لهم، والتاريخ والشعب سيحكم عليهم ويحاسبهم.
الكاتب: غرفة التحرير