الإثنين 13 آذار , 2023 03:27

الشهيد محمد شحادة.. لماذا لفّ بعلم حزب الله في بيت لحم؟

الشهيد محمد شحادة

على مدى ثلاثين عامًا، ومنذ أن كان فتًى لم يبلغ سنّ الرّشد، كان الشهيد محمد شحادة مطاردًا من قِبل كيان الاحتلال وأحد أبرز مطلوبيه في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلّة. فبين الملاحقة والاعتقال ومحاولات الاغتيال قضى "شحادة" سنوات حياته الـ 45 والتي لفّ في ختامها بعلَم حزب الله!

سيرة الشهيد

من مواليد عام 1963 في بيت لحم. انتمى الشهيد شحادة منذ بداية شبابه إلى صفوف حركة فتح. اعتقل للمرة الأولى عام 1980 على خلفية حيازة مسدس وحكم لمدّة 3 شهور، وحينها كان في الـ 17 من العمر.

خرج "شحادة" أكثر اصرارًا على متابعة ما بقي عالقًا قبل الاعتقال. فنفّذ أوّلأ عمل عسكري له في القدس المحتلّة، حيث أطلق النار مباشرة على جندي للاحتلال. فاعتقل على هذه الخلفية، كما على خلفيّة عدّة نشاطات عسكرية في القطاع الغربي لحركة فتح. حكم عليه الاحتلال آنذاك  مدّة 25 عامًا. لكنّه خرج في صفقة تبادل أبرمتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة، عام 1985 مع الاحتلال.

مع اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987، شارك الشهيد شحادة في فعاليّاتها، وتعرّض للاعتقال الاداري لأكثر من عامين وسط تحقيقات قاسية. ثمّ التحق بحركة الجهاد الاسلامي وأبعد  مع أكثر من 400 كادر وقيادي من الفصائل الفلسطينية الى "مرج الزهور" في لبنان، أواخر العام 1992.

كانت تلك نقطة تحوّل لافتة في حياة الشهيد شحادة، فالإبعاد شكّل فرصة لتعرفه على المقاومة الاسلامية في لبنان وفكرها. أعجب الشهيد بهذه المقاومة وآمن بأيديولوجيّتها، وحملها معه عند عودته الى بيت لحم.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، تكثّفت ملاحقة الاحتلال للشهيد، بعد أن حمله مسؤولية قيادة خلية عسكرية، نفّذت عام 2001  عملية  أدت لمقتل ابنة عضو "الكنيست" إسحق ليفني. كما حمّله الاحتلال مسؤولية تفجير أربع سيارات مفخخة أدت لإصابة عشرات المستوطنين، حسب مزاعم المراسل العسكري للقناة "الثانية" العبرية، روني دانيئيل. بالاضافة الى اتهام "الخلية" بقتل جندي عام 2003.

يُذكر أن الشهيد شحادة نوّع في أشكال العمل المقاوم بين العسكر، والسياسية والميدان الاجتماعي، فكان مهتمًا بشؤون الناس وأحوالهم ويسعى لتقديم المساعدات، الى جانب حرصه على الوحدة الوطنية.

محاولات الاغتيال

أبرز محاولة اغتيال تعرّض لها "شحادة"، كانت بتاريخ 25/5/2002، وحينها  جاءت سيارة بلوحة عربية تقلّ مستعربين من جيش الاحتلال، اقتربت من منزله. كان الشهيد موجودًا فعلًا في المنزل. لكنّ عطلًا أصاب سيارة المستعربين أدى الى اكتشاف هويّتهم الحقيقية، مما ساعد الشهيد على ملاحظة الخطر ومغادرة المنزل فورًا، بالتزامن مع وصول تعزيزات الاحتلال من آليات وجنود لمحاصرة منزله. نادى الاحتلال على الشهيد بمكبرات الصوت، ثمّ بدأ بإلقاء القنابل الصوتية واطلاق الرصاصات قبل أن يقتحم الجنود المنزل. اعتقل الاحتلال زوجته وأولاده وأخضعهم للتحقيق، وهدم المنزل.

الشهادة

في الثاني عشر من شهر آذار / مارس من العام 2008، اعترضت وحدة من المستعربين سيارة كان يستقلها "شحادة" مع ثلاثة آخرين من رفاقه هم عماد الكامل، وعيسى مرزوق، وأحمد البلبول. فاستشهدوا جميعًا.

خرجت الجماهير في بيت لحم لتشيع الشهداء، وقد اختار الشهيد شحادة أن يلفّ نعشه بعلم حزب الله لشدّة حبه وتعلّقه به. فقد قالت زوجة الشهيد أنه "كان قلبًا وقالبًا مع حزب الله، وكان يعشق أمينه العام السيد حسن نصر الله. وقد تأثر جدا بتجربة المقاومة خلال حرب تموز عام 2006".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور