الأربعاء 12 تشرين ثاني , 2025 03:28

قاعدة أميركية على حدود غزة.. من الإعمار إلى الإشراف العسكري المباشر

قطاع غزة وقوات أميركية

يشير المقال أدناه من إصدار معهد كوينسي، ترجمه موقع الخنادق، إلى أن الولايات المتحدة تخطط لبناء قاعدة عسكرية جديدة وكبيرة قرب قطاع غزة، في خطوة اعتبرتها وسائل إعلام إسرائيلية دليلاً على تنامي الدور الأمريكي في إدارة مرحلة ما بعد الحرب في القطاع. ووفقًا لموقع "شومريم" الإسرائيلي، فإن القاعدة المقترحة ستُكلّف نحو 500 مليون دولار، وستكون قادرة على استيعاب آلاف الجنود الأميركيين، ما يعني تعزيزًا غير مسبوق للوجود العسكري الأميركي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحولًا في مقاربة واشنطن تجاه غزة.

ويكشف المقال أن هذه الخطوة تأتي في سياق مشروع أوسع تدفع به إدارة ترامب، يهدف إلى إنشاء قوة حفظ سلام دولية تشرف على استقرار غزة وإعادة إعمارها، بحيث تكون هذه القوة تحت سلطة ما يُسمى بـ "مجلس السلام" بقيادة ترامب، وليس الأمم المتحدة كما هو معتاد في النزاعات الدولية. وهو ما يُظهر – بحسب المقال – نزعة أميركية نحو التحكم المباشر في ملفات الأمن والسياسة في غزة بعيدًا عن المؤسسات الدولية.

ويشير المقال كذلك إلى أن هذه التحركات تتناقض مع الخطاب الانتخابي لترامب، الذي ركّز على إنهاء الحروب الدائمة وتقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. وتنقل الكاتبة أنيل شيلين من معهد كوينسي انتقادها الحاد لهذه السياسة، معتبرة أن بناء قاعدة عسكرية أميركية في فلسطين التاريخية "يتناقض مع وعود ترامب ويعرّض القوات الأميركية لمخاطر الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين، ما قد يغرق واشنطن في المنطقة إلى أجل غير مسمّى".

ويُضيف المقال أن مسؤولين أميركيين بدأوا فعلاً باستكشاف مواقع محتملة للبناء، وأن بعض التقارير تحدثت عن بدء منح عقود تمهيد لشركات أميركية من أجل تنفيذ المشروع. وفي موازاة ذلك، يتوسع التواجد الأميركي في محيط غزة عبر ما يُعرف بـ "مركز تنسيق المساعدات" الذي يديره الجيش الأميركي بالتعاون مع شركاء دوليين، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

كما يلفت المقال إلى بعدٍ آخر أكثر حساسية، وهو إنشاء “مجتمعات آمنة بديلة” للفلسطينيين على الجانب الإسرائيلي من ما يُعرف بـ “الخط الأصفر”، بحيث تضم مساكن ومدارس ومراكز طبية لنحو 25 ألف شخص، ولن يُسمح بدخولها إلا للفلسطينيين الذين يوافق عليهم جهاز الشاباك الإسرائيلي. ووفقًا لـ"ذا أتلانتيك"، فقد بدأت وزارة الخارجية الأميركية بالفعل بمنح العقود اللازمة لتهيئة البنية التحتية لهذه المجتمعات.

ويختتم المقال بالإشارة إلى أن تل أبيب تبدو غير مطلعة بالكامل على تفاصيل المشروع، حيث قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "جيروزالم بوست" إنها لا تعرف الكثير عنه، مرجحة أن تكون القاعدة وسيلةً للولايات المتحدة من أجل التحكم المباشر بمسار الأوضاع في غزة والتعامل مع الأطراف المعنية – من حماس إلى مصر – دون المرور عبر القنوات الإسرائيلية التقليدية.
بذلك، يرسم المقال ملامح تحوّل استراتيجي في المقاربة الأميركية تجاه غزة، من دور الممول أو الوسيط السياسي إلى دور المُشرف الأمني والعسكري المباشر في صياغة مستقبل القطاع والمنطقة من حوله.

النص المترجم للمقال

تخطط الولايات المتحدة لبناء قاعدة عسكرية جديدة كبيرة بالقرب من غزة لاستخدامها في المستقبل من قبل قوة حفظ السلام الدولية، بحسب ما ذكر موقع "شومريم" الإخباري الإسرائيلي نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية.

القاعدة المقترحة، التي يُقال إنها ستكلف 500 مليون دولار، وستكون قادرة على إيواء آلاف الجنود الأمريكيين، ستعزز الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل بشكل كبير. كما تعزز الخطة التكهنات بأن إدارة ترامب تأمل في لعب دور فعال في استقرار غزة وإعادة إعمارها، وذلك بعد ورود تقارير عن مساهمات واشنطن المتزايدة في تقديم المساعدات ، وحتى في تطوير الإسكان في المنطقة التي مزقتها الحرب.

إن احتمال زيادة الوجود العسكري الأمريكي بشكل كبير قرب غزة يتناقض بشكل صارخ مع خطاب الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وفقًا لأنيل شيلين من معهد كوينسي. وأضافت شيلين: "لقد نجح ترامب في حملته الانتخابية على أساس إنهاء الحروب الدائمة في الشرق الأوسط".

وأضافت أن "بناء قاعدة عسكرية أميركية في فلسطين التاريخية يتناقض مع السياسة الخارجية الأميركية أولا التي انتُخب لتطبيقها"، مشيرة إلى أن مثل هذا الوجود من شأنه أن يعرض القوات الأميركية للخطر ويزيد من "احتمال أن تتولى الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين، مما قد يغرقنا في المنطقة إلى أجل غير مسمى".

وصف مسؤول في البنتاغون تقرير "شومريم" بأنه "غير دقيق" في بيان لـ RS. وقال المسؤول: "يعمل أفراد الجيش الأمريكي حاليًا مع شركاء عسكريين دوليين لوضع خيارات محتملة لتمركز قوات دولية كجزء من قوة الاستقرار الدولية المستقبلية". وأضاف: "للتوضيح، لن يتم نشر أي قوات أمريكية في غزة. وأي تقرير يخالف ذلك كاذب".

ولم يتضح بعد الجدول الزمني الدقيق للبناء، لكن المسؤولين الأميركيين بدأوا بالفعل في استكشاف المواقع المحتملة، وفقا لشومريم.

صرحت مصادر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست بأنهم لم يكونوا على علم بالخطة أو أنهم لا يعرفون عنها سوى القليل. وتكهنت الصحيفة بأن القاعدة قد تُشكل وسيلةً للولايات المتحدة للسيطرة على الأحداث في غزة بفعالية أكبر والتعامل مع مختلف الأطراف، بما في ذلك حماس ومصر، دون الحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل.

ستُعزز هذه القاعدة الدور الأمريكي المتنامي أصلًا في إعادة إعمار غزة. فبعد أن قسمت القوات الإسرائيلية المنطقة إلى قسمين، يأمل المسؤولون الأمريكيون الآن في بناء مساكن لآلاف الفلسطينيين على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر" الذي يفصل بين شطري المنطقة، وفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك".

هذه "المجتمعات الآمنة البديلة"، كما يُطلق عليها مسؤولون أمريكيون، ستكون متاحة فقط لسكان غزة الذين يوافق عليهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك). والهدف هو أن تضم كل مستوطنة مدارس ومركزًا طبيًا، بالإضافة إلى مساكن لنحو 25 ألف شخص. وقد بدأت وزارة الخارجية الأمريكية بالفعل بمنح عقود لتسهيل البناء، بما في ذلك عقد لشركة أمريكية ستُمهّد الطريق للبلدة الأولى، وفقًا لما ذكرته مجلة "ذا أتلانتيك".

وبدأ الجنود الأميركيون أيضاً في تعزيز تواجدهم في "مركز تنسيق" للمساعدات يقع خارج غزة مباشرة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
تصف التقارير حول القاعدة الأمريكية الجديدة بأنها جهد لدعم تحالف دولي محتمل لقوات حفظ السلام في غزة. لكن هذه القوة لن تكون بالضرورة بقيادة الأمم المتحدة، كما هو متوقع في معظم النزاعات. وبينما تسعى إدارة ترامب للحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي على قوة حفظ سلام، فإن المقترح الأمريكي سيضع هذه القوات تحت سلطة "مجلس السلام" بقيادة ترامب، وفقًا لموقع "جويش إنسايدر".


المصدر: معهد qiosk

الكاتب: Connor Echols




روزنامة المحور