الأربعاء 30 آذار , 2022 05:00

العمليات في الداخل تكشف إخفاقات "الشاباك"

"بني براك"

كشفت عمليات المقاومة الشعبية الثلاث (في بئر السبع، ثم الخضيرة، وبني براك) قصوراً أمنياً واستخباراتياً لدى أجهزة كيان الاحتلال وخاصة "الشاباك"، كما أظهرت سوء قراءة وتوقّع لحالات التصعيد في المناطق، حيث انكبّت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على رفع حالة التأهّب في القدس والضفة، فجاءت ضربات المقاومة التي أدّت الى مقتل 11 اسرائيلياً من عمق الأراضي المحتلة عام 1948.

في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يشير الكاتب في مقاله الى "أن  العمليتان اللتان نفذهما عرب اسرائيليون في الخضيرة وفي بئر السبع كشفت البطن الطرية للمدن في داخل الخط الاخضر. يبدو أن سنوات الهدوء الطويلة ادت عندنا الى نوع من عدم الاكتراث"

النص المترجم:

واصل جهاز الامن أمس ايضا الادعاء بان اسرائيل لا تقف على شفا انتفاضة مسلحة لعرب اسرائيل وأيدي داعش – ولكن لا شك ان ما بدأ بعمليات داخلية يبدأ بان يجر في اعقابه موجة عمليات تقلده، للفلسطينيين من المناطق ايضا.

لقد كشفت العمليتان اللتان نفذهما عرب اسرائيليون في الخضيرة وفي بئر السبع البطن الطرية للمدن في داخل الخط الاخضر. يبدو أن سنوات الهدوء الطويلة ادت عندنا الى نوع من عدم الاكتراث، على شفا الغفو. عملية أمس في بني براك، التي نفذها ماكث غير قانوني مع سلاح اوتوماتيكي، مدعو من مساعدين، جاءت في ذروة رفع التأهب في كل ارجاء البلاد، على خلفية رمضان وعلى خلفية العمليتين اللتين سبقتاها ايضا. لا يزال جهاز الامن يلاحق الاحداث، ولا ينجح في ابطائها – بالكاد بدأ تحقيق خلايا داعش في الوسط العربي، وإذا بفلسطينيين من المناطق يتلقون ريح اسناد وينطلقون في حملة قتل. الان الكرة في يد اسرائيل: كل خطوة خاطئة، عاطفية ومتسرعة، من شأنها أن تعيدنا الى الايام الظلماء لعدد لا يحصى من العمليات الانتحارية في داخل اراضي الدولة. هكذا، الحركات السلفية ومنظمة حماس ستحقق هدفها المركزي: اشعال الانتفاضة الثالثة.

حاليا، لا يعرف جهاز الامن كيف يشرح العمليتين في بئر السبع وفي الخضيرة. صحيح أنه سجلت يقظة في اوساط مؤيدي داعش في اسرائيل فور تصفية الامريكيين لزعيم التنظيم في شباط 2022 لكن هذا لا يشرح الانفجار العنيف الشاذ الاسبوع الماضي. ففور العملية في بئر السبع اعتقل للتحقيق نشيط داعش من تل السبع، تجاوز سقفا معينا بين الاقوال والافعال مما أتاح ادخاله ضمن التعريف الجنائي. مقابله، عُرف القاتل البدوي من حورا في ملف الملاحقة كمن اعتدل في مواقفه في السنة الاخيرة. الثقب الاسود في فهم الاحداث هو دعوة لمزيد من المفاجآت من هذا النوع حين يكون المتطرفون مستعدين للانتحار وفي كل بيت ثانٍ في ام الفحم يوجد سلاح، كل شيء يكون مفتوحا.

العمليات الثلاثة في بني براك، في الخضيرة وفي بئر السبع وقعت في فترة تأهب جد عالٍ بمناسبة يوم الارض الذي يحل اليوم. فالحساسية القومية والدينية في ذروتها عشية رمضان قبيل يوم القدس في الشهر القادم، بينما في الوسط عيدي الفصح اليهودي والمسيحي – ولا غرو ان كل انتباه محافل الامن تركز في القدس وفي الضفة. غير أنه في حينه، وكأنه من اللامكان، طلت مفاجأة العمليات في المدن الكبرى في داخل الخط الاخضر. ولما كان الحديث يدور عن ظاهرة لا يزال ليس لها تفسير واضح فقد تقرر في القيادة السياسية استباق كل الاستعدادات لرمضان بأسبوع – اي ادخال قوات الى الضفة وتنفيذ سلسلة اعتقالات وقائية لبضع عشرات من المحرضين في القدس وفي الضفة قبل اسبوع مما كان مخططا. عندما لا تكون الصورة واضحة، فانهم يطلقون النار في كل الاتجاهات. 


المصدر: "يديعوت أحرنوت" العبرية

الكاتب: اليكس فيشمان




روزنامة المحور