الخميس 27 نيسان , 2023 05:27

إسرائيل هيوم: على إسرائيل تقليص اعتمادها على واشنطن

ترك التحوّل البارز في سياسة الولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط أثراً كبيراً على النظرة الاسرائيلية للمرحلة المقبلة. وتشير صحيفة إسرائيل هيوم في هذا الصدد إلى انه قد "أفيد مؤخراً بأن صناعة السلاح في الولايات المتحدة تجد صعوبة في إيفاء حجم الإنتاج اللازم لأوكرانيا، لكن حقيقة أن واشنطن تنقل جزءاً من الذخيرة التي خزنتها هنا منذ النصف الأول من السبعينيات، تقلق بعض قادة جهاز الأمن".

النص المترجم:

القرار الأمريكي بنقل جزء من مخزون الذخيرة الذي تخزنه في إسرائيل إلى أوكرانيا، اتخذ في عهد حكومة إسرائيل السابقة، ولا ينبع من التوتر اللحظي بين أمريكا وإسرائيل. غير أنه حتى هذا الوقت، لم يتقرر موعد لاستكمال مخزون الذخيرة في البلاد، وثمة إمكانية معقولة بأنه في ضوء سلم الأولويات الأمريكي في العالم وعدم رضا واشنطن عن إجراءات حكومة إسرائيل، لن تسارع الولايات المتحدة إلى إعادة ملء مخازن الذخيرة خاصتها في البلاد.

لا حاجة لأن يكون المرء خبيراً في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية كي يلاحظ البرودة بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء نتنياهو. فالتوتر السياسي لا يؤثر حالياً على التعاون الأمني، وتجربة الماضي تثبت بأن الشراكة الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة مستقرة ومتواصلة، حتى في فترات التوتر بين الحكومتين. لكن هذا ليس مضموناً إلى الأبد، وهناك خبراء يقدرون بأن هذا التعاون قد يكون موضع تساؤل إذا ما خشيت الولايات المتحدة على مصير الديمقراطية الإسرائيلية والقيم المشتركة للدولتين.

لا يمكن التقليل من أهمية العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة. وبالتعلق الإسرائيلي بالولايات المتحدة في المستوى الأمني، الذي يجد تعبيره في المستوى التكتيكي والاستراتيجي وبالطبع السياسي، فإن إسرائيل تعتمد على إنتاج الذخيرة وتورد السلاح من الولايات المتحدة وتتمتع بالتعاون الاستخباري الواسع، وبالطبع أيضاً بالقوة التي تبثها الصداقة الشجاعة على العالم كله، وبخاصة على دول الشرق الأوسط.

لا مفر، حين تكون الولايات المتحدة معك ومن خلف، ينظرون إليك بشكل مختلف. دول كثيرة رأت في إسرائيل بطاقة لدخولها إلى واشنطن في السنوات الأخيرة. أحد العوامل المركزية للتقرب بين إسرائيل والدول في المنطقة في إطار اتفاقات إبراهيم كان رغبتها في تحقيق مصالحها في الولايات المتحدة من خلال إبداء النية الطيبة تجاه إسرائيل، في ظل الفهم بأن إسرائيل ستعمل من أجلها في البيت الأبيض في المواضيع التي تهمها.

غير أن الشرق الأوسط بات يدرك أن المنطقة ليست على رأس اهتمام الولايات المتحدة، بل إنها في ميل متواصل للخروج من الشرق الأوسط. اختيار السعودية التقرب من إيران في الآونة الأخيرة يشير إلى أن الرياض تعلم بأن الولايات المتحدة لن تحل مشاكلهم مع إيران، وباتت إسرائيل تخشى أن تغير حتى الدول التي اقتربت منها علناً في إطار اتفاقات إبراهيم، الاتجاه وتتجه شرقاً.

في الصحافة الأمريكية أفيد مؤخراً بأن صناعة السلاح في الولايات المتحدة تجد صعوبة في إيفاء حجم الإنتاج اللازم لأوكرانيا، لكن حقيقة أن واشنطن تنقل جزءاً من الذخيرة التي خزنتها هنا منذ النصف الأول من السبعينيات، تقلق بعض قادة جهاز الأمن.

الآن بالذات، حين يكون تقدير الوضع وجود إمكانية لمواجهة متعددة الجبهات، يفضل جهاز الأمن الإسرائيلي أن تبقى الذخيرة في البلاد. تؤمن إسرائيل بأن الولايات المتحدة ستتجند للمساعدة في لحظة الطوارئ الحقيقية، لكن سلم أولوياتها المتغير والتوتر بين الدولتين يستوجب إعادة تقويم الوضع، في إطار ذلك ستقلص إسرائيل تعلقها بالولايات المتحدة لتصبح أقوى – بفضل ذاتها.


المصدر: إسرائيل هيوم

الكاتب: ليلاخ شوفال




روزنامة المحور