الأربعاء 01 آذار , 2023 06:09

عبد الله الحصري: أحد مؤسسي كتيبة جنين وقادتها الميدانيين

الشهيد القائد عبد الله الحصري

ثلّة من الشباب الفلسطينيين، أعادوا روح الانتفاضة والمقاومة الى جنين ردًا على انتهاكات كيان الاحتلال اليومية بحق أهلها، وتصديًا لاقتحامات الجيش لمخيمها. كما أعاد هؤلاء الشباب تنظيم الهيكيلة العسكرية تحت لواء "كتيبة جنين" مثبتين للاحتلال فشل سياساته الأمنية والاقتصادية من اجتثاث جذور المقاومة التي غرسها قادة سرايا القدس أيام انتفاضة الأقصى عام 2000 وما قبلها، أمثال الشهداء محمود طوالبة، وإياد صوالحة، وعصام براهمة... وغيرهم.

كان من بين هذه الثلة المجاهدة القائد الميداني في "كتيبة جنين" عبد الله الحصري. وهو من مواليد السابع والعشرين من حزيران / يونيو عام 1999. نشأ في أجواء الانتفاضة الثانية، وعدوان الاحتلال الواسع على مخيم جنين عام 2002. وشارك الشهيد الحصري رغم صغر سنّه في بعض  فعاليات الانتفاضة.

اعتقل القائد الحصري للمرّة الأولى في العام  2016 على خلفية الاشتباك مع جنود الجيش ورميهم بالحجارة و"الأكواع" (عبوات ناسفة). لم يكن عمر يتجاوز الـ 16 سنة عندما  أمضى 25 شهرًأ في سجون الاحتلال حيث عانى من وضع صحي ومن آلام في المعدة قابلتها مصلحة السجون بسياستها المعتادة، الإهمال الطبي.

كان الاعتقال فرصة للشهيد الحصري للالتقاء بالقائد الأسير محمود العارضة (قائد ومهندس عملية نفق الحرية، انتزع  وخمسة أسرى الحرية من سجن جلبوع "الأمني" في 6/9/2021  لكن الاحتلال أعاد اعتقالهم)، وشاركه الغرفة نفسها في السجن. كما تعرّف الشهيد بعدد كبير من قادة وشخصيات حركة الجهاد الاسلامي من مختلف المناطق.

خرج الشهيد الحصري من السجن في العام 2018، ليواصل عمله الجهادي ضد الاحتلال في صفوف حركة الجهاد الاسلامي. واقتنى سلاحًا من أجل تنفيذ العمليات برفقة الشهيدين داوود ونعيم الزبيدي. وقد تميّز الشهيد الحصري أيضًا بالعلاقات مع  عدد من الشهداء والأسرى والمجاهدين.

تأسيس "كتيبة جنين"

أعاد الاحتلال اعتقال القائد الحصري، لمدّة 27 شهرًا قبل أن يطلق سراحه في آب / أغسطس من العام 2021. لكنّ الاعتقال، كما المرّة الأولى، لم يثنِ الشهيد الحصري من متابعة طريقه الجهادي بل وهذه المرّة بشكل مختلف.

فقد ساهم القائد الحصري الى جانب القائد الشهيد جميل العموري في تأسيس "كتيبة جنين" عقب معركة "سيف القدس" وعملية "نفق الحرّية" لإحياء العمل العسكري المنظّم في جنين ومخيمها. وأصبح أحد القادة الميدانيين في الكتيبة.

تستمر الكتيبة منذ عامين بالعمل ضمن استراتيجية استنزاف الاحتلال وإبقاء جذوة الصراع مشتلعة مع إدخال تطوّر في التكتيك وبلورة هيكيلة أكثر وضوحًا بحيث يتفرّع منها وحدات متخصصة (من بينها: وحدة الرصد، وحدة المتفجرات، وحدة المواجهة والاشتباك). وكانت "كتيبة جنين" النموذج الملهم لشباب مناطق الضفة حيث نهضت أيضًا كتائب مماثلة لا سيما في نابلس، وطولكرم، وطوباس لتشكّل طوقًا شمالي الضفة.

التصدي والشهادة

في الأوّل من شهر آذار / مارس 2022، وصل خبر الى القائد الحصري مفاده بأن "هناك باص مرسيدس يشتبه أنه قوات خاصة" قد اقتحم المخيم، وكان مجاهدو الكتيبة قد انتشروا في أرجاء المخيم ناصبين الكمائن للقوات. فيما همّ القائد، وكان عند بوابة المخيم ليبدأ هجومه على جنود الجيش من مسافة صفر ما أدى لإصابة اثنين منهم.

 كشف إطلاق القائد النار مكان الحصري لقناصة الاحتلال المتمركزة على بناية خارج المخيم. وترافق القناصة الاقتحامات وتحاصر المخيم، فأصاب القنّاص جسد القائد بـ 3 رصاصات. واستشهد الى جانبه شادي نجم.

شيّعت جماهير غفيرة من الشعب الفلسطيني وقادة ومجاهدي حركة الجهاد الإسلامي الشهيدين الحصري ونجم. واعتبرت عملية "إلعاد" (وسط "تل أبيب") التي نفذها الأسيران المجاهدان صبحي أبو شقير وأسعد الرفاعي (من بلدة "رمانة" بجنين) في 5 – 5 – 2022، والتي أدّت الى مقتل 3 مستوطنين وإصابة 3 آخرين، الرد على اغتيال الشهيدين الى جانب الرد على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى آنذاك. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور