الجمعة 18 شباط , 2022 02:55

السويداء ستبقى رافضة لكل أشكال التقسيم والفدرلة

محافظة السويداء

دائماً ما كانت الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا (ومن خلفها كيان الاحتلال الإسرائيلي)، تسعى الى تقسيم الدول العربية الى كانتونات، وفق انتماءات طائفية ومذهبية أو حتى عرقية، لمنع توحد هذه الدول وطرد كيان الفصل العنصري الوحيد في العالم وهو إسرائيل.

ومن هذا المنطلق، نستطيع تفسير ما يجري من أحداث تحصل مؤخراً في السويداء، بل وسبق أن حصل عدة مرات في السنوات الماضية. حتى أن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، كانت لديه العديد من المخططات للاعتداء على هذه المنطقة، وأكثرها خطورة ما كان يخطط له في تموز / يوليو 2021.

فهذه المنطقة ذات الأهمية الجيوستراتيجية، تمثل الجزء الآخر من منطقة الجنوب السوري، ما يعني أهمية لإسرائيل في الدرجة الأولى.

وبالرغم من أن الاحتجاجات الأخيرة، لا يتخط سقف مطالبها تحسين الأوضاع المعيشية (بعد رفع الدعم)، وأنها لم تتناول أي عناوين سياسية، إلا أن الوسائل الإعلامية التي تدور في الفلك الأمريكي والدول العربية التابعة له، سرعان ما بدأت الترويج والتضخيم والتهويل، من أن الوضع في السويداء ذاهب الى الانفجار.

أما كيان الاحتلال، فقد سارع الى تشجيع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة "موفق طريف"، بأن يزور روسيا ويدعو مسؤوليها الى وضع دستوري معين خاص بالمنطقة يؤدي فعلياً لفدرلة الجنوب وتشكيل إدارة ذاتية درزية.

لكن ما صدر عن مشايخ العقل في المحافظة، يؤكد أنهم يخالفون بشكل كلّي توجهات طريف، خاصة وأن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المحافظة، لا تتعدى عن كونها احتجاجات مطلبية معيشية لا تقتصر على السويداء فقط بل تعاني منها أغلب المناطق، وبالتالي هي ليست للمطالبة بوضع دستوري خاص بالطائفة، دوناً عن بقية المكوّنات الموجودة في المجتمع السوري. بالإضافة إلى أن الدولة السورية تصرفت بكل مسؤولية مع الاحتجاجات، ومنعت حصول أيّ احتكاك بين القوى الأمنية والمحتجّين.

كما يرفض هؤلاء المشايخ أي تدخل خارجي، حتى لو كان من مرجعية دينية كطريف، أو سياسية مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يجاهر بالعداء للدولة السورية.

فما هي أبرز المعلومات حول محافظة السويداء؟ وما هي الصفات التي جعلت من موقعها ذات أهمية استراتيجية خاصة لكيان الاحتلال؟

_ هي واحدة من أهم محافظات منطقة الجنوب، ويحدّها من الشمال محافظة ريف دمشق ومن الغرب محافظة درعا، ومن الشرق البادية السورية والصفا، ومن الجنوب الأردن.

_تبلغ مساحتها حوالي 5550 كم مربع، ويقطنها أكثر من 700 ألف مواطن سوري ذات أغلبية درزية وأقلية وازنة من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.

_ تمتلك المحافظة أهمية تاريخية، وتعتمد في نشاطاتها الاقتصادية على القطاعات السياحية والزراعية والصناعية. فهي مشهورة بزراعة العنب ذات النوعية الممتازة، وتعتبر مزارعها من أجود مزارع العنب في العالم، وكذلك تشتهر بزراعة التفاح والإجاص والدراق والخوخ واللوزيات والزيتون (الذي يتنامى معد انتاجه عاماً بعد عام).

أما على الصعيد الصناعي فهي تتميز بالصناعات الغذائية مثل مصانع ومعامل المشروبات والعصائر، والصناعات التقليدية التراثية والتحويلية مثل صناعة السجاد والبلاستيك والكثير من الصناعات الأخرى.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور