الإثنين 06 شباط , 2023 05:57

كتائب القسام تنهض في الضفة.. الاحتلال يمعن بالعدوان!

كتيبة مخيم عقبة جبر

في وقت ظنّ كيان الاحتلال فيه أن أريحا هي "أهدأ مدينة في الضفة الغربية"، وفق تعبير صحيفة "يديعوت أحرنوت العبرية، تراجعت الصحيفة قبل أيام لتقول إنّ العشرات من الفلسطينيين كانوا بانتظار اقتحام قوات الاحتلال للمدينة. كذلك شكّلت مكان الانطلاق الرسمي لكتائب القسّام من جديد في الضفة والتحاقها بانتفاضة المقاومة التي بدأت منذ أيار / مايو 2021، تحت اسم "كتيبة مخيم عقبة جبر" (يقع المخيم جنوب غرب مدينة أريحا).

أعلنت "كتيبة مخيم عقبة جبر" في الرابع من شهر شباط / فبراير الجاري في بيان لها عن انطلاق عملها الجهادي، متوعّدةً بالاستمرار "على درب الجهاد والمقاومة، وأن كتائب القسام ستبقى تقف لهذا الاحتلال بالمرصاد". بعدها، نظّمت الكتيبة الفعاليات الشعبية ضمن "أيام الغضب" للتصدي لمحاصرة الاحتلال لأريحا.

فجر السادس من شباط / فبراير، نفذت الكتيبة عملية اطلاق نار استهدفت حاجز "دكو" في أريحا وانسحب المقاومون، ليشنّ الاحتلال عدوانًا واسعًا على المدينة وسط وقوع الاشتباكات بين الكتيبة وقوات الاحتلال، وحسب بيان الكتيبة فقد اشتبك المقاومون مع قوات الاحتلال على أكثر من محور مستخدمين العبوات والقنابل المتفجرة والرصاص. بالاضافة الى تمكنهم من من إسقاط طائرة تصوير تابعة لجيش الاحتلال "درون" من نوع "سكاي رايدر" بعد اطلاق النار عليها.  وقد اضطر الجيش الى استقدام التعزيزات بهدف اعتقال المقاومين.

أدى العدوان الى ارتقاء 5 شهداء هم رأفت وائل عوضات (21 عاماً)، ومالك عوني لافي (22 عاماً) وأدهم مجدي عوضات (22 عاماً) وإبراهيم عَوضات (27 عاماً)، وثاثر عويضات بالاضافة الى إصابة 3 آخرين. واعتقلت قوات الاحتلال القيادي في حركة حماس الشيخ شاكر عمارة. ومنع الاحتلال خلال ساعات العدوان عمل الأطقم الطبية وأطلق بشكل مباشر على سيارات الاسعاف، وقد صرّح الهلال الأحمر الفلسطيني أن "جنود الاحتلال منعوا طواقمنا من العمل منذ بداية الاقتحام، واعتدوا على إحدى مركباتنا".

كما احتجز الاحتلال جثامين الشهداء، وقد ادعت المحلل العسكري والأمني اليهودي يوني بن مناحيم أن "اسرائيل  ستستخدمهم كورقة مساومة في المفاوضات مع  حماس حول صفقة تبادل أسرى جديدة".

وعقب العدوان، شدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية أن المقاومة ستبقى هي سيدة الميدان رغم المجزرة البشعة، وستواصل الكتائب عملياتها مع كل الثوار من أبناء شعبنا حتى يندحر الغزاة عن أرضنا". بدوره أكّد الناطق باسم الحركة حازم قاسم، أن "المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في عُقبة جبر بمدينة أريحا، ستكون وقوداً للثورة العظيمة للشباب الثائر، وشعبنا ومقاومته لن يتأخروا بالرد على هذه الجريمة". وأضاف في بيان صحفي أن "عمليات الاغتيال بهذه الطريقة، تؤكد التخبط الكبير للاحتلال في التعامل مع تصاعد وتمدد المقاومة في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وعجزه عن إيقاف تصاعدها الكبير".

في هذا السياق، يرجّح المحلل العسكري في "يديعوت أحرنوت" يوسي يهوشع، وقوع عملية رد على العدوان على غرار عملية الشهيد خيري علقم التي جاءت بعد العدوان على جنين في الأيام الماضية. ويتابع المحلل العسكري أن "حماس لن تبقى صامتة بعد الحدث في أريحا"، وقد تتحرك من الضفة أو الداخل أو غزة. كذلك تنقل "القناة 12" العبرية تقديرات من المستوى الأمني تفيد بأن "حماس" سترد على الأحداث.

لم يكن ذلك هو العدوان الوحيد على أريحا منذ انطلاق المقاومة فيها، ففي 3 شباط / فبراير، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة وسط اندلاع مواجهات مع الشباب عند مدخل مخيم عقبة جبر. وفي اليوم التالي (4/2/2023) اقتحم جيش الاحتلال المخيم محاصرًأ منازل للمقاومين لكنه فشل من تحقيق هدفه في اعتقال في اعتقال منفذي عملية إطلاق النار على مطعم الأسبوع الماضي.

مجموعات القسّام قد تتمدّد

يفتح ظهور "كتيبة مخيم عقبة جبر" الباب أمام احتمالية نشوء مزيد من مجموعات كتائب القسّام في مختلف مناطق الضفة الغربية ولا سيما في مناطق الشمال (جنين ونابلس) التي باتت تؤمن أرضية جيّدة للمقاومة مع وجود كتائب سرايا القدس. وفي هذا السياق ترى مراسلة الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، دانا بن شمعون أن "الأحداث في أريحا هيأت الظروف لتعزيز التعاون بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس".

فهل تقدّر مستويات الاحتلال أي مأزق معقّد وكبير سيلحق بالكيان في حال تم التعاون جيدًا بين كافة أطياف المقاومة ومكوناتها وسط حاضنة شعبية تتوسّع في القدس والضفة الغربية؟


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور