الخميس 21 تشرين أول , 2021 01:24

العمق السعودي تحت النار: ضباط في عداد القتلى

جيزان

بالتوازي مع التقدم المتسارع الذي تحققه قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على جبهات مأرب معتمدة على استراتيجية القضم التدريجي لإحكام السيطرة عليها والمساعي الأممية لوقف هذا التقدم على غير صعيد، لم تهدأ خطوط التماس على الحدود اليمنية -السعودية في رسالة ثبتها الجيش اليمني أن العمق السعودي لن يكون آمناً والمدن والقرى اليمنية تُقصف.

شهد العمق السعودي ضربات عدة وصلت إلى جازان جنوب البلاد، بعدة صواريخ باليستية أسفرت عن مقتل 6 ضباط و12 جندي وإصابة 20 آخرين اثر استهداف طال معسكر قوة جازان في أبو عريش. وقد عرف منهم: المقدم عبدالله ناصر الوهبيبي، النقيب فيصل فهد العجيان، النقيب عبدالله عليان الحربي، وكيل رقيب الحسن محمد عتودي والملازم ناصر الذيابي العتيبي.

على الرغم  من أن هذه العملية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال، الا ان ما يلفت النظر أن القتلى كلهم من القادة العسكريين ولا مدنيين في عداد القتلى. وهذا ينم عن التالي:

-المعلومات الاستخباراتية الدقيقة المتوافرة لدى قوات صنعاء التي استطاعت كشف المواقع التي يتواجدون فيها، إضافة إلى عددهم ورتبهم العسكرية وأن لا مدينيين في صفوفهم وهذا يدل على حرص قوات صنعاء على عدم التعرض للمدنيين عكس قوى التحالف التي اقترن اسمها بالمجازر وقتل الأطفال والمدنيين في العرائس والجنازات والمستشفيات والمدارس طيلة السنوات الماضية.

-دقة الإصابة في الهدف، لاستخدام السلاح المناسب في الوقت المناسب وبما يلائم حجم الهدف المنشود لتحقيق أكبر قدر من الخسائر ولإيصال الرسائل الموجعة.
ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي نعوا القتلى وتقدموا بالعزاء لذويهم منتقدين سياسة السعودية التي تدفع بأبنائها للحرب ضد أشقائهم اليمنيين، الذين تجمعهم بهم صلة قربى ومصاهرة. وقد أشار عدد منهم إلى ان الرياض المنهمكة هذه الأيام في التجهيز لافتتاح موسمها السياحي، لا تبالي باستهداف جنودها وضباطها وهي التي أرسلتهم إلى حتفهم. حيث لا نعي رسمي صدر عن جهة عسكرية أو سياسية ولا مراسم تشييع ستقام لهم وكأن لا عشيرة ولا وطن ينتمون إليها على حد تعبيرهم.  

هذا وتتعاظم الخلافات بين السعودية والإمارات على الساحة اليمنية، من خلال أدواتهما في البلاد ويأتي في هذا السياق التصريح الأخير لعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العواقي الذي دحض ادعاءات قوات هادي "باستعادة السيطرة على مواقع من قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة عسيلان شمال غرب شبوة شرق البلاد" حيث دعا "التحالف السعودي إلى التوقف عن الكذب والاستنزاف والمسرحيات والانسحابات والمهازل الإخوانية التي أضاعت الشمال وباتت تهدد الجنوب" مؤكداً ان "قوات الإخوان لا تستعيد شيئاً بعد خسارتها...ومن لم يقاتل على أرضه في صنعاء وذمار وعمران والجوف لن يقاتل ويضحّي للحفاظ على شبوة وحضرموت أو أي شبرٍ في الجنوب".

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور