الثلاثاء 20 كانون الاول , 2022 04:36

ليث شبيلات: معارض أردني ومناهض للغرب وإسرائيل

ليث شبيلات

انطلق المعارض والسياسي الأردني ليث شبيلات من بيتي شعر آمن بهما، "سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياة تسرّ الصديق وأمّا ممات يغيظ العدى"، في طريق "أدرك أنه قد يفضي إلى اغتيالي على يد سلطة سياسية استمرأت البطش والفساد، وقد حاربتني بكل الوسائل الدنيئة"، قاصداً بذلك سلطات بلاده.

فما هي سيرة شبيلات؟

ولد عام 1942، وهو ابن فرحان شبيلات، الذي كان سياسياً وسفيراً للأردن في دول عديدة ومستشاراً للملك عبد الله الأوّل ومقرباً من "القصر".

 بدأ دراسته الابتدائية في الكلية الأهلية في العاصمة اللبنانية بيروت حيث كان والده سفيراً في عهد الرئيس بشارة الخوري ثم انتقل إلى الكلية الإسلامية في العصمة الأردنية عمان. عاد بعدها إلى بيروت ملتحقاً بالكلية العامة وتخرّج عام 1959، ثم التحق بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرّج عام 1964، وحصل بعدها على درجة الماجستير في هندسة الإنشاءات من جامعة جورج واشنطن عام 1968.

مثّل شبيلات أول نقيب إسلامي للمهندسين في العام 1982، على الرغم من عدم انتسابه رسمياً لأي حركات إسلامية بما فيهم الإخوان المسلمين. وفاز بمنصب نقيب المهندسين عدة مرات.

كما وصل الى مجلس النواب الأردني لأول مرّة عام 1984، ثمّ عاد اليه للمرة الثانية عام 1989، مشكلاً صوتاً معارضاً للسلطة التي "لا أطالب بتغييرها بل بتغيير أخلاقها وأخلاقياتها وتصرفات القائمين عليها فقط! إذ أوصلت البلاد إلى حافة الافلاس ناهيك عن تسليم مقاديرها لليهود والأمريكان مديرة الظهر للعرب وثورتهم التي لنا فيها كلام"، لكنّه لم يشكّل حزباً أو تنظيماً سياسياً، وبقي في إطار النضال الفردي.

رفض شبيلات علاقات الأردن مع كيان الاحتلال والصفقات فيما بينهما لا سيما صفقة الغاز، وشارك في مسيرات منددة في الشوارع الأردنية، كما عارض وجود المقرات والقواعد العسكرية الامريكية في الأردن. وعلى خلفية هذه المعارضة تعرّض للاعتقال وللتهديدات من السلطة والامن الأردني عدّة مرّات.

اعتقل للمرة الأولى عام 1992، بتهمة إنشاء تنظيم "النفير الإسلامي" يخطط للقيام بعمليات ضد كيان الاحتلال لكن أطلق سراحه بموجب عفو. عام 2001 هدّدته الشرطة الأردنية حياته، وروى شبيلات في رسالة كتبها أن مدير الشرطة آنذاك قال له ""في المرة القادمة سنكسر رأسك!". أما في العام 2009 فقد وفي عام 2009، تعرض لاعتداء من قبل "مجهولين"، بعد ساعات من إلقائه محاضرة انتقد فيها الأوضاع السياسية في الأردن.

لم يكن لدى شبيلات رأي فقط في الشؤون الداخلية للأردن، بل اهتم أيضاً بالوضع العربي والإسلامي في المنطقة، رافضاً الامبريالية والتبعية للخارج ومتمسكاً بالعروبة معتبراً أن تخاذل العرب هو من سمح بتمادي كيان الاحتلال في مخططاته وممارساته في فلسطين المحتلّة والمنطقة.

وقد علّق على "هرولة" الحكّام والسياسيين العرب نحو المشاركة في جنازة "اليزابيث الثانية" في بريطانيا بالقول "لماذا يرضى زعماء العالم هذه المذلة في الجنازة كأنهم طلاب مدرسة ابتدائية؟ ويسكتون على تمييز الرئيس الامريكي لوحده بالاحترام. ماذا لو لم تحضروا جنازة امبراطورة الاستعمار".

كان صوته داعماً للمقاومة في لبنان وفلسطين منذ حرب عام 1967 وعدوان عام 1982 و2006 وصولاً الى حروب قطاع غزّة من 2008 الى 2021، ومؤيداً لتحرير أرض فلسطين من البحر الى النهر، ومعارضاً لمسار التسويات منذ "كامب دايفيد" الى "أوسلو" وصولاً الى "صفقة القرن".

دعا شبيلات الى ضرورة الوعي بخطورة المشروع الصهيوني، وعدم الانجرار او اختراع صراع بين الهويتين الأردنية والفلسطينية، وشدّد على أنّ رسالته الرئيسية هي الابتعاد عن الإقليمية والعنصرية. ترك العديد من المواقف في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

في الثامن من شهر كانون الأول / ديسمبر الحالي، توفي شبيلات إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز الثمانين عاماً، وقد نعته حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان اعتبرت فيه " أنّ الأمة ستفتقد علمًا سياسيًّا ونقابيًّا من أعلام الأردن والأمة كافة، وصوتًا حرًّا في الدفاع عن المقاومة وقيم الأمة وهويتها وتطلعاتها". كذلك نعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالقول "نفقد مناضلًا وطنيًا وقوميًا، أمضى حياته من أجل قضايا الأردن ومن أجل فلسطين وعروبتها وقضايا أمتنا العربية الذي عرفته مناصراً لحقوقها رافعاً لواءها في كل المحافل".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور