الإثنين 07 شباط , 2022 04:54

16 عاماً: لا أصوات تعارض تفاهم "مار مخايل" داخل "التيار"

السيد حسن نصر الله والرئيس ميشال عون

16عشر عاماً على توقيع تفاهم "مار مخايل" بين حزب الله والتيار الوطني الحر في السادس من شباط عام 2005 في كنيسة مار مخايل في حارة حريك، أنذر بمرحلة جديدة من التحالفات التي قدّمت صيغة تجاوزت التحالفات الوطنية نحو اتفاق استراتيجي سيحمل تغيرات في التوجهات السياسية اللبنانية. وعلى الرغم من الحملات الممنهجة لفك التحالف أكدت مصادر للخنادق "ان التفاهم قوي جداً وقد اتخذ الحزب والتيار القرار بخوض الانتخابات سوياً في كافة المناطق اللبنانية وحيث تقتضي المصلحة". وأضاف "ان التفاهم يشمل حركة امل التي سيخوض معها حزب الله الانتخابات بشكل كامل".

محطات التحالف

في البداية كان تاريخ التوقيع في أيام ذروة تشكيل فريق "14 آذار" بعد التحركات في الشارع عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاولتهم تحميل حزب الله المسؤولية وعزله سياسياً وطرح الجدل حول شرعية سلاح المقاومة عبر القرار" 1559"، فكان التوقيع المفاجأة التي أطاحت بمشروعهم الأول.  واستمر التحالف بتحقيق النتائج حتّى أكّد الموقف الداعم لرئيس التيار آنذاك ميشال عون خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 على عمق هذا التحالف وأهميّته. وانسحبت المواقف الداعمة بين الطرفين الى العام 2008 حيث كانت المظاهرات الرافضة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومسارها السياسي.

في العام 2016 مع انتخاب عون رئيساً للجمهورية، اتخذت العلاقة منحىً آخر، وبدأ الأفرقاء الآخرون – سواء بدوافع شخصية او من خلال تنفيذ أجندات خارجية – بمحاولة محاصرة العهد و"إفشاله"، وتعرّض خلالها الرئيس عون كما رئيس "التيار" جبران باسيل لحملات من تشويه الصورة بل محاولات "لتدميره" سياسياً، وتدنّى فيها مستوى الخطاب التحريضي نحو الشتائم خلال حراك "17 تشرين" في العام 2019 حيث استغلت بعض القوى السياسية مطالب الناس في استثمارات سياسية وانتخابية وحمّلت "العهد" مسؤولية الأزمات المتراكمة في البلد نتيجة الفساد الممنهج وهدر أموال الدولة منذ التسعينات، وكان أحد الأهداف توجيه ضربة الى "حليف حزب الله" الذي حقق معه في انتخابات العام 2018 أكثرية نيابية. وبعد فشل عمل الأدوات الداخلية تدخّلت السفارات مباشرة ولا سيما السفارة الأمريكية لممارسة الضغوط السياسية على الوزير باسيل عبر إدراج اسمه على ما يسمى "لوائح العقوبات" بهدف دفعه الى فك التحالف، لكنها أخفقت.

التحالف عشية انتخابات 2022

واليوم، عشية الاستحقاق الانتخابي في الخامس عشر من أيار المقبل وسط أجواء سياسية وأمنية حساسة في البلد نتيجة أحداث داخلية وإقليمية عديدة، تعرّض التحالف بين الحزب والتيار الى محاولات خرقه وضعضعته من داخل القاعدتين الشعبيتين للطرفين أو من خلال القاعدة الشعبية لبعض الحلفاء الآخرين، الا أنها بقيت مجرّد محاولات لا يمكنها التأثير في البعد الاستراتيجي للتحالف، بل اتفقت قيادته على خوض الانتخابات معاً.  

لا صوت في "التيار" يعارض الاتفاق

كشفت المنسقة السابقة للجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر رندلى جبور في حديثها خلال "كلوب هاوس الخنـادق"، أنه "لم يخرج أي صوت معارض لإتفاق مار مخايل في الاجتماع الأخير للتيار". وتؤكد جبّور ان "صمود الاتفاق لـ 16 سنة يعني انه قادر على العيش وسيستمر". وهذا أيضاً ما شدّد عليه باسيل في تصريحه الأخير "لو كانت هناك نية للتخلي عن ورقة التفاهم لتخليت عنها بعد الرسائل الأمريكية التي أدت إلى عقوبات علي، والنية هي الحفاظ على تفاهماتنا مع حلفائنا خاصةً مع مكون أساسي مثل حزب الله".

أما من ناحية الأصوات الانتقادية من بيئة الطرفين، فتشرح جبّور أنه "من الطبيعي بين المتحالفين أن يحصل بعض الاختلافات في وجهات النّظر وبعض العتب، والأسئلة مشروعة على الأعمال السياسية للطرفين"، الا أن قيادة "التيار" متمسّكة بهذا الاتفاق، وتؤكد "إذا الحزب والتيار لم يبقوا مجتمعين لن يبقى أفرقاء مجتمعين في البلد".   

وعن بعض الأصوات التي تهاجم او تنتقد التحالف او حزب الله يؤكد قيادي في حزب الله "اننا تحالفنا مع التيار كما هو بما يتضمن التنوع في الأصوات داخله، ولا تضر هذه الانتقادات أو تؤثر على التفاهم، لا سيما ان القرار لدى قيادته واضح ومحسوم ". 

رؤية السيد نصر الله

تتقاطع هذه الرؤية في التيار الوطني الحر مع كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان قد شرح في كانون الثاني من العام 2019 في سياق حديثه عن هذه الانتقادات المشروعة  " نحن حلفاء وكل واحد له حساباته، النقطة التي أودّ الوصول إليها هنا وهي في الحقيقة أريد أن أخاطب بها قواعد التيار وأيضاً جمهور المقاومة وليس قواعد حزب الله فقط...عندما نكون حلفاء لا يعني أننا أصبحنا واحداً، لو أصبحنا واحداً لا نعود حلفاء بل حزباً واحداً أو تيار واحد، نحن اثنان، حين نقول إثنين يعني ربّما ثقافتان مختلفتان، مشروعان ربّما في بعض الآفاق مختلفان، أدبيات مختلفة، رؤى مختلفة...ولكن يوجد تقاطعات كبيرة استراتيجية وتكتيكية ومرحلية بيننا".

ولطالما عبّر السيد نصر الله عن عمق هذا التحالف وابعاده حيث يقول "العلاقة مع الوطني الحر كما هي مع باقي الحلفاء مبنية على أسس متينة ورؤية وعمرها من العام 2006"...و"علاقة فيها احترام وصداقة وصدقية".

وعن الاستمرار بهذا التحالف أعلن السيد نصر الله في كانون الثاني الماضي "نحن متمسكون بالتفاهم مع التيار الوطني الحر وحاضرون لتطويره بما يحقق المصلحة الوطنية".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور