الجمعة 02 نيسان , 2021 09:16

جهاز الموساد الإسرائيلي

بطاقة الموساد

يعتبر جهاز الموساد أحد أكثر أجهزة المخابرات السريّة في العالم، حيث تحيطه السلطات الإسرائيلية بكتمانٍ شديد حتى انها لا تفصح عن اسم رئيسه الى أن تنتهي مدة عمله. وهو يشكّل خط الدفاع الأول للقيام بعمليات الاغتيال والتصفية والتجسس.

تتميّز نشأة الاستخبارات الإسرائيلية بأنها سبقت نشوء "الكيان الإسرائيلي"، وهي تعود لانعقاد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في "بازل" عام 1897، حيث وُضعت المخططات والسياسيات التي ينبغي العمل على أساسها. وقد حرصت "إسرائيل" منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية على تنفيذ عملياتها بسرية مطلقة فأنشأت منظمة سريّة "بيلو" هدفها التأثير على السلطات العثمانية للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين. وقد عملت على اسقاط حكم عبد الحميد الثاني بعد اعتراضه.

مع إنشاء كيان الاحتلال أُطلق عليها اسم "جيش الدفاع الإسرائيلي" ثم تأسس لاحقاً ما عُرف ب " مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية" وتتألف من عدة أجهزة أهمها:

الاستخبارات العسكريَّة أمان: "Aman"-

 كان يُسمى سابقاً "إدارة استخبارات الجيش" ويعتبر الجهاز المُسيطر على أغلب الأنشطة الاستخباراتية العسكرية الخارجية والداخلية. كانت أولى مهماته جمع المعلومات عن الجيوش العربية وتزويد وزارة الدفاع بها، مكافحة الجاسوسية والرقابة على الصحف الإسرائيلية.

عام 1952 قامت الحكومة بإعادة تنظيم الهيكلية الداخلية لأجهزة الاستخبارات حيث أنشأت:

1- لجنة مديري الأجهزة "أفعادات" تهدف إلى دمج مخابرات البحرية وتنظيم عملها، جهاز مخابرات الطيران وجهاز الأمن.

 2-جهاز الاستخبارات السياسية الذي أُعيد تنظيمه كجهاز مخابرات سري عُرف لاحقاً ب "الموساد".

3-جهاز مكافحة الجاسوسية ويُعرف أيضاً باسم "الشاباك" ويعني بالعبرية "إدارة الأمن العام" مهمته تعقّب أعداء "الدولة العبرية" وأصدقائها على حد سواء.

-إدارة الاستخبارات السريّة "الموساد":

تأسس عام 1951 بأمر من أول رئيس وزراء للكيان "دايفيد بن غوريون" ليكون الذراع الاستخباراتية الخارجية. على الرغم من أنه لم يكن قد مضى على إعلان تأسيس "الكيان الإسرائيلي" المزعوم سوى 3 سنوات. وكانت قد حرصت "إسرائيل" منذ تأسيس هذا الجهاز على إعطاءه هالة خاصة من الغموض والسريّة على كل ما يتعلّق به من تنظيم داخلي وأنشطة وعمليات تجسسية.

فيما كانت مهمته: زرع الجواسيس والعملاء في مختلف دول العالم بغية جمع أكبر قدر من المعلومات السرية ذات الأهمية العالية، خاصة الدول التي تتميز بأهمية إستراتيجية ومؤثرة، السعي لتجنيد اليهود الذي يحتلون مناصب مهمة في الدول الأجنبية، التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية "الصديقة" بغية تبادل المعلومات وتحقيق المصالح ورصد الأنشطة الاقتصادية والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط خاصة العربية لما قد يؤثر على ميزان القوى مستقبلاً.

