الأحد 05 آذار , 2023 01:26

حسين شيخ الاسلام: صديق المقاومة منذ تأسيسها

حسين شيخ الاسلام

يروي الدبلوماسي الايراني السابق، حسين شيخ الاسلام، الذي تصادف ذكرى وفاته اليوم (5 آذار/ مارس عام 2020)، ضمن كتابه "الطلاب والرهائن"،  كيف انتقل من ايران للدراسة في الولايات المتحدة، بعد أحداث 15 حزيران/ يونيو: "جئت إلى أمريكا بنية أن أصبح شخصية علمية وأن أكون قادرًا على خدمة بلدي. أعرف الإمام السيد روح الله الخميني منذ عام1964. لكن الاتصال به وذكر اسمه كان أمراً خطيراً". لم يكن شيخ الاسلام ناشطاً سياسياً حينها -بحسب تعبيره- لكن وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، يشير في كتابه "سعادة السفير" انه "بعد انتصار الثورة، تحدث معي شيخ الإسلام ذات يوم، وقال إن كل شخص يمكنه أن يصبح خبيرًا في الكمبيوتر، ولكن لا يمكن للجميع أن يكون سياسيًا جيدًا للجمهورية الإسلامية".

سيرته الشخصية

ولد حسين شيخ الإسلام في أصفهان عام1953. حصل على شهادة في هندسة الكمبيوتر من جامعة كاليفورنيا، وجامعة شهيد بهشتي. ويقول في الكتاب نفسه: "نشأتُ في أسرة متديّنة وكنا نعيش في شارع إيران. كنت أدرس في مدرسة ناصر خسرو الواقعة في زقاق روحي وهو الآن يعرف باسم الشهيد فايز بخش. كان يقطن في هذا الحي العديد من الشخصيات البارزة مثل فايزبخش، بهشتي، مطهري، وحيد دستجردي...".

كان شيخ الاسلام أحد أعضاء الطلاب المسلمين الذين اقتحموا وسيطرواعلى السفارة الأميركية في طهران في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر1979، وكان أيضًا ممثلًا عن دوائر طهران وراي وشميران وإسلام شهر في الدورة السابعة للمجلس الإسلامي وسفير إيران في سوريا منذ عام 1988 حتى عام 2004، كان في ولاية الرئيس محمد خاتمي.

كان حزبه السياسي هو جمعية المهندسين الإسلامية التي تعتبر حزباً أصولياً وأحد المجموعات الفرعية لجبهة الإمام والقيادة.

تولى حسين شيخ الإسلام مسؤوليات مثل وكيل الشؤون الدولية للمنتدى العالمي للتقارب بين الأديان الإسلامية والوكيل الدولي لجامعة آزاد الإسلامية، ووكيل منظمة الثقافة الإسلامية والاتصال، والأمين العام لأمانة المجلس. ورئيس المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، النائب السياسي ونائب الشؤون العربية والأفريقية، ونائب الشرق الأوسط وكومنولث الأمم، ووزير الخارجية، وفي فترة وجيزة تولى منصب وكيل وزارة الخارجية. كما كان مستشار  رئيس البرلمان والمدير العام للشؤون الدولية في المجلس الإسلامي، علي لاريجاني.

علاقته بحزب الله

تأسس حزب الله في أوائل الثمانينيات عندما كان حسين شيخ الإسلام مسؤولاً عن سياسة إيران في الشرق الأوسط. إن نمو حزب الله وتطوره كمجموعة سياسية ناشئة في الثمانينيات وتأسيسه كلاعب جاد في مجال التطورات في لبنان والشرق الأوسط في التسعينيات حدث خلال فترة نائب حسين شيخ الإسلام في وزارة الشؤون الخارجية.

عام 1998 كان شيخ الإسلام في قلب التطورات المتعلقة بسياسة إيران في الشرق الأوسط واستمر في تقديم المساعدة لحزب الله لمدة 6 سنوات أخرى كسفير لإيران في سوريا. بعبارة أخرى، لعب حسين شيخ الإسلام دورًا مهماً في تأسيس حزب الله، إلى ان أصبح بعدها، أحد مستشاري قائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني.

وجاء في بيان الحزب عند اعلان وفاته:

لقد تلقينا خبر رحيل الأخ العزيز حسين شيخ الإسلام (رحمة الله عليه) عن هذه الدنيا الفانية بالحزن والأسى. وقد افتقدنا برحيله أخاً كبيراً وعزيزاً. وقد عرفناه منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وهو الذي واكب المقاومة الإسلامية في لبنان منذ تأسيسها، وكان خير داعم ومعين لها في كل المراحل...كان مثالاً للإنسان المؤمن المجاهد والمخلص والمضحّي، الذي امتاز بأخلاقه الرفيعة كما مواقفه السياسية الجريئة والداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وكان فاعلاً في السعي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور