الإثنين 27 آذار , 2023 03:29

جدل في الكونغرس حول الانسحاب: استهداف القواعد الأميركية جاء استثماراً للحظة!

جدل في الكونغرس حول الانسحاب من سوريا

منذ مطلع شهر آذار/ مارس الجاري، والساحة الأميركية تشهد انقساماً، حول جدوى الانسحاب من سوريا، انعكست على مراكز القرار في حملة شملت مؤيدين ومعارضين من كلا الحزبين. وهذا ما يعطي للهجوم على القواعد الأميركية في سوريا، أبعاداً أخرى، تتعلق بقرار دمشق وحلفائها في المنطقة، استثمار التوقيت لثبيت معادلة جديدة تنتهي بفرض الانسحاب.

قبل 3 أيام من استهداف القواعد الأميركية، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي، لصالح الإبقاء على "تفويض عام 2001"، الذي يعطي الحق باستخدام القوة العسكرية في الحرب العالمية ضد الإرهاب، بغالبية 86 صوتاً مقابل 9 أصوات، بعد أن كان الكونغرس قد صوّت، قبل 22 يوماً تقريباً، ضد الانسحاب، بغالبية أصواته أيضاً، 321صوتاً مقابل 103 أصوات). وعلى الرغم من ان الأصوات التي تسقط مشروع القانون، هي من كلا الحزبين، إلا ان الفجوة بدأت تتسع بين المؤيدين والمعارضين لتصل إلى حد اتهام الكونغرس بسوء استخدام تفويض 2001.

بالمقابل، تعكس تصريحات النواب الأميركيين، في كلا الجلستين، ان رفض الانسحاب عند شريحة واسعة، يصب بتوقيته وكيفيته. ويُعد هذا الأمر بمثابة علامة أخرى على ظهور تحالف في الكونغرس، متعدد الأيديولوجيات مناهض للحرب، يتقدمه النائب الجمهوري مات غايتس، حليف الرئيس السابق، دونالد ترامب. ومن بين الأصوات الديمقراطية البارزة فيه، كانت باربرا لي، العضو الوحيد في الكونغرس الذي صوت ضد الحرب الأميركية في أفغانستان.

في الوقت نفسه، هناك بعض "المخاوف الجوهرية" بشأن مصير الأكراد السوريين، إضافة للفصائل المسلحة كقسد، وهذا ما يبرر، الانخفاض الهائل في الدعم الديمقراطي للانسحاب، حيث صوت 56 فقط لصالحه، بعد ان صوت 130 بالمواقفة العام الماضي.

ووفقاً لما ذكرته مجلة جاكوبين اليسارية الأميركية، فإن الجدل حول القرار كان بمثابة التذكير بوجوب عدم تكرار ما حدث مع أفغانستان والعراق قبله. يريد الجميع إنهاء "الحروب الأبدية" حتى ينتهي الأمر بالفعل إلى إنهاء حرب معينة. نهض معارِض تلو الآخر ليخبروا مجلس النواب بأنهم كانوا جميعًا مع الخروج من سوريا وإنهاء السلطات الواسعة التي سمحت للرؤساء بإرسال قوات لحل النزاعات.

قال النائب غريغوري ميكس، وهو ديمقراطي من نيويورك: "على الرغم من أنني أعارض وجودًا عسكريًا أمريكيًا إلى أجل غير مسمى في سوريا، فإن هذا الإجراء يفرض نهاية مبكرة لمهمتنا في وقت حرج بالنسبة لجهودنا".

ويقول النائب جيسون كرو، وهو ديمقراطي من كولورادو: "الآن، كنت من أكثر المؤيدين صراحة، لإعادة تأكيد سلطة الكونغرس في مسائل الحرب والسلام... لقد حان الوقت لسحبها مرة أخرى. وقد حان الوقت لإعادة تأكيد سلطتنا وإجراء المناقشات التي طال انتظارها لسنوات عديدة... ولكن هناك طريقة جيدة للقيام بذلك، وهناك طريقة خاطئة للقيام بذلك".

كانت بعض الاعتراضات مهمة، مثل المخاوف بشأن التخلي عن الأكراد الذين تحالفت معهم القوات الأمريكية، والذين قد يكونون عرضة للهجوم التركي في حالة انسحاب الولايات المتحدة، وفق ما أشارت عضو الفريق الجديد، الديموقراطية، بيكا بالينت، في حديث مع Intercept.

في حين كانت وجهة نظر الممثل الديمقراطي في كاليفورنيا، رو خانا، مغايراً، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة لديها "نفوذ كاف، في تركيا للمساعدة في حماية الأكراد"، وأنه إذا أراد الرئيس الدفاع عن وجود القوات، يجب أن يتم من خلال الكونغرس".

بالمقابل يقول الصحفي الأميركي، برانكو مارسيتيك، انه قد لاحظ اعتراضات أخرى بخلفية "زائفة": أشار عدد منهم إلى إيران، وهذا يعكس مدى انحراف أسباب التدخل الأمريكي...لا توجد طريقة لمواجهة إيران تتناسب مع التفويض القانوني الممدد بالفعل للتدخل الأمريكي، والذي يقوم على تفويض استخدام القوة العسكرية الذي تم تمريره بعد 11 أيلول/ سبتمبر للسماح للجيش الأمريكي بمكافحة المسؤولين عن الهجوم الإرهابي".

ومع تجمع عوامل القوة، تلك التي تأتي من الساحة الدولية المتغيرة، خاصة خلال الفترة التي أعقبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إضافة للضغط الأميركي الداخلي وتراكم قوة حركات ودول محور المقاومة، يصبح استثمار التوقيت بتزايد الضربات العسكرية ضد الاحتلال الأميركي، هو القرار الذي اتخذته سوريا وحلفاؤها أخيراً.


الكاتب: مريم السبلاني




روزنامة المحور