الأربعاء 20 تشرين أول , 2021 04:57

من الخليج الى المتوسط: في يد محور المقاومة

محور المقاومة والمسطحات المائية في المنطقة

رغم كل ما جرى من تطورات وحروب على المنطقة، منذ العام 2011 وما بعده، في الحرب على سوريا، أو في نشوء تنظيم داعش الوهابي الإرهابي في سوريا والعراق، وصولاً الى بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن في آذار الـ 2015. إلا أن ما أفرزته هذه التطورات والحروب من نتائج إيجابية، على شعوب ودول محور المقاومة، له أهمية وتأثيرات كبرى، سترسم الواقع الجيوبولتيكي في المنطقة.

ومن جملة هذه التأثيرات، ما جرى التحدث عنه سابقاً، من إنشاء لجادة طهران-بيروت كمسار بري لمحور المقاومة. أما هذا المقال فسيتحدث عن التأثير البحري للمحور، من خلال امتلاك القدرة والنفوذ، على لعب أدوار مهمة في جميع المسطحات المائية الموجودة والمترابطة: البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، خليج عمان، والخليج الفارسي.

أهمية هذا التأثير

هذا الواقع الجديد سيتيح لمحور المقاومة، لعب دور جيوبوليتيكي في غاية الأهمية، نسبة لما تكتسبه هذه المسطحات المائية من مميزات عديدة أبرزها:

_ تشكل هذه البحار الثلاث قلب العالم الاقتصادي، بحيث تمر فيها أغلب حركة السفن التجارية في العالم، فهي تربط القارات الثلاث: أوروبا وأفريقيا وآسيا. ما يجعل دول محور المقاومة قادرة على إيجاد معادلات ردع في الحصار الاقتصادي ايضاً، متى ما برزت الحاجة الى ذلك.

_ يمر من هذه المسطحات المائية، ما يفوق ثلث حاجات العالم من موارد توليد الطاقة النفطية (خام ومشتقات). لذلك فإن حصول أي حدث أمني في واحد من هذه المسطحات، سيؤدي الى أزمة طاقة عالمية. بذلك فإننا شهدنا في الفترة السابقة، دلالتين على هذه القدرة لمحور المقاومة، من خلال خفوت نار الحرب البحرية من جهة، وكسر حصار تصدير المشتقات النفطية الإيرانية الى لبنان عبر سوريا من جهة أخرى.

_ يمر من خلال هذه المسطحات، الجزء الأكبر من المسار البحري في مشروع حزام وطريق الاستراتيجي الصيني. ما سيدفع بالدولة الصينية الى تعزيز علاقاتها الاقتصادية الاستثمارية مع دول المحور ذات الإطلالة البحرية، مثل إيران واليمن وسوريا ولبنان.

_ يعبر فيها أغلب أساطيل القوات العسكرية البحرية لدول العالم، بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية ولا ننتهي عند أساطيل الدول الآسيوية.

_ للبحر الأبيض المتوسط أهمية إضافية، لما يملكه من ثروات على صعيد مجال الطاقة، تقدر بمئات مليارات الدولار. ما سيجعله من ذلك، مركز طموح واهتمام الدول الكبرى والإقليمية.

القدرات البحرية هي الأدوات

وستتمكن قوى محور المقاومة من أداء هذه الأدوار المستقبلية، من خلال ما تمتلكه من قدرات عسكرية بحرية، أثبتت فعاليتها في مناسبات عدة. ففي البحر الأبيض المتوسط توجد قوتان للمحور هما سوريا وحزب الله، أما في الخليج فهناك العراق وإيران، وفي خليج عدن والبحر الأحمر عبر الجيش اليمني واللجان الشعبية. وجميع هذه القوى والدول بات لديها قدرات نوعية مختلفة (طائرات، صواريخ،...) قد تفعل بصورة جماعية أو منفصلة، وفق ما تقتضيه مصلحة شعوب المنطقة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور