الإثنين 02 آب , 2021 03:47

الجمهورية الإسلامية الإيرانية من القوى العظمى عالمياً في الدفاع الجوي

صاروخ صياد

تشهد منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، تنام وتطور في قدرات بلدان متعددة على صعيد منظومات الدفاع الجوي. ويعالج الكاتب "بول إيدون" هذا الموضوع، بمقال تم نشره على موقع "Forbes"، ومنطلقاً من تصريح قائد الدفاع الجوي الإيراني العميد "علي رضا صباحي فرد" الذي قال فيه بأن إيران هي من بين القوى العظمى في الدفاع الجوي، على صعيد العالم.

وحاول "إيدون" إظهار أن دولاً أخرى (منهم كيان الاحتلال الإسرائيلي) في المنطقة، تمتلك أيضاً منظومات متطورة في هذا المجال. لكنه لم يستعرض كل الحوادث التي أثبتت فشل هذه المنظومات (خاصةً إخفاقات منظومات الاحتلال خلال معركة سيف القدس)، وأكدت بطريقة غير مباشرة، أن إيران فعلاً هي من أهم دول العالم على هذا الصعيد.

المقال المترجم تحت عنوان: من طهران إلى "تل أبيب": لدى الشرق الأوسط بعض الدفاعات الجوية القوية.

تفاخرت إيران مؤخرًا بأن دفاعاتها الجوية هي الأفضل في المنطقة، ومن بين الأفضل في العالم. في حين أن دفاعاتها تحسنت بالتأكيد بشكل كبير خلال العقد الماضي، إلا أن دولًا أخرى في الشرق الأوسط تمتلك أيضًا بعض الدفاعات الجوية الهائلة.

في تموز، أشاد قائد الدفاع الجوي الإيراني العميد علي رضا صباحي فرد بالدفاعات الجوية لبلاده، زاعمًا أنها رقم واحد في المنطقة في كل مجالات هذا الاختصاص، من الكشف (الجوي) إلى الاعتراض.

وزعم أن "جمهورية إيران الإسلامية من بين القوى العظمى في الدفاع الجوي، ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم".

لقد قطعت الدفاعات الجوية الإيرانية شوطا طويلا وبشكل ملحوظ، منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في ذلك الوقت، كانوا -على سبيل المثال - يائسين في تعقب أو اكتشاف، ناهيك عن اعتراض الطائرات التي تنتهك مجالها الجوي. ففي بعض الأحيان، أمضت ناقلات سلاح الجو الأمريكي ما يصل إلى ساعتين، داخل المجال الجوي الإيراني دون أن يتم اكتشافها.

وتتألف صواريخ الدفاع الجوي الإيرانية إلى حد كبير من صواريخ MIM-23 الأمريكية القديمة، التي اشترتها طهران في السبعينيات في عهد الشاه الأخير في البلاد.

منذ ذلك الحين، اشترت إيران صواريخ الدفاع الجوي عالية الارتفاع S-300PMU-2 من روسيا، كما طورت صواريخ مماثلة خاصة بها.

وفي العام 2014، كشفت طهران عن منظومة "الثالث من خرداد". مسلحة بصواريخ Taer-2B محلية الصنع، يمكن أن تستهدف الطائرات المعادية من مسافة تصل إلى 25 ميلاً (40 كم). وفي شهر حزيران من العام 2019، أسقطت "خرداد" الطائرة الأمريكية بدون طيار من طراز نورثروب غرومان RQ-4 Global Hawk NOC، خلال التوترات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة في الخليج الفارسي.

وأيضاً في العام 2019، كشفت إيران عن منظومة "بافار 373"، التي صممت بناءً على نظام S-300 الروسي وصاروخ باتريوت الأمريكي. وتزعم طهران أن النظام يمكنه اكتشاف ما يصل إلى 300 هدف في وقت واحد، من على بعد أكثر من 180 ميلاً (289 كم)، والاشتباك مع ستة أهداف بصواريخ "صياد –"،4 التي يصل مداها المزعوم إلى 120 ميلاً (193 كم).

وفي حين أن هذا التقدم مثير للإعجاب، سيكون من المبالغة القول إن إيران لديها أفضل أنظمة دفاع جوي في المنطقة الأوسع.

 ومن جهة أخرى عبر الخليج، تمتلك الإمارات العربية المتحدة الأصغر بكثير، مزيجًا مميتًا من أنظمة الدفاع الجوي المتوسطة إلى المرتفعة. تشغل أبو ظبي صواريخ دفاع جوي طويلة المدى من طراز MIM-104 Patriot PAC-3 أمريكية الصنع، وأنظمة صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية ذات ارتفاع عالي من نوع (THAAD)، بالإضافة إلى نظام Pantsir-S1s متوسط ​​المدى روسي الصنع. وأيضًا تم تخصيص الدفاعات الجوية الإماراتية للمساعدة في الدفاع عن المجال الجوي للدول المجاورة، ضد مجموعة متنوعة من التهديدات المحتملة.

(هنا تبرز عملية استهداف ميناء رأس التنورة في السعودية، التي جرت في آذار 2021 والتي تعتبر من أقرب المنشآت النفطية القريبة من الإمارات، فماذا لم تتدخل منظوماتها حينها لصد الهجوم؟).

أما المملكة العربية السعودية فهي تدير أيضًا، أنظمة دفاع جوي أمريكية عالية التقنية. على الرغم من ذلك، كافحت الرياض لوقف هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ المتطورة بشكل متزايد من الحوثيين في اليمن. واستهدفت أكثر من 860 ضربة بطائرات مسيرة وصاروخ، الأراضي السعودية منذ أن شنت الرياض حملتها العسكرية ضد حركة أنصار الله والشعب اليمني عام 2015.

وفي 14 أيلول 2019، فشلت الدفاعات الجوية السعودية التي بنتها الولايات المتحدة، في وقف هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ ، "من المحتمل أن يكون مدبر من إيران"، واستهدفت مصنع بقيق للمعالجة (التابع لشركة آرامكو)، وهو جزء مهم للغاية من البنية التحتية النفطية للمملكة.

وليس بالضرورة أن يكون هذا الهجوم مؤشراً، على أن الدفاعات الجوية السعودية كانت غير فعالة. فكما تشير السيرة الذاتية الأخيرة لولي العهد السعودي القوي، فإن الطريقة التي قسّمت بها المملكة تقليديًا القوة العسكرية بين فصائل مختلفة، داخل العائلة المالكة التي تسيطر على وزارات مختلفة، ربما لعبت دورًا غير مقصود في فشل الرياض في منع ضربة بقيق. فالقوات المسلحة التابعة لوزارة الداخلية هي المسؤولة عن حراسة المنشآت النفطية مثل بقيق، لكن لم يكن لديها أي من بطاريات باتريوت في المملكة، والتي تسيطر عليها وزارة الدفاع. (إضافةً إلى أن تقسيم القوات الجوية الملكية السعودية وقوات الدفاع الجوي الملكية السعودية أدى أيضًا، إلى تقليل الكفاءة المحتملة لهذين الفرعين المجهزين تجهيزًا جيدًا للجيش السعودي).

دول شمال منطقة الخليج لديها دفاعات جوية أقل فعالية أو مثيرة للإعجاب.

لا يمتلك العراق سوى بضع عشرات من منظوماتPantsir-S1، التي اشتراها من روسيا في 2010، وهو نظام الدفاع الجوي الوحيد الجدير بالملاحظة، الذي حصل عليه في العقود التي تلت إسقاط صدام حسين. كما أن طائرات F-16 التابعة لسلاحه الجوي، لا تمتلك حتى صواريخ جو-جو طويلة المدى من طراز (AIM-120 AMRAAM).

أما في سوريا فقد تم تدمير أجزاء كبيرة من الدفاعات الجوية القديمة طوال عقد من الحرب التي دمرت البلاد. حيث شنت "إسرائيل" مئات الضربات الجوية والصاروخية عليها لمنع "إيران من ترسيخ قواتها في البلاد". وخلال الفترة ما بين عامي 2018 و 2020، دمرت "إسرائيل" ثلث الدفاعات الجوية السورية.

وفي أيلول 2018، حاول صاروخ أرض-جو سوري من طرازS-200، التصدي لغارة جوية إسرائيلية لكنه أسقط طائرة روسية، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد طاقمها البالغ عددهم 15 فردًا. وألقت روسيا باللوم على إسرائيل في الحادث، وردت بتسليم صواريخ إس -300 للجيش السوري. ومع ذلك، فإن العسكريين الروس يشغلون هذه الأنظمة و"لا يسمحون لسوريا بإطلاقها". بصرف النظر عن صواريخ إس -300، فإن أبرز صواريخ الدفاع الجوي في الترسانة السورية هي بلا شك، العدد المحدود من صواريخ Buk-M2s وPantsir-S1s متوسطة المدى. (لم يذكر الكاتب إنجازات قوات الدفاع الجوي السوري الكبيرة، في التصدي لأغلبية الصواريخ المعادية طيلة عقد من الزمن، وفي إسقاط الطائرات الحربية والمسيرة التابعة لجيش الاحتلال أو لتركيا والجماعات المسلحة).

أما المملكة الأردنية، فهي تمتلك الحد الأدنى من الدفاعات الجوية. كما أن لبنان الذي يعاني من افتقار تام للدفاعات الجوية، يعني أنه لا يستطيع منع سلاح الجو "الإسرائيلي" من انتهاك مجاله الجوي بشكل متكرر.

من ناحية أخرى، تمتلك إسرائيل أفضل الدفاعات الجوية في المنطقة. بصرف النظر عن تشغيل نوع متقدم من صاروخ باتريوت، طورت إسرائيل أيضًا صواريخ دفاع جوي متعددة المستويات متطورة للغاية، بمساعدة وتمويل من الولايات المتحدة. يمكن لنظام القبة الحديدية "الأيقوني" اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، مثل تلك التي تطلقها حماس بشكل متكرر على إسرائيل في غزة (كشفت معركة سيف القدس عن إخفاق كبير لهذه المنظومات في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية التي اتبعت تكتيكات معينة تفوقت فيها على هذه المنظومات). أما نظام David's Sling فقد صُمم لاعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية على ارتفاع منخفض، وتم تصميم Arrow 3 لاعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أثناء تحليقها عبر الفضاء، والتي من شأنها، من الناحية النظرية على الأقل، إبطال مفعول أي صواريخ تحمل رؤوسًا حربية غير تقليدية بأمان.

وفي تموز، وقعت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة "الإسرائيلية" اتفاقية مع شركة لوكهيد مارتن، لتطوير نظام دفاع جوي يعمل بالليزر، تأمل إسرائيل من خلاله "توسيع" مظلة الدفاع الجوي المتعدد الطبقات. وتعمل "إسرائيل" على إدخال النظام في جيشها عام 2024.

تدير جارة "إسرائيل" الجنوبية مصر، كل شيء من أنظمة Tor الروسية قصيرة المدى وأنظمة American Avenger إلى S-300VMs و Patriot PAC-3s . وقامت القاهرة أيضًا بتحديث وإطالة عمر الخدمة، للصواريخ MIM-23 الأقدم بكثير منذ العصر السوفيتي والتي تعمل في منظومة SA-6s.

أما تركيا فهي تفتقر منذ فترة طويلة، إلى صواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى. فأقرب ما لديها لذلك من منظومات هو الإصدار الحادي والعشرون من MIM-23 وRapier البريطاني الصنع. لذلك تخطط أنقرة لاستبدال هذه الأنظمة القديمة، بعائلة "حصار" المكونة من صواريخ أرض جو، قصيرة إلى بعيدة المدى تقوم بصنعها.

كما كان على تركيا الاعتماد على حلفائها في الناتو لنشر بطاريات باتريوت الخاصة بهم على أراضيها خلال الفترات التي واجهت فيها تهديدات صاروخية باليستية محتملة من سوريا أو العراق. ومع ذلك، بدلاً من شراء صواريخ باتريوت الخاصة بها في نهاية المطاف، اتخذت أنقرة القرار المثير للجدل بشراء صواريخ إس -400 الروسية المتقدمة بدلاً من ذلك، على الرغم من الاعتراضات القوية من الولايات المتحدة. فقد ردت واشنطن بإزالة أنقرة من برنامج F-35 Joint Strike Fighter ، ومنعتها من خلال ذلك من شراء تلك الطائرة من الجيل الخامس لسلاحها الجوي، وفرضت عليها عقوبات من خلال أعلى هيئة للمشتريات والتطوير الدفاعي...

بشكل عام، لدى الشرق الأوسط بعض الدفاعات الجوية الفتاكة المتقدمة التي يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا حتى لأحدث وأقوى القوات الجوية في العالم.


المصدر: Forbes

الكاتب: بول إيدون




روزنامة المحور