الإثنين 05 نيسان , 2021 02:55

توازن الردع على الحدود اللبنانية.. إسرائيل لن تُجازف

القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية

"بفرقة موسيقية ومجموعة مشاة الجيش الذي لا يُقهر نستطيع احتلال لبنان" كان هذا تصريح وزير الحرب الاسرائيلي موشيه دايان في السبعينيات، لكن مع التجربة التي خاضها جيش الاحتلال ضد المقاومة، أيقنت "إسرائيل" أن موازين القوى مع لبنان وحزب الله لم تعد كما كانت من قبل.

 لقد شنّ كيان الاحتلال الحرب بأهداف كان أقلها طموحاً نزع سلاح حزب الله وتدمير هيكليته وتعبئة الرأي العام ضده، لكنها وبعد 33 يوماً عام 2006 وجدت نفسها تضطر لخفض مستوى توقعاتها والاكتفاء بوقف الحرب، وإجراء المفاوضات غير المباشرة لتبادل الأسرى بعد 3 سنوات كما أرادت المقاومة منذ اليوم الأول.

بحساب القدرة الشاملة للدول التي تعتمد على كافة أنواع القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها يبرز الفرق الشاسع بين "إسرائيل" والمقاومة، اذ كشفت الحرب عن حجم قدرات حزب الله العسكرية والميدانية وإرادة الصمود في الانتصار، حيث استطاع تحطيم نظرية التوسع الاسرائيلية التي كانت تقوم على بناء "دولتها" من النيل إلى الفرات.

ولاحقاً بدأ القلق الاسرائيلي يتزايد من قدرات حزب الله وامتلاكه للصواريخ الدقيقة، حيث صرّح رئيس شعبة أساليب القتال والحداثة في جيش الاحتلال عيران نيف قائلاً: " اذا اجتاز حزب الله حافة كمية أو نوعية السلاح الدقيق، فسنكون مطالبين بالعمل حياله فهذا يشكّل خطراً على أمن إسرائيل".

وفي سياق متصل، قال معلّق الشؤون العسكريّة الإسرائيليّة ألون بن دافيد: بأنّ "حزب الله نجح حتى اليوم في مراكمة صواريخ دقيقة لمديّات متوسطة وبعيدة"، ليؤكد "أن الحزب جاهز للرد بالنار على أيّ هجوم إسرائيلي على الأراضي اللبنانيّة".

وهذا ما أكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في عدة مناسبات عن قوة المقاومة الهائلة التي يمكن لها أن تحقق أهدافها بدقة، وتجعل العدو مردوعاً، حيث صرّح عام 2017 قائلاً: " أي مواجهة مقبلة ستكون داخل فلسطين واسرائيل تعلم، ولن يكون هناك مكان بمنأى، لا عن صواريخ المقاومة، ولا عن أقدام المقاومين".

رغم التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ الحرب الأخيرة بين "إسرائيل" والمقاومة عام 2006 والتي انتهت بإعلان وقف اطلاق النار، لا سِلم ولا اتفاقية بين الطرفين أي مع استمرار حالة الحرب، وبعد مرور أكثر من 14 عاماً لم تحدث أي مواجهة واسعة بينهما، وهذا مؤشر ودليل على ثبات وترسيخ معادلة الردع التي استطاع حزب الله فرضها على الحدود طيلة هذه السنوات.

وفي مؤشر اخر على مدى التوتر في الجانب الإسرائيلي من تعاظم قدرات المقاومة، ومن أن جيش الاحتلال مردوع، قامت "إسرائيل" بتشييد جدارٍ اسمنتيّ على الحدود بين لبنان وفلسطين عام 2018 لمنع أي عملية تسلل لعناصر الحزب إلى داخل فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى إخلاء كافة المستوطنات المحاذية للشريط الحدودي بعد قيامها باغتيال مجاهد من حزب الله في سوريا قبل أشهر، وتهديد السيد نصر الله مخاطباً جنود الاحتلال بالقول: "قف على الحائط على اجر ونص وانطرنا.." وذلك على قاعدة رسخها الحزب مفادها أن استهداف أي عنصر من حزب الله في لبنان او سوريا لن يبقى دون رد من المقاومة.

توازن الردع بدأت أولى معالمه تتشكل في عدوان نيسان عام 1996، او ما يُعرف بعدوان "عناقيد الغضب" حيث فرضت المقاومة حينها معادلة أن "العين بالعين والسن بالسن والصاروخ بالصاروخ".


المصدر: وكالات

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور