السبت 04 آذار , 2023 01:55

الشهيد محمود جودة: قائدٌ عسكري بعمر الـ 24 عامًا!

الشهيد القائد محمود جودة

الشهيد القائد محمود جودة، من أبناء حركة الجهاد الإسلامي الذين خبروا منذ بداية شبابهم طريق مواجهة ومقاومة كيان الاحتلال، فلم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر عند شهادته بعد سيرة ومسؤوليات جهادية، مقدمًا نموذجًا لأبناء جيله، يُرى اليوم جليًا في شباب القدس والضفة الغربية المحتلّة.

سيرة القائد

ولد في الثامن عشر من شهر نيسان / أبريل 1980 في مخيم جباليا لعائلته تعود جذورها لمدينة أسدود المحتلّة عام 1948. ساهم ارتباط القائد جودة بالمسجد بتكوين شخصيّته الإسلامية والجهادية. وكانت البداية مع مشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى عام 1987، اذ أصيب مرتين في قدميه خلال الاشتباكات الشعبية المباشرة مع قوات الاحتلال.

منتصف التسعينيات، انتمى الشهيد الى حركة الجهاد الإسلامي وشارك في المهرجانات والمسيرات الشعبية التي كانت تقيمها الحركة. وعلى  خلفية نشاطه السياسي، تعرض القائد جودة للاعتقالات على يد أجهزة السلطة الفلسطينية مرّات عديدة.  من بينها عام 1997، والتي حالت دون تمثيله لوطنه فلسطين في الألعاب الدولية في سوريا. فللشهيد، جانب آخر في شخصيته، غير السياسي والعسكري، اذ كان من ممارسي رياضة المصارعة.

مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، التحق القائد جودة بالصفوف العسكرية للحركة في سرايا القدس مقدمًا نفسه كاستشهادي. ثمّ شكّل مجموعات عسكرية في رفح (جنوبي قطاع غزّة). قاد الشهيد المجموعات والخلايا المُكلّفة بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، كما كان يشارك بنفسه في الخطوط الأمامية للعمليات، ويتابع الأمور الميدانية لهذه المجموعات في مناطق بيت حانون، جباليا، الشاطئ، الزيتون، النصيرات، دير البلح، رفح.

عمل الى جانب الشهيد القائد مقلد حميد في الإعداد والتخطيط لأوّل عملية استشهادية في انتفاضة الأقصى والتي نفذها الشهيد نبيل العرعير بتاريخ 26/10/2000. وقبل يوم واحد من اغتياله، كان القائد على رأس عمله العسكري، اذ أشرف على تجهيز الاستشهادي عبد الحميد خطاب بتاريخ 27/2/2004.

لم ينحصر العمل الجهادي للقائد جودة بحدود قطاع غزّة، بل كان على اتصال مباشر مع بعض مجموعات سرايا القدس في الضفة الغربية، ليتابع معهم كيفية تنفيذهم للمهمات العسكرية وإصدار البيانات.

تدرّج الشهيد محمود جودة في المسؤوليات العسكرية الى أن كان القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزّة لغاية يوم شهادته، خلفًا للشهيد حميد مقلد.

عائلته

ذكرت عائلة الشهيد بعضًا من جوانب شخصيّته، فالقائد جودة "تميز بروح القيادة والشجاعة والغيرة على الإسلام، والانحياز للمظلومين من أبناء الأمة الإسلامية. كان شجاعاً صلبًا عنيداً لا يعرف الخوف في مواجهة الطغاة وأعداء الله"، وأضافت "كان حريصاً على التواصل مع أسر الشهداء من رفاقه وتوفير كل ما يحتاجونه".

أمّا ابته (بتول) ذات الـ 7 أعوام فقد تركت له رسالةً بعد شهادته، قالت فيها "أنا وأختي بنحب بابا، ومشتاقين إله كتير، وهو شهيد في الجنة، ولما أكبر بدي أسوي عملية استشهادية مثل هبة دراغمة، وهنادي جرادات وميرفت مسعود لأنتقم لبابا وكل أطفال فلسطين من اليهود القتلة".

الشهادة

في الثامن والعشرين من شهر شباط / فبراير عام 2004، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية القائد جودة شمال القطاع، وكان برفقة اثنين من مجاهدي "السرايا" هما أيمن وأمين الدحدوح اللذان استشهدا أيضًا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور