الجمعة 30 كانون الاول , 2022 11:49

فلسطين 2022.. بالأرقام والأحداث المفصلية

شاب يرفع العلم الفلسطيني

حملت سنة 2022 متغيرات مهمة في الساحة الفلسطينية، اذ عادت القدس والضفة الغربية الى واجهة المقاومة وشكّلت الجبهة الأمامية لمواجهة كيان الاحتلال. فما بدأ خلال معركة "سيف القدس" في العام الماضي من عودة نواة المقاومة، تنامى خلال أشهر هذه السنة مجموعات وكتائب، خاصة شمالي الضفة، هذا من جهة. أمّا من جهة تكامل وترابط بين الجبهات، فقد كرّست معركة "وحدة الساحات" معادلة التلاحم وأثبتت أن غزّة لا يمكن أن تغيب عن المشهد، وعلى جهوزية عسكرية دائماً.

المقاومة في غزّة

نفّذت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، للسنة الثالثة على التوالي، أواخر شهر كانون الاوّل / ديسمبر الحالي مناورة "الركن الشديد 3"، وهذه المرّة خصصتها المقاومة للتدريب ومحاكاة إنزالات خلف خطوط العدو وأسر الجنود لتنفيذ صفقات التبادل والضغط على الاحتلال في هذا الملف.

أمّا سرايا القدس فقد نفّذت مناورتها الخاصة "عزم الصادقين" أوصلت من خلالها رسائل مفادها أن السرايا تتابع إنتاج وتطوير الصواريخ لا سيما عنصر الدّقة كما حاكت خطة دفاعية لإطلاق رشقات صاروخية تطال مواقع ومستوطنات وعمق الاحتلال بزخم ناري يوقف أي عدوان. وفي معركة "وحدة الساحات" في آب / أغسطس، ردّت سرايا القدس على اغتيال قائديها تيسير الجعبري وخالد منصور بوضع جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومستوطنات غلاف غزّة تحت مرمى الصواريخ والقصف المتواصل مدّة 56 ساعة.

بدورها، كشفت كتائب الشهيد عزالدين القسّام هذا العام عن الوحدة السايبيرية الخاصة التي كان للشهيد القائد جمعة الطحلة الدور الكبير في تأسيسها. وقد نفّذت هذه الوحدة عدّة عمليات الكترونية سابقاً ولكنها تجعل اليوم من البنية التشغيلية للاحتلال في دائرة استهداف المقاومة. الى جانب ذلك تصدّت الدفاعات الجوية كتائب القسّام أكثر من مرّة خلال هذا العام لطائرات الاحتلال التي تخترق سماء القطاع واستهدفت مواقعاً للمقاومة، وجسّد ذلك تطوّراً مهماً يحمل تداعياته ومعادلاته للمرحلة المقبلة. كما أدارت "القسّام" حرباً نفسيةً على الاحتلال هذا العام تمثّلت بتوجيه رسائل عن وضع الأسرى الجنود لديها للضغط ودفع الاحتلال نحو التنازلات في الصفقة وارباك جبهته الداخلية.  

المقاومة في القدس والضفة

تشكّلت خلال هذه سنة مجموعات مقاومة من بينها "عرين الأسود" في نابلس التي مهمة أعادت مشاهد الوحدة الفلسطينية والتفاف الشعب خلف المقاومة وقدّمت العديد من الشهداء على رأسهم إبراهيم النابلسي ووديع الحوح وتامر الكيلاني. بالإضافة الى تطوّر وتوسّع عمل "كتيبة جنين" التي كانت الملهمة لتشكيل الكتائب الأخرى في نابلس، وطوباس وطولكرم وجبع وبرقين وغيرها.

سجّل عام 2022 ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً في عدد العمليات النوعية للمقاومة ومجموعاتها في مختلف مناطق القدس والضفة الغربية اذ ارتفعت من 19 عملية في العام 2019 الى 285 عام 2022، فيما كانت في العام 2021 فقط 61 عملية وفي العام 2020 31 عملية.

بالتوازي ارتفع عدد المستوطنين الذين قتلوا جراء هذه العمليات الى 31 هذا العام مقابل 5 في العام 2019 و3 في العام 2020 و4 في العام 2021. وهذه الأرقام اعترف بها الاحتلال وأدرجت ضمن بيانات الجيش لهذا العام. بالإضافة الى ارتفاع عدد القتلى الجنود في جيش الاحتلال والاستهداف اليومي لحواجزه. وقد اعترف الاحتلال في أكثر من مناسبة أن اقتحام المخيمات والمناطق الفلسطينية لم يعد بـ "السهولة" التي كانت سابقاً وبات الخروج منها صعباً.

فيما تواصل حضور المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 في مشهد المواجهة مع الاحتلال، اذ وقعت سلسلة من العمليات النوعية في بئر السبع والخضيرة و"تل أبيب"، أربكت مستويات الاحتلال واخترقت كلّ اجراءاته الأمنية وأوقعت عدداً من القتلى في صفوفه. بالإضافة الى بقاء فلسطينيي الـ 48 على ترابط مع غزّة، اذ خرجت المسيرات الداعمة للمقاومة خلال معركة "وحدة الساحات".

انتهاكات الأقصى

اقتحم 50 ألف مستوطن باحات المسجد الأقصى هذا العام، وبلغت ذروة الاقتحامات خلال فترات المناسبة اليهودية وحاول الاحتلال فرض طقوسه التهويدية على القدس المحتلّة وسط تصدي المقدسيين والمرابطين ومقاومة الضفة الغربية وتهديدات الفصائل في غزّة. ولفت خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن عام 2022، "من أشد الأعوام التي مرت منذ الاحتلال الإسرائيلي للبلاد، لأن الاقتحامات للأقصى كانت شديدة وعنيفة، ويحاولون أداء طقوس دينية تخصهم".

الأسرى

وصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال هذا العام الى 4700 أسير فلسطيني بينهم أكثر من 500 مقدسي وسط ظروف اعتقال صعبة وغير إنسانية. ووصل عدد الأسرى المرضى الى 700 أسير، واستشهد 4 أسرى داخل السجون، هم داوود الزبيدي، سعدية مطر، محمد غوادرة، ناصر أبو حميد، بسبب سياسة الإهمال الطبي التي يعتمدها الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين.

كما حكم الاحتلال على 5 أسرى جدد بالمؤبد ليرتفع عدد أسرى المؤبدات الى 552 أسير. بالإضافة الى إمعان الاحتلال في سياسة الاعتقال الإداري، فقد وصل عدد الأسر الإداريين الى 850 أسير. بالإضافة الى ذلك، سجّل عام 2022 ارتفاعاً في حملات الاعتقال التي نفّذها الاحتلال في بلدات القدس والضفة الغربية، فقد اعتقل 7 آلاف فلسطيني بينهم 850 طفلاً و160 امرأة.

الشعب الفلسطيني

قتل الاحتلال خلال هذا العام أكثر من 221 شهيداً، من بيهم 167 في القدس والضفة و50 في قطاع غزّة الى جانب 4 شهداء في الداخل الفلسطيني المحتل. كما شكّل اغتيال الاحتلال للصحفية في قناة الجزيرة شيرين ابو عاقلة محطة مهمة أعادت تسليط الضوء على جرائم الاحتلال المتعمّدة وباتت قضية دولية. 

تشير أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الى عدد الفلسطينيين وصل هذا العام الى 14 مليون يتوزعون على الداخل الفلسطيني المحتل بنسبة 1.7 مليون، وفي القدس والضفة وقطاع غزّة بنسبة 5.4 مليون، أمّا في الشتات فقد وصل عدد الفلسطينيين الى 7.1 مليون.

العام المقبل 2023

يتوقّع أن يشهد العام المقبل تحديات جديدة مع وصول الحكومة الـ 37 منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والتي توصف بالأكثر تطرفاً مع تحكّم شخصيات اليمين المتطرّف بمفاصلها ووضعهم لمخططات التهويد والاستيطان على رأس الأولويات. لكن المقاومة والشعب الفلسطيني في تطوّر مستمر للقدرات والوعي بمخططات الاحتلال وهو ما يُبنى عليه لمواجهة اليمين المتطرّف، العالق بدوره في أزمات الكيان الداخلية أيضاً.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور