السبت 27 أيلول , 2025 12:20

القائد محمد حسين سرور: كل أجواء المنطقة أوطانه

الشهيد القائد محمد حسين سرور "أبو صالح"

في 26 أيلول / سبتمبر 2024، هو اليوم ارتقى الشهيد القائد محمد حسين سرور "الحاج أبو صالح"، قائد سلاح الجو في المقاومة الإسلامية - حزب الله، بعد أن استهدفه سلاح الجو الإسرائيلي بغارة على مركزه في الضاحية الجنوبية لبيروت، خلال معركة أولي البأس، وقبل يوم من استشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله.

وإذا كان الهدف الإسرائيلي لعملية اغتيال الشهيد القائد سرور، تعطيل سلاح جو في المقاومة، وإفقاده زمام المبادرة، فإن فشل هذه عملية الاغتيال بان سريعاً، خلال ساعات وأيام، من خلال استمرار قادة وعناصر هذه القوة الجوية بتنفيذ مهامهم بكل صلابة وتصميم، بل والارتقاء بتوجيه هجمات عالية الخطورة على الكيان المؤقت، كان أبرزها في 14/10/2024 عند استهداف معسكر غولاني في بنيامينا جنوبي حيفا، وبعدها في استهداف منزل نتنياهو في مدينة قيسارية في 16/10/2024، والذي شكّل عملية هجومية نوعية غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع إسرائيل. ولما يكن مسار جهاد الشهيد سرور محصوراً في لبنان فقط، بل كانت له إسهاماته الكبيرة في العديد من ساحات وجبهات محور المقاومة، وخصوصاً اليمن، الذي لا يزال حتى يومنا، يضرب بطائراته الانفضاضية عمق الكيان، مسانداً الشعب والمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى وفي التصدّي لحرب الإبادة الإسرائيلية الأمريكية.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة الشهيد القائد محمد سرور المقاومة؟

_ من مواليد الـ 8 من تموز / يوليو 1973، في قرية عيتا الشعب جنوبي لبنان.

_أكمل دراسته الأكاديمية وهو يحمل شهادة من الجامعة اللبنانية في الرياضيات.

_انتسب إلى صفوف المقاومة الإسلامية في لبنان عام 1986، وتدرج في المسؤوليات التنظيمية داخل هيكليات الحزب وخضع للعديد من الدورات القيادية العليا، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

_كان من القادة الأساسيين في التصدّي لهجمات التكفيريين على حدود لبنان الشرقيّة، وفي مُختلف المُحافظات السوريّة.

_تنقل بين عدد من الاختصاصات العسكرية وتولى مسؤولية القوّة الجويّة في المقاومة منذ العام 2020، وقاد عمليات القوة على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة طوفان الأقصى وحتى تاريخ استشهاده.

_لم تقتصر مسؤولياته الجهادية على لبنان وسوريا؛ فكان من أهم مهامه وادواره تقديم الاستشارات للقوات المسلحة اليمنية.

_في 26/09/2024، اغتيل بغارة جوية إسرائيلية من 3 صواريخ على شقة في الضاحية الجنوبية، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن الاغتيال، متهماً الشهيد القائد بأنه "وجّه وأشرف على تنفيذ "عمليات إرهابية" بالمسيرات، وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار وُجِّهَت لاستهداف "الجبهة الداخلية لإسرائيل".

كما زعم الجيش الإسرائيلي بأن القائد سرور تدرّج في عدة مراكز خلال مسيرته في المقاومة، منها قائد وحدة صواريخ الأرض-جو، ووحدة "عزيز" التابعة لـ"وحدة الرضوان"، وتنفيذ العديد من هجمات الطائرات بدون طيار، وتجميع العبوات الناسفة. وأضاف جيش الاحتلال بأنّه كان مسؤولًا عن 3 مجالات رئيسية في الوحدة الجوية: الطائرات المسيّرة، والصواريخ الموجّهة، وصواريخ أرض-جو التابعة للدفاعات الجوية، والتي تُستخدم في التصدي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي. مبيناً بأن القائد سرور كان على مدار السنوات الأخيرة، أحد روّاد مشاريع إنتاج المسيّرات الاستطلاعية والهجومية والانقضاضية في لبنان، وأنه أنشأ مواقع لتصنيع المتفجّرات وتجميع المسيّرات في لبنان.

_نشرت وسائل إعلام سعودية بأن القائد سرور قدم الدعم والتدريب العسكري لحركة أنصار الله في اليمن، وساهم في بناء قوتها العسكرية، وزعمت بأنه شارك في الإعداد لبعض الهجمات التي شنها اليمن ضد السعودية خلال عدوان الأخيرة عليه.

كما زعمت مصادر "العربية/الحدث" أن الشهيد القائد محمد سرور عاد من اليمن إلى لبنان قبل 3 أيام فقط من استشهاده.

_رداً على عملية الاغتيال والاستشهاد، وبعد بيان النعي الرسمي الذي وجهته، قامت القوات المسلحة اليمنية بإطلاق صاروخ أرض-أرض على منطقة غوش دان في عمق الكيان المحتلّ، ليلة 26-27 أيلول / سبتمبر.

_ تم تشييعه ودفنه في روضة الحوراء زينب (ع) في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية، وكان لوالده الشيخ حسين سرور موقف لافت، قبل دقائق أو ساعات من اغتيال السيد نصر الله، حينما خاطبه قائلاً: "نحن معك باللسان والدم ولا بالكلمة وبالرسالة المكتوبة فقط، إذ نؤكد أن رسالة الدم هي أثبت"، مضيفاً: "يا زعيم المجاهدين، ويا قائد المسيرة الكبرى بالملحمة الكبرى ضد العدو الصهيوني وعملاء الاحتلال! لا نبالي أن خسرنا أولاد، باسم الشهداء وباسمي أقول أنت قائد المجاهدين، أنت أبا شهيد في الدم وأنت أبا الشهداء في الميدان. إمض فلو مضيت لأنفس فنمضي معك".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور