إرث من الرماد: تاريخ وكالة المخابرات المركزية

يُعد كتاب تيم وينر "إرث من الرماد: تاريخ وكالة المخابرات المركزية" عملاً تاريخياً استقصائياً بارزاً، يكشف الستار عن واحدة من أكثر المنظمات سرية وتأثيراً في العالم الحديث، وهي وكالة المخابرات المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية، والأداة الأساسية لتنفيذ السياسات الخارجية للإدارات الأمريكية المتعاقبة.

وقد أعدّ وينر كتابه هذا بالاعتماد على آلاف الوثائق وأكثر من 300 مقابلة مع ضباط سابقين في وكالة CIA، متتبعاً قصتها منذ إنشائها سنة ١٩٤٧ وحتى السنوات الأولى لما أطلق عليه اسم "الحرب على الإرهاب" (حربي احتلال أفغانستان والعراق)، كاشفاً عن انتصاراتها وإخفاقاتها، والعواقب الوخيمة لعملياتها السرية في كثير من الأحيان.

وتتركز الحجة الرئيسية للكتاب بوضوح حول أن الـ CIA، التي كان من المفترض أن تكون أداةً لتوفير معلومات استخباراتية دقيقة للقادة الأمريكيين، أنتجت بدلاً من ذلك إرثاً طويلاً من الإخفاقات وسوء التقدير وإساءة استخدام السلطة. ويوضح وينر كيف أساءت الوكالة، مراراً وتكراراً، فهم الحقائق العالمية، وضللت الرؤساء، واستبدلت التحليل الدقيق بالتمني. من الانقلابات المبكرة في الحرب الباردة في إيران وغواتيمالا، إلى غزو خليج الخنازير في كوبا، وصراع فيتنام، والإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت أحداث الـ 11 من أيلول / سبتمبر، حيث برزت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كمؤسسة مشلولة بالسرية والضغط السياسي وعجز مزمن عن تقديم معلومات استخباراتية موثوقة، أكثر من كونها خبيرة في المؤامرات العالمية.

ومن بين أهم ما كشفه وينر تفاصيل المهام السرية التي أعادت تشكيل الدول، لكنها غالبًا ما خلقت حالة من عدم الاستقرار طويل الأمد: الإطاحة بمحمد مصدق في إيران (1953)، التي زرعت بذور الثورة الإسلامية بعد عقود؛ والإطاحة بجاكوبو أربينز في غواتيمالا (1954)، التي أشعلت عقودًا من الحرب الأهلية؛ والمحاولات المتكررة لاغتيال فيدل كاسترو، والتي جسدت هوس وكالة المخابرات المركزية بتغيير الأنظمة بأي ثمن. ويُسلّط الكتاب الضوء أيضًا على معاناة الوكالة خلال الحقبة السوفيتية، حين بالغ محللوها باستمرار في تقدير قوة موسكو، ثم على أخطائها الفادحة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وفي العام 2007، فاز تيم وينر بالجائزة الوطنية للكتاب في مجال غير الخيالي عن هذا الكتاب.

وفي بيان صحفي صدر بالتزامن مع إصدار الكتاب، هاجمت الـ CIA هذا الكتاب قائلةً في بيانها: "بفضل تنوع المصادر، أتيحت لتيم وينر فرصة كتابة تاريخ متوازن لموضوع معقد وهام. لكنه لم يفعل. فتحيزه يطغى على علمه. لا يمكن للمرء أن يعرف القصة الحقيقية لوكالة المخابرات المركزية من كتاب "إرث الرماد"." ومع ذلك، أشادت صحيفة نيويورك تايمز بالكتاب، ووصفةً إياه بأنه "مشوّق" و"شامل".

لتحميل الكتاب

كتاب المهمة

وفي العام 2025، أصدر وينر كتاباً جديداً تحت عنوان: "المهمة: وكالة المخابرات المركزية في القرن الحادي والعشرين" نشرته دار مارينر بوكس، ويروي تاريخ الـ CIA خلال القرن الحادي والعشرين، بدءًا من تسعينيات القرن العشرين.

لتحميل الكتاب باللغة الإنكليزية