الخميس 22 كانون الاول , 2022 04:37

سقوط مرحلة أخرى للحرب التركيبية وربما الأخيرة

سوق إيراني

وسقطت مرحلة أخرى من مراحل الحرب التركيبية على إيران، بل وربما آخر مراحلها، بعد فشل الإضراب الأخير، الذي دعا إليه مثيرو الشغب المقيمون خارج الجمهورية الإسلامية. وبالأمس، كان آخر يوم من الدعوة الأخيرة الى الاعتصامات والتظاهرات، والحال انه لم يأت أحد، ما دفع ببعض الإيرانيين الى السخرية من ذلك عبر التساؤل: "أين ذهبت ملايين هاشتاغات الدعوة للاعتصامات؟!". وقد أكدت المصادر، الغياب اللافت للمظاهرات في معظم المدن الإيرانية الكبرى والرئيسية.

الشعب الإيراني سئم الشعارات الزائفة

نعم فهذه حال أغلبية الإيرانيين، الذين سئموا من مثيري الشغب ومحاولاتهم لزعزعة الأمن في البلاد، طوال الـ 3 أشهر الماضية. كما أن الأغلبية هناك، باتت مدركة لزيف شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وذلك عبر طرحهم أسئلة في غاية المنطقية: هل العمال وأسرهم خارج دائرة شعار من يدّعون بأنهم ثوار، حتى يتم التعرض لهم والقيام بإيذائهم في حال ذهابهم الى أعمالهم؟ ألا يعتبرون من أهل إيران؟ إذا كان شعار هؤلاء الناس هو دعم الشعب، فلماذا بالضبط يجب أن تستهدف أهدافهم الشريرة اقتصاد ومعيشة العائلات الإيرانية؟ لماذا مقاطعتهم وضربتهم تستهدف مباشرة طاولة الأسرة الإيرانية؟ لماذا يضغطون على أصحاب المتاجر الذين يضطرون إلى دفع الإيجار ورواتب العمال كل شهر من خلال الإضرابات القسرية؟

فمثيري الشغب الذين كانوا يهتفون بشعارات الحياة والتنمية في الأشهر الـ 3 الماضية أثبتوا للناس أن كل أفعالهم ضد الحياة والتنمية، فهذه المجموعة لم تستهدف الإيرانيين بنفسيتهم فقط، بل حياتهم بشكل مباشر. ولم تكن تحركاتهم ذات طابع اعتراضي سلمي، حتى يمكن الحاقها ضمن حرية وحق التعبير عن الرأي، بل كانت جل تحركاتهم التخريب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، بل وصل بهم الحال الى ارتكاب الجرائم بحق عناصر القوى الأمنية والعسكرية وشباب التعبئة البسيج.

الغرب يرمي بعملائه

ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل إن بعض دعاة حقوق الإنسان وأنصار مثيري الشغب منهم، قد طالبوا السلطات الغربية بزيادة ضغطها على الجمهورية الإسلامية، وقد طالب البعض منهم الغرب بالتفكير في الخيار العسكري!

لكن الغرب كعادته، يرمي بعملائه فور انتهاء مهامهم، وهذا ما يعبر عنه بوضوح موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي كشفت عنه الناشطة الايرانية المعارضة "لادن بروماند" خلال مقابلة مع قناة بي بي سي الفارسية، حينما قالت بأن الرئيس الفرنسي أبلغهم بأنه لا يهدف الى تغيير النظام في إيران.

شبكات الموساد

ومن ناحية أخرى، كشفت وزارة الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية "إطلاعات"، الخميس، عن اعتقالها 4 فرق عملياتية تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد. وأشارت إلى أنه تم الحصول على أدلة عن ارتباط هذه الشبكات برئيس الموساد في دولة أوروبية، مؤكدةّ بأنه سيتم الإعلان عن النتائج بمجرد اكتمال التحقيق. ولم يحدد بيان الوزارة عدد العناصر وجنسياتهم، كما لم يتم الكشف عن مكان اعتقالهم داخل البلاد. وأضاف البيان، بأن الكيان المؤقت استغل أحداث الشغب الاحتجاجات التي وقعت في الأسابيع الماضية في بضع مناطق من البلاد، لمحاولة القيام ببضع عمليات إرهابية مشتركة بتوجيه فرق عملياتية. لافتةً إلى أنه تم اعتقال جميع الإرهابيين قبل القيام بأي عمل.

وتضاف هذه الفرق العملياتية الى شبكة التجسس التابعة للموساد أيضاً، والتي تم الكشف عن اعتقالها منذ أيام في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر 2022 الجاري. حينها كشف الوزارة بأن أعضاء هذه الشبكة التي تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، كانت تخطط لتخريب الصناعة الدفاعية الإيرانية من خلال إنشاء شركات تسويق أمنية.

وفي السياق نفسه، كشف القائد العام لقوّات الشرطة الإيرانية العميد حسين أشتري، بأن بعض الخلايا التي تم اعتقالها، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية كمجزرة مقام "شاه جراغ". فيما كشف قائد قوات البسيج العميد غلام رضا سليماني عن مشاركة 47 منظمة تجسس في الحرب التركيبية الواسعة النطاق ضد الجمهورية الإسلامية، بعد أن فشل أعداؤها في الحرب المباشرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور