الجمعة 24 آذار , 2023 03:34

طولكرم تجدد الاشتباك بعد اغتيال قائد مقاومتها!

الشهيد أمير أبو خديجة

صباح اليوم الأوّل من شهر رمضان، أي في 23/3/2023، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم، في إطار عمل عسكري يستهدف القائد وأحد أبرز مؤسسي كتيبة طولكرم، أمير أبو خديجة، ابن الـ 25 عامًا. بعد ساعات من محاصرة القائد في قرية "عزبة شوفة" ومن الاشتباكات، التي تمكّنت فيها مجموعات المقاومة في المدينة من استهداف جنود الجيش، اغتال الاحتلال القائد "أبو خديجة".

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، إنّ الشهيد وصل إلى مستشفى "الشهيد ثابت ثابت" مصاباً برصاص في الرأس، وهو ما أدى إلى تهتك كامل في الجمجمة وخروج للدماغ، كما وكان مصاباً بعدة رصاصات في الأطراف السفلية. وقد علّق عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور أحمد المدلّل على الجريمة، بالقول: "تصريحات قادة العدو في الأيام السابقة عن تخوفاتهم مما يحمله شهر رمضان من مقاومة، أصابهم بما يسمى "فوبيا رمضان"، فقاموا اليوم بعملية اغتيال جبانة ضد أحد رجالات المقاومة في الضفة والقيادي في كتيبة طولكرم".

في المقابل، مثّل دم الشهيد القائد شعلةً جديدة لتصعيد العمل المقاوم في المدينة. فعقب التشييع الحاشد لـ "أبو خديجة"، شدّدت الكتيبة أن "نشاطنا العسكري بدأ على جميع المناطق والمحاور ومدن الضفة الغربية، ولن يهدأ بالنا ولن تستكين عزائمنا حتى نحقق ثأرنا"، داعيةً الشعب الى أكبر احتضان للمقاومة من خلال "وقف تسجيلات الكاميرات وعدم تصوير المجاهدين وتناقل أخبارهم". وفي اليوم التالي، أكدت الكتيبة أنها تمكنت من "استهداف حاجز الطيبة بوابل من رصاصهم المبارك في تمام الساعة 01:26 وأنسحب جنودنا بسلام ولا يزال نشاطنا مستمر حتى أخذ الثأر".

صدى اغتيال القائد، وصل الى مدينة نابلس، ضمن وحدة الساحة والمقاومة والمصير. حيث نعت مجموعة "عرين الأسود" الشهيد القائد "أبو خديجة" لافتةً الى أن "لا خوف على طولكرم الكرمي (القائد في كتائب شهداء الأقصى رائد الكرمي) وأبو لبدة (من مؤسسي كتيبة طولكرم الشهيد سيف أبو لبدة) والأمير، فهي ولّادة للقادة".

من هو القائد "أبو خديجة"؟

يعتبر الشهيد القائد أمير أبو خديجة من جيل الشباب الفلسطيني الجديد الذين أعادوا إحياء المقاومة والعمل المسلّح ضد جيش الاحتلال وانتهاكاته في الضفة الغربية المحتلّة. وقد قلبوا بذلك موازين القوّة، اذ خلقوا أزمات جديدة لمستويات الاحتلال كافة. وقد ظهر الشهيد في مقطع مصوّر يستشهد فيه بمقولة الإمام الحسين (ع): الا إنّ الدّعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين بين السلة أو الذلة، وهيهات من الذّلة". 

تأثرًا بكتيبة جنين، نهضت كتيبة طولكرم. ومنذ فترة قصيرة، تفرّع عنها مجموعة "الرّد السريع" التي انطلقت رسميًا في 22 فبراير/ شباط الماضي، ونشطت في العديد من العمليات في الفترة الماضية.

اتهم الاحتلال القائد "أبو خديجة"، بتأسيس هذه المجموعة وأداء بيان انطلاقتها في "ميدان جمال عبد الناصر"، وسط مدينة طولكرم. كما نسب إليه تنفيذ سلسلة من عمليات إطلاق النار على قوات الجيش عند الحواجز والمستوطنات.

وكان الشهيد ينتمي الى صفوف جهاز الأمن المعروف بـ "حرس الرئاسة" التابع للسلطة الفلسطينية، لكنّه قدّم استقالته، وانخرط بالمقاومة. قبل 3 سنوات اعتقل الاحتلال القائد "أبو خديجة" لمدّة عام، وكان قبل شهادته من أبرز المطاردين والمطلوبين.

تجدر الإشارة الى أنه، منذ بداية العام الحالي، قتل الاحتلال 90 شهيدًا في الضفة الغربية المحتلّة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور