الخميس 09 حزيران , 2022 05:08

صاروخ DF-21: الأكثر فتكاً بحاملات الطائرات الأميركية

الصواريخ الصينية

في ظل التطورات المتزايدة التي تشهدها الساحة الدولية، ما بين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعين الأميركية على تأجيج الصراع في تايوان، يعود الحديث مجدداً عن القدرات العسكرية الصينية التي يمكنها ردع واشنطن من القيام بخطوة غير مدروسة ونقل الخلاف مع الصين إلى المواجهة العسكرية. موقع "فورتي فايف" أشار في تقرير له إلى "تطوير الصين صاروخًا باليستيًّا متوسط المدى قادرًا على استهداف حاملات الطائرات الأمريكية الموجودة في منطقة شرق آسيا".

يشير الكاتب في مستهل تقريره إلى أن ثمَّة كثيرًا من المواد التي كُتبَت منذ سنوات عن الصاروخ الباليستي الصيني المضاد للسفن من طراز «دي إف-21 دي»، أو ما تُطلِق عليه معظم وسائل الإعلام صائد/قاتل حاملات الطائرات (Carrier Killer)، نظرًا إلى التهديد الذي يُشكِّله الصاروخ على حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية والتي تعد فخر سلاح البحرية بالجيش الأمريكي، بجانب كون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي تتفوق في امتلاكها عدد 11 حاملة طائرات بينما تمتلك الصين قطعتين فقط .

ويضيف الكاتب "لكن ثمَّة صاروخًا يتَّسِم بمزيد من القوة، وهو صاروخ "دي إف-26" الذي يبدو أن له استخدامات أكثر فتكًا، فضلًا عن كونه "قاتلًا" لحاملات الطائرات. وفي ظِل سعي الصين إلى الاستمرار في تعزيزها العسكري، يتمثَّل أحد المجالات التي تثير قلق الجيش الأمريكي بصورة أكبر في استمرار تطوير الإستراتيجية الصينية لمنع دخول المنطقة. وتضم الإستراتيجية الصينية لمنع دخول المنطقة مجموعة من القدرات العسكرية، بدايةً من أنظمة دفاع جوي متطورة، ومرورًا بطائرات مقاتلة متطورة من طائرات الجيل الخامس، ووصولًا إلى سفن حربية تتمتع بمزيد من القدرات، في محاولة للحدِّ من قدرة الجيش الأمريكي على ممارسة أعماله بفعالية في منطقة شرق آسيا.

كما يشير الكاتب إلى أن الصين تطبِّق إستراتيجية منع دخول المنطقة من خلال تطوير قدرات عسكرية قادرة على استهداف السفن والطائرات الحربية الأمريكية التي تنفذ عمليات في المنطقة، فضلًا عن المرافق الحيوية مثل الموانئ والقواعد الجوية التي تعتمد عليها، استهدافًا مباشرًا. وإذا تمكَّنت الصين من إقصاء الجيش الأمريكي من هذه المنطقة على هذا النحو، فقد تنجح بكين في الحدِّ من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة خلال أوقات السِلْم وإضعاف قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية تهدف إلى دعم حلفائها وشركائها في المنطقة، في حالة اندلاع أعمال عدائية، إضعافًا كبيرًا.

ما هو الصاروخ DF-21؟

يتمثَّل أحد العناصر الرئيسة في إستراتيجية الصين لمنع دخول المنطقة في تطوير بكين أنظمة الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى. وتتضمَّن هذه الأنظمة الصاروخ الباليستي المتوسط المدى من طراز «دي إف-26»، الذي يتمتع بالقدرة على قصف أهداف بعيدة مثل جزيرة جوام الأمريكية وتمكين الصين من استهداف معظم المنشآت العسكرية الأمريكية في شرق المحيط الهادئ.

وتجدر الإشارة إلى أن الصاروخ الباليستي المتوسط المدى من طراز "دي إف-26" أُعلِن عنه رسميًّا لأول مرة خلال عرض عسكري في بكين عام 2015، كما نشرته الوحدات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني لأول مرة عام 2016. وقد أُنشئت أول وحدة مُخصَّصَة لصواريخ "دي إف-26" عام 2018، وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ربما تنشر ما يصل إلى 200 قاذفة من قاذفات صاروخ "دي إف-26".

تكنولوجيا صاروخ "دي إف-26"

يعمل صاروخ "دي إف-26" بالوقود الصلب على مرحلتين ويتسم بسهولة الحركة ومن المُرجَّح أن يكون هذا الصاروخ إصدارًا أكبر من الصاروخ الصيني الباليستي المتوسط المدى من طراز "دي إف-21". وتشير تقديرات إلى أن الحد الأقصى لمدى صاروخ "دي إف-26"‏ يتراوح ما بين 3 آلاف و4 آلاف كيلومتر، ما يضع جزيرة جوام وغيرها من المنشآت العسكرية الإقليمية الأمريكية في دائرة نطاقه.

ويُعد صاروخ «دي إف-21» أول صاروخ صيني باليستي مُزوَّد بأسلحة تقليدية قادر على قصف جزيرة جوام، إذ أسهم هذا الأمر في أن يُطلَق عليه قاتل جوام (Guam Killer). وتنقل القوات الصينية صاروخ «دي إف-21» وتطلقه من خلال استخدام وحدة النقل والنصب والقذف الصينية الصُنع والمحمولة على هيكل ذي 12 عجلة من طراز "إتش تي إف 680".

ويُعتقد أن صاروخ "دي إف-21" يتمتع بقدرة حمولة قصوى تتراوح بين 1200 و1800 كيلوجرام، فضلًا عن تمكُّنه من تثبيت رؤوس حربية تقليدية ونووية. ويبدو أن صاروخ "دي إف-21" فريد من نوعه بين أنظمة الصواريخ الباليستية الصينية، وربما يرجع ذلك إلى أنه صُمِّم بطريقة تضمن "قابليته للتبديل السريع" وقدرته على التبديل بسرعة بين الحمولات النووية والتقليدية.

كما يبدو أن صاروخ "دي إف-21" يُمثِّل الأساس لتطوير صاروخ باليستي صيني مضاد للسفن. وهناك توقعات بالفعل تفيد بأنه يمكن استخدام صاروخ "دي إف-21" لقصف أهداف في البحر، ولم تتضاعف هذه التوقعات إلا بعد اختبار صاروخ أُطلِق في بحر بوهاي بالقرب من شبه الجزيرة الكورية عام 2017، الأمر الذي جعل بعض الأشخاص يعتقدون أن هذا الاختبار تضمَّن استخدام صاروخ «دي إف-21» أو إصدار جديد منه.

حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ريجين"

ومنذ ذلك الحين، اختبر جيش التحرير الشعبي الصيني الصاروخين "دي إف" و"21 دي"، اللذين يُعتقَد أنهما أول إصدار صيني من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، بالإضافة إلى ما أطلق عليه بعض الأشخاص الآن صاروخ «دي إف-26 بي». وفي أغسطس (آب) عام 2020، أظهر اختبار كلا السلاحين أنهما قد يكونا قادرين على قصف أهداف متحركة في البحر. وإذا كان هذا الادَّعاء صحيحًا، فسيشكِّل هذان السلاحان تهديدًا كبيرًا على حاملات الطائرات الأمريكية التي تنفذ عمليات في المنطقة، وهو ما ختم به الكاتب تقريره.


المصدر: موقع فورتي فايف




روزنامة المحور