الثلاثاء 26 نيسان , 2022 03:15

بني غانتس:"نعيش كل يوم بيومه، ومن الصعب جداً التنبؤ بما سيحمله المستقبل!"

بني غانتس

في 11 نيسان/أبريل الماضي، شارك وزير الحرب الإسرائيلي "بني غانتس"، في منتدى سياسي افتراضي الذي نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. والذي تحدث فيه عن العديد من المواضيع المرتبطة بالتحديات الاستراتيجية للكيان المؤقت، مركزاً على رؤيته حول العمليات البطولية الأخيرة للمقاومة الفلسطينية، ومحادثات فيينا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وعلاقة الكيان بالدول المطبعة وآفاق هذه العلاقة، وغير ذلك من المواضيع.

ويرى "غانتس" أن على الكيان مواجهة 5 تحديات استراتيجية، اثنان منها محليان يرتبطان بنسيج المجتمع الاستيطاني وبنية الكيان التحتية، في الأطراف شمالاً وجنوباً. أما التحديات الخارجية التي ركز عليها في مداخلته، فهي علاقة الكيان بالساحة العالمية، والتحدي مع الجمهورية الإسلامية في إيران، وتحدي الساحة الفلسطينية.

أبرز ما جاء فيما يتعلق بعلاقة الكيان بالساحة العالمية

_ التشديد على الرابطة الفريدة التي تجمع الكيان بالولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما يثبته بحسب "غانتس" عدد الزيارات بينهما، والدعم الذي يحصل عليه الكيان من واشنطن بشكل لا يضاهى، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدة الأمنية والقرارات الأخيرة.

_ ضرورة مواصلة تمتين علاقات الكيان بالمجتمع الدولي بقيادة أمريكا، وتوطيد وتمتين العلاقات مع دول المنطقة، سواء تلك التي وقعت اتفاقات استسلام كمصر والأردن، او اتفاقات تطبيع كالبحرين والإمارات والمغرب، أو حتى الدول التي لم يتم توقيع معاهدات رسمية معها.

_ اعتبار جهود الفلسطينيين لتجريد الكيان من شرعيته الدولية، من التحديات الكبيرة التي يواجهها، سواء كان ذلك من خلال حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات أواعتباره كيان "فصل عنصري". وهذا يدلً أن جهود المقاومة الدبلوماسية والإعلامية على هذا الصعيد، لا تقلّ أهميةً وتأثيراً عن ساحات النضال الأخرى.

وهنا يقترح غانتس، أنه يجب إيجاد سبل للحدّ من الضغوط الدولية، مقترحاً إيجاد إطار لما سماه بـ"التعايش مع الفلسطينيين"، يقوم على استبدال مصطلح الدولتين بمصطلح "الكيانين".

_ أما بالنسبة للعملية الروسية العسكرية في أوكرانيا، فقد أكد بأن الكيان يقف مع الغرب، موضحاً أنهم يسعون إلى نهاية سريعة لهذه العملية، ومؤكداً على التزامهم بتقديم المساعدات "الإنسانية" والمحافظة على جهود الوساطة والتواصل بين البلدين.

ما يظهر بأن الكيان سيلتزم سياسة الحياد الإيجابي، بحيث يدعم المعسكر الغربي بالمواقف العلنية الداعمة، لكن لن يقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي ستغضب روسيا.

إيران التحدي الإستراتيجي الأبرز

_ إيران هذه مصدر القلق والتهديد المستمر للكيان، ويعتبرها "غانتس" تحدياً عالمياً وإقليمياً، معبراً عن انزعاجه من اعتبارها مشكلة إسرائيلية فحسب، لأنه عندها سيترك الكيان لوحده يعالج هذا التحدي، طارحاً أن يتم يتعامل معها من منطلق أنها منخرطة في الساحتين الإقليمية والعالمية.

وهذا يكشف أن قادة الكيان يدركون عجزهم عن مواجهة إيران لوحدهم، بل يعبّرون عن انزعاجهم من تركهم يواجهون هذا التحدي بمفردهم.

_ أكدّ بأن الجميع يعلم، أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم، وقد اقتربت كثيراً من نسبة نقاء 90 في المئة، بحيث تفصلها أسابيع قليلة تفصلها عن بلوغ هذا الهدف. وهذا ما يفسر سعي الأطراف كافة، للتوصل إلى اتفاق معها بشأن هذه المسألة، مفضلين أن تتراجع قليلاً عن المستوى الذي بلغته حالياً.

معتقداً بأن فترة ما بعد الاتفاق ستشكّل وضعاً مختلفاً تماماً، على صعيد أنشطة إيران في المنطقة. إذ سيوفّر الاتفاق لها الكثير من الأموال، الذي قد يؤثر ذلك سلباً بحسب وصفه، على أنشطتها الإقليمية، نظراً إلى توفر هذه الأموال. مطالباً في هذا الصعيد، أن يكون الاتفاق في حال حصوله شاملاً لكل القضايا (مثل الصواريخ، الأنشطة،....الخ).

ونوّه "غانتس" إلى أنه يجب مراعاة احتمال عدم التوصل إلى اتفاق، الأمر الذي سيؤدي الى فراغ، مقترحاً البحث عن خطة بديلة يفعّلها المجتمع الدولي، تكون مماثلة لما يحصل من تداعيات متعلقة بالعملية في أوكرانيا، من خلال الضغوط الاقتصادية والتعاون الاستخباراتي والضغوط الدبلوماسية وإبراز القوة.

وهذا يؤكد بأن الكيان سيكون المتضرر الأكبر من كلتا الحالتين، بوجود اتفاق أو بعدمه، لأن المجتمع الدولي لن يراعي مصالح "تل أبيب" خلالهما.

_ الاعتبار بأن إيران تشكل تهديداً عملياتياً، وأن عليهم التعامل معها كحزمة واحدة. مركزاً بأنه يجب مواصلة العمل ضد حرس الثورة الإسلامية وقوة القدس، معتبراً أنهما يشكّلان أكبر مصدّر للإرهاب في العالم وفقاً لزعمه، وأنه يجب التعامل معهما على هذا الأساس.

الساحة الفلسطينية: الأوضاع فيها قد تتغير بين ساعة وأخرى

_ الإعلان بأن الكيان غيّر من سياسته في قطاع غزة، منذ عملية "حراس الأسوار – سيف القدس" قبل نحو عام، وأنهم متشددون جداً على صعيد الأنشطة العسكرية، لكنهم "منفتحون للغاية" بالنسبة إلى الأنشطة الإنسانية والاقتصادية.

_ الوضع في القطاع يشكل تحدياً كبيراً من الناحية العملياتية، لكن الأوضاع هناك هادئة جداً حالياً. جازماً بأن ذلك قد يتغير بين ساعة وأخرى، داعياً الى عدم التفاجئ، إن حدث شيء ما في أي وقت، فاحتمال تغير الوضع قائم دائماً، مؤكداً بأن الكيان يمر بأوقات حساسة للغاية.

_ التأكيد على مواصلة تمتين العلاقة مع "السلطة الفلسطينية" على جميع المستويات، من مستوى الدولة إلى المستوى العملياتي، فهذا أمر مهم للغاية لا سيما فيما يخص التعاون الأمني معها.

وهذا ما يؤكد بأن حكومة الكيان تراهن دائماً على علاقاتها بالسلطة الفلسطينية، لمكافحة العمليات ضدها. وبالتالي يجب على قيادة السلطة، إن كانت جادّة فعلاً في وقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد القدس المحتلة، أن تلغي كل أطر التعاون مع كيان الاحتلال، ما سيسهل تنفيذ عمليات المقاومة النوعية، وتحول الضفة الغربية الى قطاع غزة جديد، سيقلب موازين القوى لصالح المقاومة بالتأكيد.

كما اعترف بأن الكيان رضخ في العديد من الإجراءات، لإرادة المقاومة، حينما أكد بأن قضية حي الشيخ جراح ستغلق عبر المحكمة، بطريقة لا تعود سبباً لنشوب التوترات الأمنية، بالإضافة لإعلانه عن تخفيض سن المسموح لهم بالمجيء الى المسجد الأقصى، ليصل حتى الى سن الـ 45 عاماً، في مسعى منهم لتخفيف القيود.

محذراً من أن ما وصفها بموجة الإرهاب الأخيرة، قد تتفاقم وتتحول إلى حملة واسعة النطاق في غزة، أو حتى بعض الأحداث في لبنان. مشيراً إلا أن القيادات العسكرية والسياسية في الكيان، تعيش كل يوم بيومه، وأنه من الصعب جداً التنبؤ بما سيحمله المستقبل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور