تعريف الهدف
اسم الهدف: قاعدة غليلوت – شمالي تل أبيب
الوصف: منطقة استراتيجية تضم مقرات ومراكز عسكرية وأمنية شديدة الحساسية في البنية الأمنية الإسرائيلية.
أهم المكونات:
مقر الموساد:
- مبنى وحدة العمليات الخارجية للموساد
- معسكر ديان الذي يضم كلية تخريج ضباط الموساد ومدرسة لتخريج العاملين في جهاز الموساد.
المركز الرئيسي لجهاز عمليات أمان (الاستخبارات العسكرية):
- وحدة 8200 وهي المسؤولة عن الاستخبارات البصرية (VISINT). ويضم مبنى كتيبة الاتصالات التابعة للشعبة، وهي تعد من أكبر قواعد التنصت في الكيان.
- وحدة 9900 يتضمن وحدة ربط لتكنولوجيا المعلومات من بئر السبع، وهي المسؤولة عن استخبارات الإشارات (SIGNIT) والسايبر. وهاتان الوحدتان مسؤولتان عن تأمين الإنذار المبكر للكيان قبل أي عملية هجومية عسكرية ضده.
- وحدة ممرام المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات وتشغيل المسيّرات القتالية على مستوى الكيان.
الموقع
تقع قاعدة غليلوت في رمات هشارون، شمالي شرق تقاطع جيلوليت، بالقرب منهم مركز التراث الاستخباراتي وموقع تخليد قتلى مجتمع المخابرات. تبعد هذه المنطقة حوالي 1.6 عن مدينة تل أبيب، وتبعد عن الحدود الفلسطينية اللبنانية حوالي 110 كم وفقاً للإحداثيات التالية: 32.1451810511382, 34.82048456867247. وتبلغ مساحتها الإجمالية 1870 دونما ( حوالي 250 ألف متر مربع).
أهميته
تعتبر غليلوت من أكثر النقاط حساسية في البنية الأمنية الإسرائيلية.
تحتوي على البنية التحتية الاستخباراتية الأساسية لإسرائيل، بما يشمل الموساد وأمان ووحدات تكنولوجية حيوية.
الوظيفة
- إدارة العمليات الاستخباراتية للموساد خارج حدود فلسطين المحتلة.
- تخريج الضباط والعاملين في جهاز الموساد.
- إدارة وحدات الاستخبارات العسكرية (8200 و9900).
- تشغيل وإدارة المسيّرات القتالية ونظم تكنولوجيا المعلومات المرتبطة بها.
الأجهزة
- منشآت تدريبية وأكاديمية للموساد.
- مباني تابعة لوحدات تكنولوجية عسكرية متقدمة.
- بنية تحتية لتشغيل المسيّرات ونظم الاتصالات العسكرية والاستخباراتية.
- من المرافق الإضافية لهذه القاعدة: صالة طعام، منطقة تضم الصحون اللاقطة العملاقة، منطقة الصيانة، أعمدة هوائيات الاتصالات.
الحجم
- مجمع أمني كبير يضم مباني إدارية وأكاديمية واستخباراتية.
- يشمل مقرات مركزية لأكثر من 3 أجهزة أمنية واستخباراتية كبرى.
الاستهداف وتاريخه
- التاريخ: فجر 14 حزيران 2025
- العملية: ضمن عملية الوعد الصادق 3
- الجهة المنفذة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
نوع الهجوم:
- صواريخ بعيدة المدى
- طائرات مسيرة متقدمة
- تمكّنت من تجاوز دفاعات القبة الحديدية ومقلاع داوود
- الموقع المستهدف: قاعدة غليلوت، بما تحتويه من بنية تحتية استخباراتية
التأثير والدمار
- إصابة أهداف استخباراتية نوعية بدقة
- اختراق أمني غير مسبوق لمنظومة الدفاع الإسرائيلية
الرواية الإسرائيلية الرسمية:
- صمت كامل وعدم إصدار بيان رسمي يعترف بالاستهداف
- الاكتفاء بالإشارة إلى سقوط صاروخ في "منطقة مفتوحة" أو انفجار قرب "مستودع فارغ"
التأثير الفعلي:
- إرباك أمني وإخلاء بعض المباني الحساسة في تل أبيب
- اضطراب في الاتصالات العسكرية
- زرع الشك والقلق في المنظومة الأمنية الإسرائيلية
القيمة
قيمة استراتيجية عالية:
- مقر عمليات الموساد وأهم وحدات أمان
- تمثل القلب الاستخباراتي لإسرائيل
قيمة رمزية:
- اختراق رمز القوة السرية الإسرائيلية وإظهار هشاشتها أمام الضربات بعيدة المدى
كلفة الخسائر
- لم تعلن إسرائيل أي تقديرات رسمية للخسائر المادية أو البشرية.
- الخسائر المعنوية والاستخباراتية كبيرة نتيجة الاختراق والرسالة الردعية الإيرانية.
الترميم والوقت
- غير معلن رسميًا بسبب التعتيم الإعلامي
- يرجّح أن إعادة التأهيل شملت تشديدات أمنية فورية على البنية التحتية الاستخباراتية
تصريحات المسؤولين والإعلام
إيران:
- أكدت إصابة أهداف استخباراتية نوعية بدقة
إسرائيل:
- التزمت الصمت مع تقييد نشر أي تفاصيل وصور بموجب الرقابة العسكرية
الإعلام الغربي:
- تحدثت عن "إصابة محتملة لمقر الموساد شمال تل أبيب"
- أشارت إلى إرباك أمني وإخلاء مبانٍ حساسة
- ربطت الهجوم بتغير قواعد الاشتباك وإرسال رسالة واضحة من إيران لتل أبيب.
غليلوت: منطقة غير عادية
تُعتبر منطقة غليلوت ذات أهمية استراتيجية خاصة، فهي قريبة من مركز هرتسليا، وقد سبق أن أشار مراقبون إلى أن هذه المنطقة تُدار بحذر شديد، بعيدًا عن أنظار الإعلام، وتُصنّف ضمن أكثر النقاط حساسية في البنية الأمنية الإسرائيلية.
وفقًا لمصادر إعلامية إيرانية، فإن الضربة الصاروخية التي استهدفت غليلوت جاءت بعد مراقبة دقيقة وبتنفيذ محسوب، استُخدمت فيه صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة قادرة على تجاوز دفاعات "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود". وادّعت وسائل الإعلام أن الضربة أصابت منشآت تنتمي إلى "البنية التحتية الاستخباراتية للعدو".
غابت التفاصيل الدقيقة عن الرواية الإسرائيلية الرسمية. فلم يصدر عن الجيش أو الحكومة أي بيان يعترف صراحة بتعرض قاعدة غليلوت للقصف، واقتصر الحديث الإعلامي المحلي على "سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة شمالي تل أبيب"، أو "حدوث انفجار قرب مستودع فارغ".
لكن هذا التكتّم الإعلامي بدا لافتًا، خاصة مع تقارير من مراسلين عسكريين إسرائيليين أكدت أن الرقابة العسكرية منعت نشر أي صور أو تفاصيل إضافية حول الموقع المستهدف. وهو ما زاد من حالة الغموض، وفتح الباب أمام تفسيرات متعددة – بينها ما يميل إلى ترجيح صحة الرواية الإيرانية، أو على الأقل تحقق اختراق أمني حقيقي.
الإعلام الغربي بين السطور
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرًا بعد العملية، أوردت فيه أن "إيران تزعم أنها ضربت مقرًا للموساد في شمال تل أبيب"، لكنها نقلت عن مصادر استخباراتية أن الضربة ربما أصابت موقفًا للسيارات قرب الموقع الأمني، دون أن تصل إلى الداخل.
لكن التقرير نفسه أشار إلى أن الهجوم تسبّب في حالة إرباك أمني ملحوظة، وتم إخلاء مبانٍ حساسة في محيط تل أبيب، مع اضطراب في الاتصالات العسكرية. وبغض النظر عن دقة الإصابة، فإن رمزية الضربة – لا سيما في هذا الموقع بالتحديد – تحمل إشارات إلى قدرة إيران على الوصول إلى ما هو أبعد من الرسائل النظرية.
بين التصعيد والسيطرة
إن لم تكن الضربة في غليلوت قد أحدثت دمارًا فعليًا في قلب مقر الموساد، فهي أصابت النظام الأمني الإسرائيلي في مقتل رمزي. فإن استهداف منشأة تابعة لأحد أكثر أجهزة الاستخبارات سريةً في العالم، يعني أن المعادلة قد تغيّرت، وأن إيران باتت تُجيد توجيه الضربات حيث "توصل الرسائل بصمت ووضوح". وربما هذا ما يفسّر التعتيم الإسرائيلي، وغياب التفاخر المعتاد بإسقاط المسيّرات والصواريخ، فـ"غليلوت" لم تكن هدفًا عاديًا.
الخلاصة
تشير المعطيات إلى أن استهداف غليلوت كان نقطة تحول رمزية في الحرب الإيرانية الإسرائيلية. ربما لم تُدمر المباني بشكل كبير، ولكن الرسالة وصلت، الصواريخ الإيرانية تجاوزت الخطوط الحمر، ونزلت على سطح أعصاب الأمن الإسرائيلي. قد لا تعترف تل أبيب، وقد لا يُظهر الإعلام الغربي صورًا واضحة، لكن في الحرب النفسية كما في الاستخبارات، يكفي أن تزرع الشك حتى تهتز اليقينيات.
المصادر
- وسائل إعلام إيرانية
- فايننشال تايمز البريطانية
- مراسلون عسكريون إسرائيليون (مع قيود رقابية).
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
الكاتب: غرفة التحرير