يعتبر جهاز "الموساد" من أجهزة الاستخبارات القليلة في العالم التي تعتمد على دعم المتطوعين حيث يمثل الانتشار الكبير لليهود في العالم بمثابة عنصر مهم في تنفيذ الخطط والبرامج والاختراقات الأمنية. إذ يُعرف هذا الجهاز باهتمامه بالدعاية الإعلامية لأعماله لإيهام الإسرائيليين بأنهم يمتلكون جهازاً قوياً.

فيما يتلقى دعم مالي وإعلامي هائل من الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل رئيسي. فمع كل عملية فاشلة يُمنى بها هذا الجهاز هناك حملة واسعة تقودها الأجهزة الإعلامية و"اللوبي اليهودي" المنتشر في العالم لتخفيف من أهمية هذا الإخفاق ولكسب التأييد العالمي لحقها في القيام بأي عمل من شأنه أن يحافظ على "الأمن القومي" لها، فيُصار بإخراج الصورة على أنها المُعتدى عليها.

تقوم نظرية الاستخبارات الإسرائيلية على مبدأ التعددية في الأجهزة بهدف خلق التنافس والتقليل من احتمالات الخطأ والمباغتة علاوةً على بناء أجهزة تخصصية حسب الموقع الجغرافي وطبيعة العمل فتتعدد الأساليب مع اختلاف الأجهزة.

تعتمد هذه الأجهزة بشكل رئيسي على تجنيد العملاء وهي عملية معقدة فالأمر يستوجب وجود خبرة عالية ودقة متناهية فيتم التركيز على نقطة ضعف كل عميل ويتم استغلالها إما بالترغيب أو الترهيب.

واللافت في الأمر أن بعض العملاء والجواسيس قد لا يدركون بأنهم كذلك إلا بعد تورطهم بعمليات التجسس أو سقوطهم بيد المخابرات الأجنبية أو العربية. ذلك لأن "صائدي العملاء" يعتمدون على كل أسلحة التأثير النفسي.  

في هذا الصدد يعتبر أحد رؤساء الشاباك السابقين يعكوف بيري أن "عملية التجنيد هي بمثابة حرب عقول مفتوحة".

مع انتفاء الحاجة للعميل يتم استبعاده سواء بطرق ودّية أو عدائية، أو عبر دفع مستحقاته ومساعدته لمغادرة البلاد، أو قتله بطرق لا تثير الريبة كالسّم أو الدهس أو الاغتيال. فالعميل يعلم أن الجهاز لا يُقدّم له بوليصة تأمين على حياته وقد يغدر به في أي لحظة. الا أن الجهاز يحتفظ ببعضهم للاستفادة من خبراته إذا كان شديد الولاء للكيان.

تمتلك أجهزة الموساد أكثر الأجهزة التكنولوجية تقدماً في مجال التجسس والمعلومات تختلف بين: أنظمة التجسس الرقمي يُسمى "ايشلون" وهو اسم يطلق على نظام آلي عالمي لالتقاط أي مكالمات هاتفية ورسائل وغيرها بشكل روتيني يومي، الطائرات بدون طيار بالتعاون مع سلاح الجو الإسرائيلي قد تستعمل في بعض الأحيان لتنفيذ عمليات الاغتيال والأقمار الاصطناعية التي يفوق عددها ال5.

تورطت أجهزة الموساد الإسرائيلية بتاريخ من العمليات التجسسية والاغتيالات وحياكة المؤامرات والأعمال التخريبية التي كان ينتج عنها حروب دامية وتوتر في العلاقات بين الدول. نفّذت عدداً ضخماً من العمليات الفاشلة كمحاولتها الحصول على معلومات عن قدرة "حزب الله" في حرب لبنان 2006 لكنها فشلت وخسرت الحرب. وعدداً آخراً استهدف أبرز قادة المقاومة في العالمين العربي والإسلامي أبرزهم إخفاء الامام موسى الصدر واغتيال أمين عام حزب الله السيد عباس الموسوي والقائد في حركة حماس يحيى عياش ورئيس حركة الجهاد الإسلامي فتحي شقاقي الذي اغتيل في مالطا وغيرهم.


المصدر: وكالات

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور