الأحد 11 نيسان , 2021 09:23

حرب لبنان الثالثة: خماسية الجبهات

في حديث حول أسوأ السيناريوهات للحرب بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، رأى مدير مشروع "التحقيق حول الإرهاب" ستيفين ايمرسون بأن على "إسرائيل" أخذ تهديدات الحزب على محمل الجد، وذلك بعد اكتشافهم لعدة أنفاق حفرت داخل لبنان ويمكن العبور من خلالها الى داخل الأراضي المحتلة.

وتحدث ايمرسون حول حرب ثالثة على لبنان من خلال مجموعة من السيناريوهات والتي تضمنت هجوم مفاجئ من قبل حزب الله، ضربة إسرائيلية استباقية، تصعيد غير مخطط له وحرب متعددة الجهات مع الكيان. مرجحًا السيناريو الأخير، ويعتبره أسوأ السيناريوهات، حيث يقول بأن الحرب ممكن أن تكون خماسية الجبهات وهي لبنانية، عراقية، يمنية، سورية وفلسطينية وذلك بدعم ايراني من خلال الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى.

وفي الحديث عن قدرات كلا الطرفين العسكرية، فمقارنة بحرب تموز عم 2006 والتي استمرت 33 يومًا فقد أطلق حزب الله ما يقدر بـ 100 صاروخ في اليوم الواحد، أي ما يعادل 4000 صاروخ من أصل 10000 كان يمتلكها في ذلك الوقت، أما اليوم فالحزب قادر على إطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ في اليوم من أصل 150 ألف في حوزته، وذلك بحسب مسؤول كبير في جيش الإحتلال الإسرائيلي.

وبعد تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المباشرة للاحتلال الاسرائيلي بقصف مواقع دقيقة ومحددة مثل مطار بن غوريون ومحطة الطاقة النووية ديمونا وغيرها من محطات الطاقة الاسرائيلية والقواعد العسكرية، فإن الأوساط الأمنية للكيان الاسرائيلي تعتقد بأن ترسانة الحزب تشمل 130 ألف صاروخ قصير المدى يمكن أن يصل مداها لأقل من 70 كيلومتراً، وما يقارب500 صاروخ متوسط ​​المدى، وحوالى 100 صاروخ طويل المدى (مداها أبعد من 250 كيلومتراً). بالإضافة إلى 500-1000 ذخيرة موجهة بدقة ومزودة بأنظمة توجيه محسّنة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتي تحمل ما يصل إلى 2200 رطل من المتفجرات عالية الجودة، ما يمكّنها من تدمير أهداف إستراتيجية بسهولة.

أما القدرات العسكرية الإسرائيلية، فيمتلك الكيان نظامًا مكونًا من ثلاثة مستويات: الدفاع الصاروخي، القصف من قبل الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو إضافة إلى الملاجئ المدنية. ويتضمن نظام الدفاع الصاروخي أنظمة "القبة الحديدية"، "باتريوت"، "مقلاع داود"، "آرو2" و"آرو3". أما الطائرات المقاتلة فيمتلك سلاح جو الكيان أكثر من 425 طائرة متنوعة من طراز "إف-35"، "إف-15"، "إف-15 إي" و"إف-16". وفيما يتعلق بالملاجئ المدنية، فقد بات ثلث "الاسرائيليين" لديهم ملاجئ في بيوتهم، بينما يتوجه البقية للملاجئ المحلية او ملاجئ الجيران اذا ما اندلعت الحرب.

ويضيف إيمرسون بأن حزب الله قد يقوم بهجوم بري يتزامن مع إطلاق الصواريخ، وذلك في محاولة لقتل أو أسر "اسرائيليين" يعيشون على الحدود مع لبنان. وتشير التقديرات بأن مقاتلي الحزب قد ارتفع عددهم من 14 ألفًا في العام 2006 إلى 25 ألفًا اليوم، إضافة الى قوة احتياطية يتراوح عدد عناصرها بين 20 و30 ألفًا.

ويختم أيمرسون حديثه بأن السبب وراء التأخير في الحرب هو الأضرار التي ستلحق بالبنية التحتية في لبنان بفعل الضربات الإسرائيلية، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أسوأ كارثة اقتصادية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور