الإثنين 07 شباط , 2022 02:43

الشهيد سمير مطّوط: الجيل المؤسّس لعمليات حزب الله النوعية!

الشهيد سمير مطوط - الحاج جواد

 الشهيد سمير مطوط، "الحاج جواد"، قائد في حزب الله من الجيل المؤسس للعمل المقاوم في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي. حيث قدّم الشهيد في مسيرته الجهادية النموذج الشبابي. 

كانت البداية من المساجد، نقاط تجمّع الشباب، أيام الثمانينات حيث كان الشهيد يحضر باستمرار و يرفع الشعارات لاستنهاض هممهم. وعام 1982 التحق الشهيد في دورات في الجمهورية الإسلامية لتطوير مهاراته العسكرية، ولكنه عاد من مهمته بعد أسبوع واحد إثر الاجتياح. وفي العام 1984، حين بدأت المقاومة الإسلامية بتنظيم صفوفها، كان الشهيد مطوط من أبرز القادة المخططين والمنفذين للعمليات في مختلف القرى المحتلة، وخاصة عند الشريط الحدودي مع فلسطين، وأثبت خلالها تطور الذهنية العسكرية  والقتالية لحزب الله.

أول عملية أسر في تاريخ المقاومة!  

 كان الشهيد الحاج جواد قائد أول عملية أسر في تاريخ المقاومة في 17 شباط من العام 1986، حين تم نصب كمين لدورية استخباراتية للاحتلال في بلدة كونين الجنوبية أدت الى مقتل خمسة جنود وأسر اثنين، عرفت العملية باسم "عملية كونين" أو "عملية الأسيرين" والتي أحدثت إرباكاً في صفوف كيان الاحتلال، فاستنفرت وحداته واجتازت الشريط الحدودي الذي كانت قد انسحبت الى خلفه في العام 1985 بحثاً عن الجنديين الأسرين.

العملية النوعية...شهادة وصفقة تبادل

شارك الشهيد مطوط في السادس من شباط عام 1987 في العملية النوعية لاقتحام موقع "علي الطاهر"، التي أدّت الى قتل 16 جندياً ما اضطر الاحتلال الى استقدام التعزيزات حيث كثّفت طائراته من غاراتها التي استشهد خلالها الحاج جواد. و تم أسر جثمانه مدّة تسع سنوات، الا ان المقاومة استعادته عام 1996 في عملية  تم بموجبها تبادل الجنديين اللذين أسرهما مطوط  نفسه بـ 45 أسيراً من معتقل الخيام، ورفات أجساد 123 شهيداً.

مهارات عسكرية ميدانية

يُلاحظ في الشهيد مهاراته العسكرية والقتالية الميدانية، فقد خطّط وأشرف مباشرة على العديد من العمليات العسكرية، وكان صلة الوصل والتنسيق بين المجاهدين. وقد تمّيز بدقة وصفه للأماكن خلال الاستطلاع، ما سهّل لمجموعات المقاومة التنقل بسرعة رغم الظلام خلال العمليات الليلية والاقتحام بسهولة لمعرفتهم المسبقة بالطبيعة الهندسية للموقع ولحظات التبديل للحرس.

بالاضافة الى الدور البارز للشهيد مطوط في عمليات "بئر كلاّب"، و"برعشيت"، و"تلة الحقبان".

وكان قدّم الشهيد مطوط نفسه على لائحة الاستشهاديين، فكان اسمه مطروحاً لتنفيذ العملية الاستشهادية التي وقع الاختيار فيها في نهاية المطاف على الشهيد أحمد قصير.

رؤية الشهيد مطوط

في وصيّته عبّر الشهيد سمير مطوط عن الرؤية الواضحة لمشروع المقاومة الذي نهض في أرض الجنوب ولم ينتهِ عندها، حيث يقول "يحزُّ في القلب أن يُنادي مسلمٌ في أفغانستان، أو باكستان، أو أمريكا، أو روسيا، أو في فلسطين المحتلّة، أو في أي بقعةٍ من بقاع الأرض: يا للمسلمين، ولا أُجيبه، ولا أحد يُجيبه".

 وعن انتمائه الوفيّ لخيار المقاومة وإقراره بضرورة مواجهة كيان الاحتلال، يؤكد الشهيد "والله لو تجزّأ جسدي ألف جزء وأكثر، ولو تقطّعت أوصالي ألف قطعة وأكثر، ولو تفتتت أعضائي ألف تفتيتٍ وأكثر، ولو، ولو،... كان ذلك أهون عليَّ من العيش وإسرائيل باقية وجاثية فوق أرض أبي ذر الغفاري، أرض جبل عامل، أرض الشهداء، وفوق قِبلة المسلمين الثانية، القدس الشريف".

 ولد الشهيد القائد سمير مطوط في الرابع من شهر كانون الأول عام 1964، في منطقة حي السلم في بيروت، وحاز على شهادة الباكالوريا الفنية في اختصاص الالكترونيك عام 1983. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور