السبت 31 أيار , 2025 01:31

سقوط الأقنعة في حرب المصداقية: أصالة المقاومة وزيف المعسكر الآخر

القضية الفلسطينية والمقاومة

في زمن التغيرات الكبرى والأزمات المتلاحقة، تكشف الوقائع عن جوهر الخطابات السياسية وتُظهر المسافة الفاصلة بين الشعارات والمواقف الفعلية. لقد شكّلت عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان صهيوني على غزة لحظة تاريخية كاشفة، لم تقتصر تداعياتها على الميدان العسكري فحسب، بل امتدت إلى عمق البنى السياسية والثقافية في العالمين العربي والغربي.

وتكشف المعركة المفتوحة على أرض غزة، بما تحمله من تضحيات ومآسٍ وصمود أسطوري، عن لحظة مفصلية في التاريخ العربي والإسلامي الحديث، بل وحتى في مسار الحضارة الغربية ذاتها. لقد سقطت الأقنعة عن وجوه طالما تغنّت بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وتبدّت حقيقة الاصطفافات والتحالفات. وبين نفاق الأنظمة، وانكشاف طبيعة الاحتلال، وصدق المقاومة، تبقى فلسطين معيارًا أخلاقيًا واختبارًا دائمًا لضمير الأمة والإنسانية جمعاء. إنها ليست مجرد قضية سياسية، بل هي مرآة للعدل والحق والمصداقية، ومن خلالها يُقاس كل شيء. وفي زمن اختلاط المعاني، تُصبح المقاومة صوت الحق الوحيد الذي لا يخبو، حتى ولو خفتت الأصوات من حوله.

لم تفضح الحرب فقط ضعف المواقف الرسمية العربية والإسلامية، بل سلّطت الضوء على ازدواجية المعايير الغربية، وعلى صلابة المشروع المقاوم الذي صمد رغم آلة الحرب الضخمة. في هذا السياق، تتبدى أسئلة جوهرية: من يقف حقًا إلى جانب الشعب الفلسطيني؟ وأي المواقف صمدت أمام محك الأخلاق والمبادئ؟ ومن الذي سقط في مستنقع التواطؤ أو الصمت أو المساومة باسم الواقعية السياسية؟ وهل الخسائر الهائلة في الحجر والبشر مبرر كافٍ للتخلي عن الحقوق العربية والإسلامية والدفاع عن المظلومين، وتركها نهائيًا لأدعياء التحضر، أمّ أنّ التمسك بها وتنظيم سُبُل استعادتها هو تمسك بِنُبْل الإنسانية وكشف لزيف الغرب واتباعه.

تتناول هذه الورقة التحليلية المرفقة أدناه، تحدي إثبات الغرب لادعاءاته الحضارية بشأن حقوق الإنسان والقيم التي ينادي بها على ضوء عملية طوفان الأقصى والاستجابة الغربية المنحازة لـ "إسرائيل" بشأن ما يجري في قطاع غزة من انتهاك فاضح لهذه القيم، في مقابل ثبات طروحات المقاومة بحق الشعوب العربية في سيادتها واستقلالها وحماية القضية الفلسطينية من خطر الاضمحلال والنسيان بفعل الأداء العربي الرسمي.

لتحميل الدراسة من هنا





روزنامة المحور