الإثنين 09 آب , 2021 03:01

قائد سابق للمارينز: هكذا ستدار الحرب بين حزب الله وإسرائيل

جنود إسرائيليون

يشكل موضوع المواجهة المقبلة بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي، موضوع أساسياً وجذاباً للعديد من المفكرين والمنظرين العسكريين، فالحزب بات يمتلك تجارب وقدرات عسكرية هائلة، منها القوة النارية التي تتفوق على أكثر من 95٪ من الجيوش التقليدية في العالم، بالإضافة الى عدد صواريخ أكثر مما لدى جميع أعضاء الناتو الأوروبيين مجتمعين، بحيث جعلت الحزب يشكل مصدر تهديد وجودي لكيان الاحتلال.

لذلك نعرض لكم هذه المقالة المترجمة، التي أعدها قائد قوات المشاة الأمريكية السابق الملازم "ريتشارد ف. ناتونسكي"، والتي نشرها موقع "نازيف دوت نت" الإسرائيلي.

النص المترجم:

كيف يرى الملازم الأمريكي "ريتشارد ف. ناتونسكي"- المتقاعد من سلاح مشاة البحرية والذي كان قائدًا لمشاة البحرية وقائد الفرقة البحرية الأولى - الحرب القادمة بين لبنان (حزب الله) وإسرائيل؟

هو سيناريو شبه كامل، لما يمكن أن يحدث متى اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وتوضيح إضافي لما حدث في قطاع غزة، وكيف ينبغي لإسرائيل أن تستفيد من تجربتها خلال أي مواجهة محتملة ومتوقعة للغاية، بينها وبين حزب الله.

هذه الحرب الوشيكة ستكون مدمرة وغير مسبوقة لأي شخص، فترسانة سلاح حزب الله اليوم مختلفة تمامًا عما عرفته في قطاع غزة، مميتة وأكثر دقة.

أنا أتحدث عما لا يقل عن 160 ألف صاروخ، بما في ذلك مئات الصواريخ الدقيقة ومجموعة من الطائرات بدون طيار الانتحارية، التي سمعنا بالفعل عن مآثرها ونجاحها في السعودية وأماكن أخرى. وأعتقد أن حزب الله سيكون قادرًا على فعل ما لم تفعله حماس بعد، وحلمت بفعله ضد إسرائيل.

كما إن قرار الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، بتجديد مخزون القبة الحديدية للدفاع الجوي قصير المدى، والذي كان نشط دفاعياً أكثر من أي وقت مضى في التصعيد الأخير، هو مجرد لمحة صغيرة عما ستحتاجه إسرائيل في المواجهة القادمة مع حزب الله. هذا القرار هو لضمان الإنتاج المشترك المناسب بين واشنطن وتل أبيب لأنظمة الدفاع الجويArrow Sling، والتي ستحتاجها للدفاع عنها ضد تهديد أكثر خطورة وهو حزب الله، ولكي تزيد من قدرتها على تغطية كامل أراضي إسرائيل.

هذه الحقيقة للأسف، فحزب الله لديه الآن قوة نارية أكثر من 95٪ من الجيوش التقليدية في العالم، وصواريخ أكثر من جميع أعضاء الناتو الأوروبيين مجتمعين.

وفيما تمتلك الفصائل (المتطرفة) في غزة ترسانة كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى، الغالبية العظمى منها ليست موجهة ولا دقيقة. يبدو أن حزب الله يمتلك عدة أضعاف عدد الصواريخ قصيرة المدى، وربما حوالي 30 ألف صاروخ.

ويمتلك حزب الله أيضًا الآلاف من الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى غير الموجهة لكنها قوية، ويمكن للعديد منها الوصول إلى جميع أنحاء "إسرائيل". مقارنة ببضع مئات على الأكثر في غزة، الذين يمكنهم الوصول إلى وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وأجزاء معينة من الشمال.

تسمح الصواريخ طويلة المدى التي يملكها حزب الله والمتمركزة في جميع أنحاء لبنان داخل المباني العامة والمؤسسات العامة، بما في ذلك بيروت ووادي البقاع، بتغطية أراضٍ إسرائيلية أكبر بكثير من الصواريخ القادمة من غزة.

على عكس ترسانة حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني، يمتلك حزب الله مئات الصواريخ الدقيقة. نجحت طهران في نقل هذه التكنولوجيا الى لبنان، لتحويل صواريخ حزب الله ذات العدد الوفيرة إلى صواريخ دقيقة.

ولأن القبة الحديدية تركز على الصواريخ التي تهدد المناطق المبنية، ستزداد تحديات إسرائيل بشكل متناسب مع مخزون الذخائر الدقيقة، التي تمكنت إيران من نقلها إلى حزب الله وحلفاء آخرين في جميع أنحاء المنطقة.

وتمكنت إيران من خلق "حلقة نيران" حول إسرائيل من لبنان وأماكن أخرى، تتحدى بشدة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات بوابل من الصواريخ، ذات العدد غير المسبوق، أكثر من أي شيء شوهد حتى الآن.

أعتقد أن حزب الله قد اكتسب خبرة جيدة في ساحة المعركة منذ حربه الأخيرة ضد إسرائيل، ومن المرجح أن ينفذ الحزب هجوماً مخططًا، ينفذ فيه اجتياحًا بريًا للمستوطنات بالقرب من السياج في شمال (إسرائيل).

وعليه فبالنسبة لصورة الحرب المقبلة، سيتعين على الجيش الإسرائيلي إعطاء الأولوية لأهداف الهجوم داخل لبنان، فأنا أتحدث عن أكثر من 2000 غارة جوية يوميًا في لبنان وسوريا وغزة وربما خارجها، مقارنة بحوالي 200 غارة في اليوم في الجولة الأخيرة من القتال في قطاع غزة (معركة سيف القدس). كما ستجري عملية برية فورية مع ضربات جوية مشتركة في لبنان، على نطاق أوسع بكثير مما كانت عليه في عام 2006، أو في غزة عام 2014.

ولأن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية ستتركز جهودها على حماية المنشآت العسكرية الحيوية، فإن البنية التحتية في المدن، ستكون عرضة لآلاف الصواريخ. حيث ستستهدف هذه الصواريخ المباني الصناعية ومحطات الطاقة ومصادر المياه ووسائل النقل، فضلاً عن المناطق الساحلية المكتظة بالسكان في إسرائيل.

قد تكون النتيجة مدمرة، وسيكون هناك الكثير من الضحايا، ودمار مادي هائل من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب شديد، وتعطيل الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.

وعلى الرغم من أن الضرر اللاحق بإسرائيل من المحتمل أن يكون غير مسبوقاً، فإن الضرر سيلحق عدة مرات، لما سيحدث للمدنيين في غزة ولبنان وحتى الحدود السورية. حيث تقوم حماس وحزب الله بوضع قاذفاتهما داخل مواقع مدنية بشكل غير قانوني، ويتعمدون تعريضها للأذى من الجانب الآخر. كما أقاموا قواعد عسكرية واسعة، قرب وأسفل الشقق والمدارس والمساجد والمستشفيات.

 


المصدر: نازيف نت

الكاتب: مئير بار




روزنامة المحور