الخميس 23 أيلول , 2021 01:23

عزل شبوة عن مأرب: قوات صنعاء تحفظ دم القبائل

ترجمةً للقرار الذي اتُخذ بحسم معركة مأرب نهائياً، وضرورة استعادتها لحضن الدولة اليمنية، كونها آخر المحافظات الشمالية الاستراتيجية التي تشهد معارك عنيفة وبشكل متواصل، قام الجيش واللجان الشعبية بتحرير كامل مديرية بيحان التي تقع في محافظة شبوة. في عملية عسكرية ناجحة استطاعوا من خلالها فصل محافظة شبوة كليّاً عن مأرب المحاذية لها.

فجر يوم الثلاثاء انطلقت العملية بتنسيق كامل مع قبائل المحافظة التي تخلّت بمعظمها عن مساندة التحالف بعد أن خُذلت منه في مواقف عدة خاصة لجهة نهب الثروات النفطية. وبدأت هذه العملية بشكل مفاجئ لم تكن ضمن حسابات قوات الإصلاح التي عملت طول الفترة الماضية على محاولة استرجاع بعض المواقع المشرفة على تلك المنطقة.

مصادر ميدانية أكدت لموقع الخنادق أن سيطرة القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي على مقر اللواء 163 لم تكن الا لساعات، لتعود بعدها قوات صنعاء وتستعيده بهجوم معاكس حققت به تقدماً ملحوظاً، أجبرت به 5 ألوية و5 كتائب على الانسحاب من مواقعها دون قتال. فيما شهدت بعض الجبهات على محور الوادي ومسور ولحمر بعض المواجهات العسكرية غير العنيفة استطاعت قوات صنعاء بعدها الدخول إلى بيحان.

وعن التنسيق الدائم مع القبائل أشارت المصادر إلى أن قوات صنعاء تعمد بشكل مستمر إلى ابرام اتفاقيات مع القبائل لتحييد بعض المديريات عن الأعمال العسكرية وبالتالي تسليم هذه القبائل مسؤولية إدارة المديريات بعد تحريرها. هذا وقد أكدت المصادر ان "السيد عبد الملك الحوثي أعطى توجيهاته بعدم الدخول إلى مناطق قد تشهد صداماً مع القبائل بشكل مباشر وذلك لتجنب عمليات الثأر التي قد تحدث في وقت لاحق" وهذا ما ينم عن احترام حكومة صنعاء وقواتها وقياداتها لعرف القبائل وتقاليدها وعن الإصرار على صون دم أبناء هذه القبائل.

من جهة أخرى، فإن هذا التنسيق الكبير بين الجيش واللجان والقبائل اليمنية يقابله ازدياد بوتيرة الانشقاقات في صفوف قوات الإصلاح وتلك الموالية للرئيس المنتهية ولايته هادي، التي بدأت تشعر أن التحالف -الذي يصفها بالخيانة في كل مرة يخسرون بها مديرية ما- قد خذلها وسيعمد لطرحها كورقة مساومة على طاولة المفاوضات عند أول استحقاق سياسي. وقد بدأت هذه الانشقاقات تظهر جليّاً بقيام العديد من الضباط والقيادات ببيع معدات عسكرية. وقد وردت معلومات عن القاء القبض على قائد اللواء الأول احتياط العميد عبدالله مطوان الفرجه لتورطه ببيع مدرعة بي أم بي قبل أشهر.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور