الأحد 27 آذار , 2022 01:26

القوات السودانية في اليمن: دروع بشرية للتحالف ووقود لاخفاقاته!

القوات السودانية في اليمن

خلال عرضه لحصاد 7 سنوات من الصمود، أشار المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع إلى ان عدد القتلى من الجنسية السودانية الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات التحالف في اليمن قد بلغ 9 آلاف و440 قتيلاً، وهو الرقم الأعلى للقتلى في البلاد بعد عدد القتلى في صفوف القوات السعودية الذي يبلغ 10 آلاف و759 قتيلاً وجريحاً.

في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، بث عدد من القنوات التلفزيونية مشاهد تظهر لحظة دخول القوات السودانية، إلى محافظة عدن. وقتها، لم يذكر عدد هذه القوات في أي بيان رسمي صادر عن قيادة الجيش السوداني، بل قام الخطاب الرسمي بأن آلاف الجنود سيشاركون في الحرب. لكن ما سرب عن بعض المسؤولين البارزين في الخرطوم يشير الى ان العدد وصل إلى 30 ألف جندي، فيما أكد مسؤولون آخرون ان العدد تجاوز الـ 40 ألفاً في ذروة الحرب ما بين عامي 2016 و2017.

اليمن لم يستهدف المدينة او مكة اطلاقاً

أواخر عام 2019، وبعد اعلان السودان غير مرة ان نيتها في تخفيض عدد قواتها في اليمن، صرّح الفريق أول محمد حمدان تغلو أنه "قد ابلغ مجلس الوزراء ببدء العد التنازلي للخروج من اليمن تدريجياً وان 10 آلاف جندي عادوا إلى السودان ولن يستبدلوا بآخرين". لكن ذلك فتح جدلاً واسعاً في البلاد حول الأسباب التي دفعت النظام لإرسال هؤلاء الجنود إلى محرقة الحرب في اليمن، وعن الأهداف التي حققوها هناك.

بعض الداعين لضرورة توطيد العلاقة ما بين السودان والمملكة والتابعين لنظام عمر البشير رأوا ان "السودان لا يمكن ان يكون منعزلاً وهناك ضرورة لتعزيز العلاقات مع السعودية" وهو ما قد يختصر واقعياً الأسباب التي دفعت النظام بزج الجنود السودانيين في هذه الحرب.

على المقلب الآخر، يشير رئيس حزب "الإصلاح الآن" والوزير السابق في الحكومة السودانية حسن عثمان رزق، انه "اول من عارض ذهاب القوات السودانية إلى اليمن"، ويؤكد على ان "القوات السودانية خرجت للقتال دون موافقة البرلمان وهو أمر غير شرعي لان دستور عام 2005 ينص على ان خوض أي حرب خارجية يتم بعد موافقة البرلمان".

وعن الحجج التي اقنعوا بها السودانيين للذهاب إلى القتال يقول رزق "بالنسبة للدفاع عن الحرمين الشريفين الكل يعلم أنهم لا يوجدان في اليمن، والقوات المسلحة اليمنية لديها قدرة على تسيير الطائرات المسيرة والصواريخ لكنهم لم يوجهوا صاروخاً او طائرة مسيرة إلى مكة او المدينة.. إنها حجج واهية، الحرب ليست حربنا لماذا نقدم ابناءنا؟".

وعن استدرار مساعدة المملكة يقول رزق "هناك علاقات قوية بين السودان واليمن وكان ينبغي ان نكون جزءاً من حل لا جزءاً من مشكلة".

السودانيون: وقوداً لمدافع التحالف وجيشاً بديلاً عنه

وعن المهام المنوطة بالقوات السودانية في اليمن يشير الأمين العام للحزب الديموقراطي اليمني سيف الوشلي ان "التحالف يعتمد في القتال بجبهات المحافظات الجنوبية والساحل الغربي وتعز على القوات السودانية لان الامارات والسعودية لا تمتلك جيوشاً قادرة على خوض معارك عسكرية في الخارج أو حتى حماية أراضيها نفسها ومن المعروف ان الجيش السعودي يعد من أضعف الجيوش العربية وكذلك الجيش الاماراتي".

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية "فإن 40% من الجنود هم أطفال ويدربون في مناطق قرب الحدود السعودية".

وتضيف الصحيفة الأميركية في تقريرها أن "أعمار الأطفال المجندين بين 14 و17، وأنه منذ بدء الحرب بدأ يقاتل في اليمن نحو 14 ألفاً من أفراد القوات السودانية، وقتل مئات منهم".

وتفيد الصحيفة بأنهم "قسموا إلى وحدات تتراوح بين 500 و750 مقاتلاً، يتسلمون رواتب تعادل 480 دولاراً شهرياً للمبتدئ البالغ من العمر 14 عاماً، و530 دولاراً للضابط المتمرس. ويتلقى المقاتل بعد ستة أشهر من العمل عشرة آلاف دولار".

وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية فإن "من المهام التي توكل إلى القوات السودانية في اليمن هي القيام بعمليات برية في الساحل الغربي، حيث تنتشر أربعة ألوية على الحدود اليمنية السعودية". وبحسب الصحيفة فإن "هذه القوات تتولى حراسة القواعد الإماراتية في جنوب اليمن، كما يتخذها التحالف وقوداً لمدافعِه في معركة الساحلِ الغربي".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور