الأربعاء 13 تموز , 2022 03:41

"العصف المأكول": "الضيف" يقلب موازين القوّة

العصف المأكول

قلبت معركة "العصف المأكول" التي خاضتها حركة حماس وجناحها العسكري الى جانب جميع الفصائل الفلسطينية في تموز / يوليو وآب / أغسطس من العام 2014 موازين القوّة مع الكيان المؤقت وثبّتت معادلات جديدة خلال 51 يوماً. وفي رسالته في اليوم 23 من المعركة وصّف قائد أركان كتائب القسام "محمد الضيف" الوقائع الميدانية وشرح تقدّم المقاومة مقابل إخفاقات جيش الاحتلال محدّداً هذه المعادلات،

نذكر أهمها:

_ الأمن مقابل الأمن

قال الضيف في هذه الرسالة "لن ينعم الكيان الغاصب بالأمن ما لم يأمن شعبنا به"، فقد كثّفت كتائب القسّام من الرشقات الصاروخية التي ضربت عمق الاحتلال لتولّد ضغطاً عسكرياً في الجبهة الداخلية. وأطلقت "القسّام" 3621 قذيفة صاروخية، وأصابت "تل أبيب" بـ 109 صواريخ، والقدس المحتلّة بـ 19 صاروخاً، وحيفا المحتلّة بـ 8 صواريخ، واللد والرملة و"هرتزليا" و"وريشون ليتسيون" وصولاً الى بئر السبع. كذلك شمل بنك الأهداف المواقع الحيوية للاحتلال منها مفاعل ديمونا النووية بـ 12 صاروخاً ومطار بن غورين، وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال، بالإضافة الى عدد كبير من الصواريخ التي سقطت على مدن غلاف غزّة ومستوطناتها.

_ غزّة: مصيدة الجنود

بعدما فشل الاحتلال من تحقيق أهدافه عبر الجو وارتكاب المجازر بحق المدنيين، حاولت قوات الاحتلال اقتحام قطاع غزّة برياً فوقعت جنود وآليات الجيش في كمائن كتائب القسّام حيث نفّذت الأخيرة العشرات من عمليات الصد والاستدراج لقوات الاحتلال منها 22 عملية قنص، واستهدفت 91 آلية، وأطلقت 57 قذيفة مضادة للدروع و11 صاروخاً موجهاً. كما فجّرت 28 عبوة، وخاضت 38 اشتباكاً مسلحاً.

كذلك كثّفت "القسّام" من العمليات خلف خطوط الاحتلال والتي كسبت بها عنصر المباغتة في المعركة، فمن عملية "موقع صوفا" شرق رفح (جنوب قطاع غزّة) التي هدفت الى تخريب إحدى المنظومات الاستخبارية للاحتلال، الى عملية "موقع أبو مطيبق" شرق المحافظة الوسطى حيث قتل 7 جنود إسرائيليين، مروراً بعملية  "موقع 16" شرق بيت حانون (شمال قطاع غزّة) التي أسفرت عن مقتل 5 جنود بينهم قائد كتيبة وإصابة آخرين، الى عملية  "ناحل عوز" شرق الشجاعية التي قتل فيها 10 جنود، وصولاً الى العملية البحرية النوعية. فقد نفّذت "الكوماندوس" في كتائب القسّام إنزالاً بحرياً داخل قاعدة "زيكيم" العسكرية، واشتبك مجاهدو القسّام من مسافة صفر مع جنود الاحتلال وتمكنوا من تفجير دبابة. وكانت هذه العملية أولى مفاجآت كتائب القسّام في اليوم الثاني من المعركة. واعتمدت الكتائب خلال هذه العمليات على الأنفاق التي لم يتمكّن الاحتلال من "التخلّص" منها في العدوان الذي عرف لدى الكيان باسم "الجرف الصامد".

الا أن المعضلة الأساسية التي وقعت بها مستويات الاحتلال الى جانب فشل أهداف الاقتحام البري هو تحوّل قطاع غزّة الى مصيدة لجنود الاحتلال حيث أسرت كتائب القسّام الجنديين هدار غولدن وشاؤول آرون ليبقى ثمن الاجتياح البري مستمراً الى اليوم ومطلوب دفعه في تنازلات صفقة التبادل القادمة. وكان القائد الضيف قد هدّد الاحتلال أنه "يرسل جنوده الى المحرقة" في المعركة البرية.

_ الجهوزية والاستعداد

بالعودة الى المفاجآت، فقد أدخلت كتائب القسّام الى الخدمة الميدانية صناعات عسكرية جديدة في إطار استعدادها المسبق ومراكمة القدرات والخبرات خلال سنتين فقط (منذ معركة "حجارة السجيل" عام 2012). كشفت الكتائب عن صناعتها المتطورة لمسيرات "أبابيل" بنماذجها الثلاث، (A1A- A1B - A1C) ومهماتها الاستطلاعية والهجومية. أما على صعيد التصنيع الصاروخي المحلي، فأدخلت الكتائب صواريخ S55 (يبلغ مداها 55 كلم)، و J80 بمدى 80 كلم، وأطلق عليه هذا الاسم تيمناً بالقائد الشهيد أحمد الجعبري)، و R160(بمدى 160 كلم، وسمّي على اسم قائد حركة حماس الشهيد عبد العزيز الرنتيسي). كذلك أعلنت الكتائب عن بندقية القنص "الغول" التي بلغ مداها الفعال 2 كلم، وسمّيت تيمنًا بالشهيد المهندس المعروف باسم "عدنان الغول".

اذاً أثبتت كتائب القسّام خلال "العصف المأكول" القدرة والإمكانات لإدارة معركة شاملة في مختلف الساحات في البر والبحر والجو لـ " نؤكد جاهزيتنا واستعدادنا جيداً لهذه اللحظة، وأننا نعمل وفق سيناريوهات أعدت مسبقاً لا نتعامل بردة فعل" كما شدّد القائد العام محمد الضيف. 


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور