الثلاثاء 04 أيار , 2021 01:07

إحياء يوم القدس في العراق: عكس ما خططت أمريكا

منذ ان أطلق الإمام الخميني (رض) دعوته لإحياء يوم القدس، كان هدفه عدم تخصيص هذا اليوم لمدينة القدس فقط، بل أن يكون يوم اجتماع عالمي حول قضيتها وقضايا المضطهدين  في العالم.

وأولى العراق إهتماما كبيرا بإحياء هذه المناسبة، رغم كل ما مر به من مراحل مصيرية وأزمات، خصوصاً بعد العام 2003، عندما سقط نظام صدام حسين. فصدام خلال عهده،  كان يمنع أي نشاطات سياسية، خصوصاً تلك التي يتشارك في إحيائها الشعب العراقي مع إيران، وحتى لو كانت حول القضية الفلسطينية والقدس.

تطور في الإحياء

كانت بداية الإحياء من قبل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الذي كان يقوم بتنظيم مسيرة لأنصاره، تندد بالإحتلال الإسرائيلي وتدعم المقاومة الفلسطينية. تطورت لاحقاً هذه الفعاليات نوعاً ما شيئاً فشيئاً بعد دخول بعض الأحزاب الجديدة، والتي تهتم بالقضايا العربية و الاسلامية. فزادت الفعاليات و الانشطة، وازداد عدد المدن المشتركة. وتميزت بمراسم عديدة، من عروض المشي شبه العسكري لسرايا الشباب والاطفال والنسوة، إلى استعراضات الفنون القتالية وحرق لرايات كيان الاحتلال الإسرائيلي.

واستمر الإحياء بهذه الكيفية، مع تطور الأحداث والمحطات العديدة، حتى عام 2014 بعد ظهور تنظيم داعش واحتلاله الموصل. فقد أطلقت المرجعية يومذاك فتوى الجهاد الكفائي، التي كان السبب الأساسي في تشكيل الحشد الشعبي.

تمكن الحشد من تحقيق الانتصار على داعش عام 2017 ، بالإضافة إلى أنه أعاد العراق إلى بعده العربي والإسلامي، من خلال إعادة إحياء يوم القدس بزخم وحضور أكبر، ليشمل العديد من المحافظات، فبالإضافة للعاصمة بغداد، نظمت مسيرات في كربلاء والنجف و ديالي والبصرة.

وكان لإحياء العام 2019 وقعه الخاص، بتزامنه مع طرح واشنطن، لما سمي بصفقة القرن و "اعترافها" بالقدس عاصمة لكيان الإحتلال. ما دفع بمجموعات عراقية عديدة للمشاركة في مسيرات حاشدة خلال يوم القدس، تحت عنوان "لا لصفقة القرن".

فكان لهذه المسيرات في العراق والبلدان الأخرى، تأثير كبير على تعطيل المشروع الأمريكي، وإظهار موقف شعوب المنطقة الرافض له، بعدما دعمته دول عربية عديدة، على رأسها الإمارات والسعودية.

أما الإحياء عام 2020 ، فلم تمنع جائحة كورونا من إحياء المناسبة، حيث قامت فصائل الحشد، بإطلاق قوافل سيارة مجهزة بالأعلام واللافتات، وجالت في العديد من المحافظات: ذي قار، نينوى، كركوك، صلاح الدين وميسان.

أما في بغداد فانطلقت مسيرة راجلة، بمشاركة فصائل المقاومة والبدو الرحل ومختلف شرائح العراقيين، ما أظهر وحدة كافة مكونات الشعب تجاه القضية.

الأثار الإستراتيجية للمشاركة العراقية

لقد أظهرت مشاركة العراقيين في إحياء هذا اليوم، آثاراً إستراتيجية عديدة وفي مجالات مختلفة:

_إظهار وحدة دول المنطقة، في أولوية حل القضية الفلسطينية، ودعم حركات مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.
_ التأكيد على وجود محور مقاوم للهيمنة الأمريكية على المنطقة، فالعراق بكافة فئات شعبه تشارك في فعاليات هذا الإحياء.
_ التأكيد على رفض كل محاولات جر العراق للتطبيع، بعدما ذهبت بعض الدول العربية إلى ذلك.
_ التأكيد على فشل المشروع الأمريكي، في تقسيم دول المنطقة وإشغالها في صراعات داخلية، تمنعها التفكير بقضية فلسطين، فالعراق يشارك رغم معاناته من الإحتلال الأمريكي والتنظيمات الإرهابية.

_متانة العلاقة بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي حاول أعداؤهما إفسادها او توتيرها دون جدوى.

هذا ومن المتوقع أن يحيي الشعب العراقي يوم القدس العالمي بحضور لافت، حيث انطلقت الدعوات من القوى والأحزاب والمرجعيات العلمائية للمشاركة الفاعلة في إحياء هذه المناسبة الخاصة بالقدس.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور