الخميس 09 أيلول , 2021 04:52

بريطانيا تتجسس على اليمن

التجسس البريطاني في اليمن

يوماً بعد يوم يتكشف الدور البريطاني في دعم تحالف العدوان الأمريكي السعودي في اليمن، تارة من خلال التواجد العسكري المباشر (مثل خلال ما انكشف من حادثة عام 2019 عندما جرح عناصر من وحدات الكوماندوس البحرية البريطانية خلال اشتباكات شمالي اليمن)، وتارة أخرى من خلال قيادتهم لمجموعات ميليشيا العدوان، ولاحقاً ما كشف عن إدارة عناصرها لمنظومات الدفاع الجوي السعودي من رادارات وبطاريات صواريخ مختلفة (منذ شباط العام 2020).

لكن تم الكشف مؤخراً، عن دور خطير تقوم به قواتها، التي تتمركز في مطار الغيضة في محافظة المهرة. فهذا المطار الذي لا تتجاوز مساحته 8 كم مربع، يضم غرفة للتجسس على الاتصالات، بحيث يقوم عناصرها بالتنصت على المكالمات الصادرة والواردة في جميع المناطق اليمنية، دون تمييز منطقة عن أخرى. وفي السياق نفسه، تقوم فرق تجسس أخرى تابعة لها بالتجسس على الاتصالات، من خلال عدد من السفن عبر الكابل البحري قبالة منطقة الغيضة.

هذا وقد قام البريطانيون سابقاً، بأخذ بيانات شركة الاتصال اليمنية أيضاً، ما يساعدهم في تحديد أهدافهم التجسسية بطريقة دقيقة. وهذا إن دل على شيء، فعلى أن هذا النشاط غير القانوني وغير المشروع، يأتي في إطار استخباراتي ينتهك سيادة اليمن، فهي تجعل من المنطقة الجنوبية قواعد انطلاق لهذه المهام، وقواعد تجنيد للعملاء، بتواطؤ من حكومة هادي، وفي سياق خدمة مشاريع دول العدوان على اليمن.

مطار الغيضة

يعود تاريخ تحويل هذا المطار الى قاعدة عسكرية، الى العام 2017 حين دخلت قوات الاحتلال السعودي باتفاق مع قبائل المنطقة، بشرط عدم تحويل المطار الى قاعدة عسكرية. وهذا ما لم تلتزم به، بحيث تحول الى قاعدة تضم قيادة العمليات المركزية، وتقوم بجمع المعلومات الاستخبارية، وتشرف على القوات العسكرية الست الكبرى للاحتلال السعودي. كما أن التعزيزات التي ترسلها الرياض من آليات وأسلحة تصل عبر مطار المهرة.

أما أبرز معالم الوجود البريطاني في المطار:

_ لديها سرية جنود يتخطى عددهم ال 230 شخص، من أجل مساندة السعوديين في الأعمال الاستخباراتية والتجسسية وجمع المعلومات العسكرية.

_ يقضي هؤلاء الجنود أيام إجازتهم عبر القيام برحلات سياحية بملابس مدنية إلى المواقع الأثرية المحلية.

_ من المهام الموكلة إليهم أيضاً التدريب العسكري والدعم اللوجستي، سواء للجنود السعوديين أو لميليشيات العدوان التابعة لها.

_ يتذرع البريطانيون عبر سفيرهم "مايكل آرون" بأن وجود جنود بلاده، هو لمنع التهريب بين اليمن وسلطنة عمان، أو بسبب ما يسمى بمحاربة الإرهاب.

_ يفرض جيش الاحتلال السعودي إجراءات أمنية مشددة ضد الأفراد المدنيين أو العسكريين داخل المطار، عبر منعهم من الدخول الى المطار وفي حوزتهم الهواتف المحمولة، ما يجعل من الصعب على أي شخص تصوير القوات البريطانية هناك.

_ كشف الشيخ علي سالم الحريزي أحد أبرز شيوخ محافظة المهرة ولجنة الاعتصام السلمي المهرية التي ترفض وجود كل دول الاحتلال، أن القوات السعودية والغربية قامت ببناء أكثر من 100 غرفة تحت أرض المطار، تستخدم للتحقيقات والاعتقالات ولمهام أخرى. كما كشف بأن البريطانيين يقومون بتدريب عملاء لهم من أجل استهداف رجال القبائل الذين يطالبون برحيل كل القوات الأجنبية من المحافظة. أما أخطر ما كشفه الشيخ الحريزي، هو وجود ضباط إسرائيليين إلى جانب البريطانيين في هذا المطار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور