السبت 15 نيسان , 2023 01:24

السيد نصر الله يعلن معادلة ردع جديدة: استفراد إسرائيل قد يشعل الحرب الكبرى

الاستعراض العسكري مخيم اليرموك

معادلة ردع جديدة في الصراع ما بين محور المقاومة والكيان المؤقت، يضيفها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي، الى سلسلة من المعادلات، التي يتمثّل جوهرها في دعم المقاومة الفلسطينية، واستكمال مسار تحرير فلسطين التصاعدي.

كما شكّل الإحياء الكبير لهذه المناسبة في منطقة غرب آسيا، عبر العديد من الفعاليات المختلفة، محاكاةً لما يمكن حصوله خلاله أي حرب كبرى ضد كيان الاحتلال. وفي هذا الإطار، كان لافتاً تنظيم العرض العسكري في مخيم اليرموك بسوريا، الذي ذكّر بالشكل والأسلوب الذي تمّ فيه، العرض الذي كان حزب الله ينظّمه في فترة ما قبل حرب تموز عام 2006. أمّا إحياء المناسبة في العراق لهذا العام، فقد أثبت مرةً أخرى بما لا يمكن الشك به، أنّ حضور بلاد الرافدين الحقيقي في محور المقاومة، سيغيّر الكثير من المعادلات في المنطقة. وهذا ما عبّر عنه السيد نصر الله في خطابه عندما قال: "العراق الذي خرج بنسبة كبيرة من محنته وهو على مسار التعافي، وبما يختزن من قوى وامكانيات ومرجعيات وشعب وحشد وفصائل مقاومة، نحن هنا في المنطقة في دول الطوق، في حركات المقاومة المرابطة على الحدود مع فلسطين، في بيت المقدس وفي اكناف بيت المقدس، نقول كل يوم واليوم أيضاً نقول لإخواننا في العراق نحن نعلق عليكم آمالا كبيرة ورهانات عظيمة، لأن العراق بامكاناته بقدراته بشعبه بحضارته بتاريخه يملك امكانات بشرية ومادية هائلة.، وإذا اضيفت بالفعل إلى حضور حقيقي كما بدا فعلاً منذ سنوات في محور المقاومة، بالتأكيد سيغير الكثير من معادلات المنطقة".

معادلة الردع الجديدة

وبالعودة الى معادلة الردع الجديدة، التي أعلنها السيد نصر الله، فإنها تؤكد على المسار التصاعدي لمحور المقاومة، مقابل المسار الإنحداري الذي يسير عليه الكيان المؤقت، وهو ما تحدث عنه منذ سنوات قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي.

وهذا ما عبّر عنه الناطق السابق باسم جيش الاحتلال رونين ميليس حينما قال في تصريح لقناة كان: "هناك نقاش استراتيجي يجب الانشغال به والمجلس الوزاري المصغر يجب أن يجتمع ويسأل نفسه أسئلة استراتيجية عن لبنان، في أعقاب هذه الأسابيع وهذا الخطاب لنصر الله".

فبعد المعادلة الإقليمية لحماية القدس والمسجد الأقصى، التي أعلنها السيد نصر الله في يوم القدس العالمي ما بعد معركة سيف القدس عام 2021، حذر السيد نصر الله إسرائيل من معادلة: الاستفراد بساحة من ساحات محور المقاومة، قد يشعل الحرب الكبرى في المنطقة.

وجاء تحذير السيد نصر الله في سياق تحديد المسؤوليات في المرحلة المقبلة، بعد استعراض الإنجازات التي تحققت في كل ساحة من ساحات المحور، ولأن الكيان المؤقت "يلعب بكل الجبهات بحجّة أن هنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك وهنا يوجد قواعد اشتباك... العدو ماذا يفعل؟ يُقسّم الساحات، يستفرد هنا بالضفة، يستفرد بالقطاع، يستفرد بلبنان، يستفرد بسوريا، يستفرد بالمعتكفين في المسجد الأقصى ويقول أن هناك قواعد اشتباك ويحاول أن يتعاطى مع هذه الساحات ويضع سقفًا أنه لا يريد الذهاب إلى حرب، كأنه يتفضّل علينا وعلى شعوب المنطقة وعلى دول المنطقة أنه لا يريد الذهاب إلى حرب". وهذا ما ردّ عليه بأن "هذا ليس تفضلًا ولا منّة، هو مرعوب وخائف جدًا من أن يذهب إلى حرب، هذا واحد. لكن الأمر المهم الذي أريد أن أقوله أن أقول للعدو هذه لعبة خطرة، هذه لعبة خطرة، ليس دائمًا تبقى قادرًا على أن تمسك بأطراف وخيوط هذه اللعبة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في القدس ولا في الضفة ولا في غزة ولا في جنوب لبنان ولا في سوريا ... لا تفكر أنك هنا ممسك بخيوط اللعبة وتديرها وقواعد اشتباك وسقف ولا تريد أن تذهب المنطقة إلى الحرب، لا، يجب أن نُوجّه جميعًا تحذيرًا واضحًا للعدو الإسرائيلي أن حساباتك وخطواتك وبعض إنفعالاتك وبعض أعمالك الحمقاء في القدس أو في الضفة أو في غزة أو في لبنان أو في سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى".

ولكيلا تُفسّر هذه المعادلة كأنها إعلان حرب، وتثير القلق لدى بعض الناس في لبنان، أشار السيد نصر الله إلا أن دول محور المقاومة لا تريد الذهاب الى الحرب، بل إن الاستراتيجية الأساسية للمقاومة هي المقاومة الشعبية والاستنزاف اليومي والصراع الميداني وغيره من الأساليب. ولذلك أعاد التحذير من أن "فعل العدو، حماقة العدو، جرائم العدو قد تدفع المنطقة إلى حرب، قد تنزلق المنطقة إلى حرب، إذا كانت حكومة العدو تتكئ على فهم يقول لها أن المنطقة لا يمكن أن تذهب إلى حرب فهي مخطئة وهي مشتبهة، واشتباهها ككل الحماقات التي ارتكبتها خلال الأشهر القليلة الماضية، ونعم هذه المنطقة لن يستطيع أحد في مرحلة من المراحل ضمن ظروف معينة أن يمنع من انفجارها، ولذلك حذار، للإسرائيلي أقول له حذار، للأميركي المنشغل مع روسيا والصين نقول له حذار، نقول له حذار".

وهنا عدّد السيد نصر الله الخطوط الحمراء لهذه المعادلة على صعيد فلسطين:

_المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحديداً في بيت المقدس وفي القدس المحتلة وفي الخليل.

_الشعب الفلسطيني.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور