الثلاثاء 28 حزيران , 2022 03:00

الشهيد سمير نور الدين: قائد محور مسجد بئر العبد!

الشهيد سمير نور الدين

أربعون عاماً على انطلاق حزب الله في لبنان. لكنّ العديد الذي يتجاوز اليوم الـ 100 ألف مقاتل بدأ بمجموعات صغيرة صبّت جهودها ورّصت صفوفها للنهوض بمقاومة قادرة وقوية تقف عند تحديد قواعد الاشتباك ورسم معادلات الردع في المنطقة. ومن بين المجاهدين الأوائل في هذه المسيرة والشهيد الأول للمقاومة الإسلامية سمير جواد نور الدين.

السيرة الجهادي للشهيد نور الدين

في حديثه مع موقع "الخنادق"، قال أخ الشهيد الحاج علي نور الدين أن "من عمر 12 و13 سنة بدأت تبرز على الشهيد سمير ملامح المقاومة والجهاد حيث بدأ احتكاكه بالشباب المؤمن من خلال تواجده الدائم في المساجد، وانخرط في صفوف حركة المحرومين أمل".

خضع الشهيد سمير لعدّة دورات عسكرية تدريبية كوّنت مهاراته العملية. ويذكر الحاج علي "أن سمير كان في البقاع يتحضّر للسفر الى الجزائر للمشاركة في دورة على مستوى عالٍ في الدراسة العسكرية لكنّه عاد الى بيروت فور بدأ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. وشارك مع المقاومة الإسلامية في عملياتها لصدّ قوات الاحتلال حيث تعرّض للإصابة مرتين".  

قائد محور "الجامع" في بئر العبد

أمّا عن مسؤولياته العسكرية، فأكّد أخ الشهيد أن "سمير الذي لم يبلغ الـ 18 عاماً تسلّم قيادة "محور الجامع" (جامع بئر العبد) في منطقة بئر العبد في الضاحية". ومن المعروف أن الجامع كان مركز انطلاقة العمل والفكر المقاوم ويضم كل المجموعات العسكرية. ولم تكن هذه هي المسؤولية الوحيدة، فالشهيد أيضاً "كان له دور في اللجنة الأمنية بصورتها الأولى آنذاك" والتي تطورت اليوم لتشكّل جزءً من هيكلية حزب الله. ونظراً لظروف تلك المرحلة وصعوبتها فإن الشهيد أيضاً كان من بين المجاهدين الأوائل الذين وضعوا امكاناتهم الشخصية في خدمة المقاومة حيث "كان يقتني السلاح والذخيرة من ماله الخاص ويستخدم سيارته الخاصة في المهمات".

وفي معركة خلدة التي وصفت بأنها "مجزرة سلاح المدرعات الإسرائيلية"، ترك الشهيد بصماته "من تحضير طعام رفاقه المجاهدين" الى المشاركة في العمل الميداني كنصب الكمائن وإطلاق قذائف الـ RBG، وتمكن المجاهدون خلالها من أسر جثّة جندي والسيطرة على مدرعتين للاحتلال الى جانب تدمير عدد من آلياته، ومنع وصول تعزيزات الاحتلال لأيام. كبّدت هذه المعركة الاحتلال الخسائر البشرية التي وصلت الى 100 قتيل وجريح. وخلالها استشهد سمير بتاريخ 13 / 6 / 1982.

علاقات الشهيد: رفيق القادة الشهداء

كان الشهيد سمير صديقاً مقرباً من مختلف القيادات العسكرية التي استشهدت والتي لا تزال اليوم على رأس عملها الجهادي حيث يقول أحدهم في حديثه عن الشهيد أنه" كان من جيلنا لكنّه كان عجوزاً في خبرته وابداعه، كأنه عاصر كل الحروب، كانت ثقتنا به لا حدود لها، كان كتيبة برجل، لا أبالغ في وصفه".

تابع الحاج علي أن الشهيد "كان  يتردد الى منزل السيد الراحل محمد حسين فضل الله. وربطته علاقة وطيدة بالشهيد ين القائدين في حزب الله عماد مغنية، والسيد مصطفى بدر الدين من خلال التواجد في مسجد بئر العبد".

الشخصية المثقّفة

جانب آخر تميّز به الشهيد سمير، فقد كان أيضاً مهتماً ببناء الشخصية المثقّفة، "فحرص على إعداد حلقات النقاش الفكري وكان يختار العلماء والمشايخ، منهم الشيخ محسن عطوي في الشياح، للحصول على الدورات الثقافية الى جانب المجاهدين الآخرين. واستندت بعض هذه الدروس على كتاب "فلسفتنا" للشهيد السيد محمد باقر الصدر.  وكان الشهيد يترك أثراً في كل من يصادفه، فقد كان سبباً في الالتزام الديني لبعض رفاقه الذين تعلموا منه الصلاة".   

والشهيد سمير من مواليد عام 1964 في بلدة النبطية الفوقا الجنوبية لكنّه ترعرع في الضاحية في بيروت.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور