الأربعاء 13 تموز , 2022 03:16

زيارة بايدن: رهانات خاسرة لجميع الأطراف

زيارة بايدن الى المنطقة

بدأ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن اليوم الأربعاء، زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط كرئيس لبلاده، حيث كانت محطته الأولى في الكيان المؤقت، ثم سينتقل بعدها إلى الضفة الغربية المحتلة، وسيختتم زيارته في مدينة جدة السعودية، حيث سيحضر قمة مع رؤساء وملوك عدّة دول عربية.

لكن الأنظار ستكون مصوّبة بشكل رئيسي خلال هذه الزيارة، على لقاء الرئيس بايدن بالملك السعودي سلمان ونجله ولي العهد محمد، لما لهذا اللقاء من أهمية كبيرة بالنسبة لبايدن، لناحية رفع السعودية لحصتها المعروضة في سوق النفط، وتداعيات ذلك على انخفاض أسعار مشتقاته.

وفي سياق الزيارة التي تم تأجيلها سابقاً، من شهر حزيران / يونيو الى تموز / يوليو الحالي، فقد نشرت بعض الوسائل والمواقع الإعلامية، بأن سبب التأجيل حينها كان، وجود خطر على حياة بايدن خلال تواجده في السعودية، وعن إمكانية زرع عبوة في طريقه إلى هناك.

رهانات الكيان المؤقت والسعودية على هذه الزيارة

بعد هدف خفض أسعار مشتقات النفط، يأتي هدف تعزيز واقع الكيان المؤقت في المنطقة في مقدمة الأهداف الأمريكية. وهذا ما عبر عنه بوضوح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حينما أعلن أن رئيسه سيسعى خلال الزيارة تعزيز ما وصفه باندماج إسرائيل بشكل كامل في المنطقة، والعمل على إحراز تقدم في "العلاقات الطبيعية" بين الكيان والسعودية. مضيفاً بأنه من المرجح أن يستغرق أي تطبيع بين إسرائيل والسعودية وقتاً طويلاً، لكن بايدن سيتطلع إلى إحراز تقدم خلال الزيارة. وهذا ما حاول التسويق له في مقاله الأخير للواشنطن بوست، حينما أكد أنه سيكون أول رئيس يطير من إسرائيل إلى مدينة جدة بالسعودية، والذي اعتبره سيكون "رمزا صغيرا للعلاقات والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي".

ويروج الإعلام في الكيان لأي خطوة في مسار التطبيع العلني مع السعودية مهما كانت صغيرة، لأنها برأيهم ستساهم في جهود إنشاء "سوق شرق أوسطية مشتركة"، بالإضافة الى إمكانية إنشاء تحالف أمني عسكري إقليمي (ناتو عربي) ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، ويكون بمشاركة السعودية.

أما رهان محمد بن سلمان من هذه الزيارة، فهو في غاية البساطة عبارة عن "صورة فوتوغرافية"، توثق مصافحته مع الرئيس الأمريكي بايدن، ليروّج انتصاراً وهمياً على الأخير. لكن الواقع سيشبه الى حد كبير، ما صوّره الرسام الكاريكاتوري اليمني كمال شرف في رسمته الأخيرة، وهو أن محمد بن سلمان مهما حاول إظهار العكس، لا يستطيع المبالغة في تحدّي الإدارة الأمريكية.

ومن الأهداف الأمريكية أيضاً، التأكيد على حلفائها أنها ما زالت المتحكمة والمسيطرة على هذه المنطقة، بالتزامن مع صراعها مع إيران وروسيا والصين.

وهذا ما تم الردّ عليه سريعاً، حينما أكدّ رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي، أن زيارة المسؤولين الأميركيين للشرق الأوسط لن توفر الأمن لـ"إسرائيل"، وأن بلاده قد قالت مراراً لمن كانوا يوصلون رسائل أميركية بأنها سترد بحزم على أصغر تحرك ضد سيادتها، مشيراً إلى أنّ إيران ترصد المستجدات الإقليمية بدقة.

وهذا ما يتقاطع معه أيضاً، ما أشار اليه الصحفي نداف إيال في يديعوت أحرونوت حينما قال:

"الرسالة الأمريكية إلى الشرق الأوسط هي أنهم موجودون هنا ليبقوا، ولعب لعبة واقعية، وإذا لزم الأمر بالقوة، والدليل هو وصول بايدن واستعداده للرقص للسعودية رغم اغتيال خاشقجي.

وبالمقابل جاءت الرسالة الروسية وهي - نحن هنا أيضاً، ولن نذهب إلى أي مكان، ونعتزم دعم الإيرانيين والحصول على دعمهم، وما زلنا نمارس نفوذاً في تركيا".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور