الجمعة 17 آذار , 2023 02:00

أول احتكاك عسكري بين موسكو وواشنطن: سباق للحصول على حطام الطائرة!

موسكو تسقط طائرة مسيرة أميركية

تمام الساعة السابعة صباحاً من يوم الثلاثاء الماضي، شهد البحر الأسود أول احتكاك عسكري مباشر بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وبينما وصفت واشنطن ما جرى بـ "التصعيد"، كرّمت وزارة الدفاع الروسية "الطيارين الذين حالوا دون انتهاك المسيّرة لحدود منطقة العمليات الخاصة، ورشّحت طاقم مقاتلة سو-27 الذي اعترض الطائرة لوسام الدولة.

بحسب الرواية الأميركية، فقد نشرت لقطات فيديو تظهر قيام طائرة روسية بإلقاء الوقود على الطائرة المسيرة. حيث انتقد البيت الأبيض تصرفات موسكو ووصفها بأنها "غير آمنة وغير مهنية ومتهورة". وتقول شبكة سي ان ان، أن "اللقطات التي تم رفع السرية عنها يوم الخميس، تظهر على ما يبدو أن عمود من الوقود انبعث من الطائرة الروسية إلى الطائرة المسيرة، مما تسبب في قطع أنظمة الكاميرا الخاصة بها".

ماذا حدث للطائرة المسيرة الاميركية؟

كانت الطائرة المسيرة - MQ-9 Reaper أمريكية الصنع - وطائرتان روسيتان من طراز Su-27 تحلقان فوق المياه الدولية فوق البحر الأسود، عندما حلقت إحدى الطائرات الروسية عمدًا امام الطائرة المسيرة وألقت وقودًا، وفق ما ورد ببيان صادر عن القيادة الأمريكية في أوروبا. ثم اصطدمت الطائرة بمروحة الطائرة المسيرة، مما دفع مشغلي الأخيرة إلى إسقاطها في المياه الدولية. في حين يشير المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، أن الطائرة الروسية حلقت "بالقرب" من الطائرة بدون طيار لمدة 30 إلى 40 دقيقة قبل الاصطدام بعد الساعة السابعة صباحاً.

من الذي سيستعيد الطائرة التي تم إسقاطها؟

ويعد الأمر الأكثر الحاحاً لكلا الجانبين، هو العثور على حطام الطائرة. حيث أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن موسكو قد تحاول الحصول على حطام الطائرة المسيرة لدراستها. وفي حديث للتلفزيون الروسي الحكومي قال: "لا أعرف ما إذا كنا سنكون قادرين على الحصول عليها أم لا، لكننا بحاجة إلى القيام بذلك...وسننظر بالتأكيد في الأمر".

وقال الكرملين إن القرار بشأن الحصول على الطائرة المسيرة من البحر الأسود، سيأتي من وزارة الدفاع الروسية. هذا من صلاحيات الجيش. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "إذا كانوا يعتقدون أن ذلك ضروري لمصالحنا وأمننا في البحر الأسود، فإنهم سيفعلون ذلك".

بدورها، قالت القيادة العملياتية الأوكرانية، إن روسيا تزيد من وجودها في البحر الأسود "بعدد غير عادي إلى حد ما من السفن".

وقالت قيادة العمليات "الجنوبية": "قد يكون عدد السفن غير المعتاد إلى حد ما البالغ 21 وحدة مرتبطًا بإظهار الهيمنة في البحر"، بعد حادث الطائرة المسيرة. وأضافت "من الممكن أيضاً أن يقوم الروس أنفسهم بعملية بحث".

ما هي الطائرة بدون طيار MQ-9 Reaper؟

يستخدم سلاح الجو الأمريكي في المقام الأول الطائرات المسيرة "ريبر" لجمع المعلومات. ولكن عندما تكون مسلحة، يمكن استخدامها ضد أهداف تنفيذية "عالية القيمة وعابرة وحساسة"، نظرًا لأنظمة أسلحتها وقدرتها على مراقبة منطقة لفترة طويلة من الزمن.

بعبارة أخرى، حاصد الأرواح قادر على مراقبة العدو وضربه. هذه الاستخدامات المزدوجة أكسبت ريبر لقبًا في الأوساط العسكرية: "الصياد القاتل".

اعتمدت القوات الجوية الأمريكية بشكل كبير على الطائرات بدون طيار في عدد من المهام؛ لقد سجلت أكثر من مليوني ساعة طيران تراكمية بحلول عام 2019، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع (SAR)، وتم نقلها لحوالي 330،000 ساعة كل عام. وتصل تكلفة تصنيع السرب المكون من 4 طائرات إلى 56.5 مليون دولار، وفقا لسلاح الجو.

وقدمت منصات المراقبة خدمة ثقيلة في الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. لكن القوات الجوية كانت تتطلع إلى إنهاء إنتاج واستخدام الطائرات المسيرة في السنوات الأخيرة. حيث أظهرت تقارير البحث والإنقاذ أن التمويل السنوي للبرنامج قد انخفض منذ أن وصل إلى أكثر من 800 مليون دولار سنويًا في مناسبتين خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.

لماذا كانت الولايات المتحدة تحلق بطائرة بدون طيار في هذه المنطقة؟

كانت مهام الاستطلاع الأمريكية تحدث بشكل منتظم في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود منذ عدة سنوات، وقد تم تسليح المنطقة بشكل كبير منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، لذلك ليس من غير المألوف أن يتم رصد طائرة أمريكية بدون طيار فوق هذه المياه.

في حين تقول روسيا، أن المنطقة تقع ضمن اختصاص عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ويوضح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن روسيا "أبلغت عن ان هذا المجال الجوي الذي تم تحديده كمنطقة لعملية عسكرية خاصة...لقد حذرنا من الدخول، وعدم الاختراق"، متسائلاً كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة إذا اقتربت طائرة روسية بدون طيار من نيويورك أو سان فرانسيسكو.

 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور