الأربعاء 15 أيلول , 2021 05:37

جادة طهران – بيروت

طريق طهران - بيروت

استهدفت طائرات -مجهولة الهوية حتى الآن- بضربة جوية، مواقع تابعة للفصائل المنضوية في الحشد الشعبي العراقي، المتواجدة عند الشريط الحدودي ما بين العراق وسوريا. وأدت هذه الغارة الى تدمير آليتين، تحوي إحداهما على كاميرا حرارية، تستخدم لتسهيل رصد محاولات إرهابيي تنظيم داعش التسلل بين البلدين. هذا الهجوم وما سبقه من عمليات استهداف أمريكية وإسرائيلية، لهذه المنطقة الحدودية بالتحديد، يعود لسبب واحد شكل خشية لهما في السابق، وبات أمراً واقعاً ومفروضاً من قبل محور المقاومة خلال الأعوام ما بعد 2011: الطريق البري ما بين عواصم بلدان المحور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، والذي يتخطى طوله 1800 كم.

فخلال السنوات الماضية، حاولت الإدارة الأمريكية من خلال عقوباتها ودعم الجماعات الإرهابية، وكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات قصف المواقع في البوكمال، أن يمنعوا تشييد وتعبيد الطريق البري الذي يؤمن الدعم اللوجستي لمحور المقاومة. إلا أن قوى المحور في مختلف البلدان الأربعة، بفضل تضحياتهم ونجاحاتهم العسكرية، استطاعوا إفشال هذا المشروع، فأصبح هذا الطريق سالكاً أمام قوافل الدعم بكافة الأشكال وفي مختلف الاتجاهات.

تحويل التهديد الى فرصة

بالعودة الى أحداث جرت في المنطقة، والتي تلت ما سمي يومها بالربيع العربي. كان هدف أمريكا الأول من زعزعة الاستقرار في العراق وسوريا، عبر استقدامها للتنظيمات الإرهابية من مختلف بلاد العالم بالتعاون مع توابعها في المنطقة، قطع طرق الدعم البري لحركات المقاومة، من سوريا الى لبنان وفلسطين، ومن إيران الى العراق. وكان الهدف منع أعضاء المحور المقاومة من إعادة تسليح أنفسهم أو تطوير قدراتهم، قبل نشوب أي مواجهة عسكرية قادمة. لكن هذا التهديد تحول الى فرصة، من خلال ترابط ساحات المعارك ضد هذه التنظيمات، الأمر الذي أفسح المجال أمام التخطيط جدياً لتعبيد هذا الطريق، وبداية التنافس على السيطرة للوصول اليه أولاً، بين التحالف الأمريكي الإسرائيلي ومحور المقاومة.

معالم الطريق وأهم المعارك

_ تعتبر المرحلة الأولى والأساسية لتشييد هذا الطريق، هي مرحلة تحرير القصير، التي كانت بوابة مشاركة حزب الله في معركة تحرير سوريا. كما أن هذه المشاركة عبدت الطريق ما بين حمص والهرمل وبعلبك (مع الإشارة الى أن هذا الطريق الذي ستسلكه قوافل صهاريج البنزين والمازوت التي يحضرها الحزب في سبيل كسر الحصار الأمريكي على لبنان).

_ تطهير المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق، وكسر الطوق عنها خصوصاً في معارك الغوطة.

_ تحرير المناطق في جبال القلمون السوري، وما لحقها من عمليات لطرد الجماعات الإرهابية من الزبداني ولاحقاً من سلسلة الجرود الجبلية ما بين سوريا ولبنان.

_ سلسلة عمليات الحشد الشعبي العراقي لصد هجوم داعش، وإفشال مخططه بإقامة "دولة الخلافة"، وكانت هذه العمليات تجري بالتوازي مع عمليات التحرير على الجانب السوري.

_ انطلاق عمليات تحرير منطقة السخنة الاستراتيجية وصولا لفك الحصار عن مدينة دير الزور في العام 2017.

_ تحرير المناطق ما بين دير الزور وصولاً الى نهاية مسار الطريق سورياً في معبر البوكمال - القائم.

_ في العام 2018، شكل إعلان الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني انهاء مشروع دولة داعش في سوريا والعراق، انطلاقة استثمار هذه الانتصارات في عملية الربط البري، ما بين دول المحور.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور