الأربعاء 27 تموز , 2022 03:15

الشهيد أبو محمد سلمان: قائد العمليات النوعية في لبنان وسوريا والعراق

الشهيد القائد "ابو محمد سلمان"

"أبو محمد سلمان" الاسم العسكري الذي طغى على الاسم الحقيقي للشهيد القائد في حزب الله ابراهيم محمود الحاج، مواليد بلدة مشغرة البقاعية عام 1970، والذي استشهد في 29 تموز / يوليو من العام 2014 في الضابطية بالعراق خلال عمليات "تطهير حزام بغداد" من المجموعات الإرهابية. حظي الشهيد "سلمان" بعلاقة مميزة مع قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية  الشهيد قاسم سليماني ونسّقا سوياً العديد من العمليات العسكرية.

للشهيد سيرة جهادية في لبنان ضد كيان الاحتلال، وعُرف بأحد قادة انتصار تموز عام 2006. فقد قاد أبو محمد سلمان خطّة الدفاع عن بلدة عيتا الشعب الحدودية حيث كان "مفتاح الصمود الأسطوري" حسب ما يصفه العارفون به. وبعثت قيادة المقاومة له رسالةً مكتوبةً خلال الحرب، أعربت فيها عن ثقتها به، وسألته هل تستطيع الصمود والاستمرار؟ فردّ برسالة مكتوبة أيضاً قال فيها "نستطيع أن نقاتل حتى آخر نفس" وتوجه بكلمات الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن " لك رجالٌ لا تهاب شيئاً من جيشهم...وسنبقى نقاتل ونقاتل حتى النفس الأخير".

خلال عملية "الوعد الصادق" تولّى مهمة تأمين القوات المهاجمة، وكان قرار قيادة المقاومة، وفق الخطة المرسومة، يقضي ببقائه في البلدة بعد انتهاء العملية، والإدارة المباشرة للتشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، تجاه أي تطور ميداني محتمل. في الحرب عمل على الحفاظ على مستوى الجاهزية، وانتشار القوات، والتوزيع المتوازن للذخائر والمؤن، وكيفية شحنها. كما تولى مسؤولية السيطرة والحفاظ على ثبات المجاهدين ومعنوياتهم، واهتم بشؤون الجرحى منهم وبأهالي البلدة. ونظّم التنسيق بين قيادة المقاومة والتشكيلات العسكرية في الميدان.

تقدّم الصفوف الأمامية لخطوط المواجهة في "عيتا" وتواجد عند أخطر النقاط. وصلت معلومات الى القائد تفيد بتقدّم مجموعة برية من جنود الاحتلال الى الحارة القديمة للبلدة، فبادر الى معاينة المكان بنفسه حيث تواجه وجهاً لوجه مع القوات وأصيب بجرح في قدمه ضمده بنفسه وتركه سراً مخفياً عن المجاهدين الآخرين، فيما ترك الجنود بين قتيل وجريح، مضيفاً بذلك تكتيك "الدفاع عن البقعة" الى الاستراتيجيات العسكرية للمقاومة.

لم تكن هذه الأسطورة التي سجلها القائد أبو محمد سلمان يتيمة في حياته الجهادية، بل كانت نابعة من تجربة اكتسبها القائد منذ العام 1999 وتحديداً في 28 من شهر شباط / فبراير حين قاد عملية شكّلت ضربة كبرى تلقاها الاحتلال منذ اجتياحه لبنان (1982) على طريق مرجعيون – حاصبيا في الجنوب.

في التفاصيل، استهدف مجاهدو المقاومة وعلى راسهم "أبو محمد سلمان" موكباً أمنياً - عسكرياً للاحتلال بعبوة ناسفة عند نقطة "الهرماس"، أدت الى إصابة الموكب مباشرةً ووقوع قتلى وإصابات في صفوف جنود الاحتلال. وبينما حاولت مجموعة التقدّم الى مكان الانفجار استهدفها المجاهدون بعبوة أخرى أسفرت عن مقتل قائد وحدة الارتباط في جيش الاحتلال إيرز غيرشتاين، وضابط اتصال الوحدة برتبة رقيب عومر أكلبيتس، بالإضافة الى الرقيب الأول عماد أبو الريش وصحافي إسرائيلي يدعى إيلان روعيه.

كذلك كان الشهيد "سلمان" مسؤولاً عن عدد كبير من عمليات المقاومة في الجنوب (قائد الهجوم على ثكنة الريحان، شارك في كمين الريحان العيشية، قاد عمليات خاصة ضمن محور كفرحونة قادَ عمليات جزين وعملية كمين الأرز، إضافةً إلى عمليات نوعية أخرى في سهل الخيام وبيت ليف) وشارك في مواجهات ميدون ومواجهات بئر الضهر ومواجهات بوراشد الجبور، واقتحام الأحمدية. وكان له بصمة كبيرة في صد عدواني الاحتلال عام 1993 وعام 1996.

وتظهر صورة للشهيد في منطقة القلمون تشير أيضاً الى دوره في الدفاع والعمليات ضد الجماعات الإرهابية التي استهدفت سوريا. هذه العمليات النوعية هي بعضٌ مما كُشف عن سيرة الشهيد القائد "أبو محمد سلمان" اذ انه كغيره من قيادي حزب الله الذين تميّزوا بالسرية وقدّموا جهادهم في سبيل المقاومة ومواجهة الاحتلال صدقة سر. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور