الخميس 16 شباط , 2023 01:32

ذكرى انتصار الثورة: وعي الايرانيين يحبط الحرب التركيبية مرتين

احياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية

احياءً لذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حضر الإيرانيون في أكثر من 1400 مدينة توزعت على مختلف المحافظات في البلاد. وتحمل هذه الخطوة، التي أتت بُعيد أسابيع قليلة من احباط مشروع "الحرب التركيبية"، التي كانت أجهزة الاستخبارات الغربية- الخليجية تعمل على تأجيجها، جملة من الدلالات بالغة الأهمية. وعلى الرغم من ان حضور الملايين بالساحات والشوارع في هذه الذكرى تحديداً، هو أمر معتاد، إلا ان ارتفاع العدد إلى أكثر من 30% عن السنوات السابقة، كان له رسائله الخاصة.

"كان 22 بهمن، هذا العام مصداقاً للاستقامة... أحد الأهداف المهمة لأعمال الشغب في الخريف هو جعل الناس ينسون هذا اليوم... كانت رسالة الشعب الإيراني في 22 بهمن الدعم الكامل للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية". هكذا لخّص الامام السيد علي الخامنئي، أهمية احياء الذكرى بهذا الحضور اللافت خاصة في محافظتي سيستان وبلوشستان، التي ارتفعت فيها أصوات المحتشدين بشعارات تم ترديدها مراراً: "شيعة وسنة يقظون لحماية إيران الإسلامية"، "كردستان البطلة تمشي خلف القائد".

 ولعل السؤال الأول والأهم يكمن في سبب هذه الزيادة في الحضور هذا العام؟

-بحسب الرصد المتراكم لمجمل الاحداث التي جرت في ايران، يتبين أنه كلما أظهرت الدول الغربية، وتلك التي تدور في فلكها، عداوتها بشكل أكبر، تماماً كما جرى في أعمال الشغب الأخيرة، ينعكس ذلك على وعي الإيرانيين ويترجم في ردود افعالهم. لهذا السبب، نرى زيادة بنسبة 30٪ في البلاد بأكملها، وفي بعض المناطق مثل سيستان وبلوشستان وكردستان، الأماكن التي شهدت جهداً مضاعفاً من اعمال العنف ومحاولات الفتنة والتفرقة.

-إذا كان رد الفعل على أعمال الشغب الأخيرة هو أهم سبب لزيادة كمية ونوعية حضور الناس في ذكرى انتصار الثورة لهذا العام، فيمكن إجراء تقييم مهم، وهو ان الشعور بالتهديد لدى الإيرانيين يترجم واقعياً، بزيادة الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، خاصة الأمنية منها.

-أحد المؤشرات المهمة على المشاركة النوعية للشعب في المسيرة الأخيرة، كان ابداء رأيهم بالنهج الاقتصادي للحكومة. فعلى الرغم من أن تأثير الجهود الاقتصادية للحكومة السابقة لم ينعكس بشكل ملموس على الوضع المعيشي للشعب، إلا أن الشعب الإيراني بدأ يشهد تغيراً ملموساً في حياته اليومية، خاصة بما يتعلق بالمشاريع الصغيرة، نتيجة النهج الاقتصادي الذي تتبعه.

-مما لا شك فيه أن جانباً مهماً أثّر بشكل مباشر على حضور الإيرانيين في الساحات، وهو كرد فعل على القرارات التي قضت بالعفو عن المخدوعين والمغرر بهم في قضايا أعمال الشغب الأخيرة. حيث استطاعت هذه الخطوة ان تترك أثرها البالغ في نفوس الشباب الذين رأوا بأن الدولة تحتضنهم دائماً، ولا تترقب ارتكابهم لأي جنحة حتى تزج بهم بالسجون.

ويذكر ان هذه الحشود التي قدرت ب 21 مليون متظاهر كانت ترصد وتنقل مشاهدها عبر أكثر من 6 آلاف و700 صحافي ومصور، إيراني وأجنبي. وهو ما لم تكن الآلة الغربية -التي واكبت اعمال الشغب الأخيرة، وحرضت عليها وفبركت معظمها- تود ان يظهر على مختلف القنوات الفضائية في العالم. كما جرى عرض صاروخ "عماد" وهو صاروخ باليستي أرض-أرض بعيد المدى، ذو وقود سائل، وهو جيل جديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية من إنتاجات وزارة الدفاع. وكان قد عرض للمرة الأولى في 11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، يتمّ التحكم في توجيهه حتى إصابة الهدف المحدّد. إضافة لعرض المسيّرة ‌شاهد - 136، ومهاجر 6، وصاروخ كروز المضاد للسفن وحاملة الجنود التكتيكية طوفان والمركبة التكتيكية رعد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور