الثلاثاء 12 نيسان , 2022 02:59

شهباز شريف: بيدق أمريكا الفاسد في انقلابها بباكستان

شهباز شريف

بعيد انتخاب "شهباز شريف" رئيساً جديداً لوزراء باكستان، القى الأخير خطابه الافتتاحي أمام الجمعية الوطنية، معلناً عن إجراءه تحقيق برلماني في مزاعم سلفه الرئيس عمران خان، بوجود "مؤامرة أجنبية" تنفذها قوى المعارضة، عارضاً استقالته في حال إثبات ذلك.

فمن هو "شهباز شريف" وما هي أبرز المحطات في مسيرته؟ وكيف استطاع الوصول الى هذا المنصب، وأن يجمع خلفه كل قوى المعارضة لحكم خان، والتي تلاقت مصالحهم مع مصالح الإدارة الأمريكية في واشنطن؟

_ ولد "ميان محمد شهباز شريف" في 23 من أيلول/سبتمبر للعام 1951، لعائلة تجارية مرموقة من أصول كشميرية، في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب (شمال شرقي البلاد).

_كان والده رجل صناعة من الطبقة المتوسطة العليا، وقد أنشأ مصنعا صغيرا للحديد والصلب في ضواحي لاهور.

_ هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الباكستاني السابق "ميان محمد نواز شريف".

_تلقى تعليمه المبكر بمدرسة "القديس أنتوني الثانوية"، ثم التحق بجامعة "الكلية الحكومية" المرموقة في المدينة، والتي حصل فيها على بكالوريوس في الآداب.

_في أوائل السبعينيات، انضم إلى شركة عائلته المالكة لمجموعة تدعى "اتفاق".

_ في العام 1974، وبموجب سياسة التأميم لرئيس الوزراء وقتها "ذو الفقار علي بوتو"، خضعت مصانع عائلته لسيطرة الدولة. لكن بعدها بـ 3 أعوام، أعيدت المصانع للعائلة بعد الإطاحة بحكومة بوتو بانقلاب عسكري، قاده قائد الجيش آنذاك الجنرال ضياء الحق.

_ بدأ حياته المهنية في العام 1985، حينما تولى منصب رئاسة غرفة التجارة والصناعة في لاهور.

_ أما مشواره السياسي، فقد بدأه بعد أخيه الأكبر نواز شريف، وفي العام 1988 انتخب لأول مرة لعضوية برلمان إقليم البنجاب. لكن هذه القترة انتهت بعد عامين عندما تم حل البرلمان.

ـ انتخب ليكون عضوا في الجمعية الوطنية الباكستانية (البرلمان) خلال الفترة ما بين العام 1990 والعام 1993، ليعود بعدها عضواً في جمعية البنجاب ليشغل منصب زعيم المعارضة حتى العام 1996.وفي العام 1997، أصبح عضوا في جمعية البنجاب للمرة الـ 3، وانتخب حينها أيضا رئيساً لوزراء الإقليم.

_في تشرين الأول/أكتوبر من العام 1999، حصل انقلاب عسكري قاده الجنرال برويز مشرف آنذاك، الذي أطاح بالحكومة الاتحادية التي كان يقودها أخوه نواز كما أطاح حكومته الإقليمية. وعقب الانقلاب تم نفيه مع جميع أفراد أسرته إلى السعودية، بموجب اتفاق مع الحكومة العسكرية. ثم حاول في العام 2004، العودة إلى باكستان لكن رُحّل مرة أخرى إلى السعودية بعد ساعات قليلة من وصوله الى المطار.

وفي العام 2007، استطاعت العائلة العودة الى البلاد، بعدما تم الإطاحة بنظام برويز مشرف.

وفي العام 2008، انتخب عضوا في جمعية البنجاب للولاية الرابعة، كما تولى رئاسة الوزراء في الإقليم حتى العام 2013 (أكثر شخص وصل لمنصب رئيس وزراء البنجاب 3 مرات).

_ بعد انتخابات العام 2018، والتي فاز بها حزب الإنصاف الباكستاني بقيادة عمران خان، تزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني، وهو أيضا الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز شريف)، حيث تولى هذا المنصب بعد شقيقه نواز شريف.

ـ على عكس شقيقه، فإن "شهباز شريف" يمتلك علاقات جيدة مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليديا على السياسة الخارجية والدفاعية للبلد، والذي أطاح بعدد من الحكومات المدنية المنتخبة، منها حكومات لشقيقه نواز شريف بسبب خلافات داخلية معه.

_ ووفقاً لصحيفة "الإيكونوميست The economist" يتمتع شهباز شريف بعلاقات جيدة أيضا مع الصين، الحليف الأهم بالنسبة لباكستان حالياً. حيث لعب دورا فعالا في إنشاء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ضمن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الاستراتيجية، والتي تبلغ قيمة مشاريعها حوالي 60 مليار دولار.

ـ تم توجيه اتهامات بالفساد المالي والإداري وغسيل الأموال ضده، مثل شقيقه نواز الذي سقطت حكومته الثالثة بسبب تهم بالفساد، ويقول شهباز إن الاتهامات ذات دوافع سياسية. لكن في العام 2019، جمّد ديوان المحاسبة الوطني 23 عقارًا تعود ملكيتها للشقيقين، ووُجهت إليهما تهم بغسل الأموال. ووفقاً لصحيفة الإيكونوميست، فإن شهباز حاليا مفرج عنه بكفالة في تحقيق بشأن غسل أموال.

وفي أيلول/سبتمبر من العام 2020، ألقي عليه القبض عقب عودته من الخارج، بتهمة التورط بغسيل أكثر من حوالي 40 مليون دولار، في مخطط يشارك فيه مقربون وأفراد من العائلة، لكن محكمة لاهور العليا أطلقت سراحه في نيسان/أبريل من العام 2021.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور