الأربعاء 26 كانون الثاني , 2022 05:48

العمليات الاستخباراتية الخارجية: تتعدد الأنماط والهدف واحد

العمليات الاستخباراتية

لا يقتصر الدور الخارجي لأي جهاز استخباراتي، على تلك العمليات المتعلقة بالتجسس فقط، بل يتعداه الى تنفيذ العديد من العمليات الأمنية الخارجية، التي تبدأ بالاغتيالات ولا تنتهي عند الانقلابات والثورات الملونة.

لذلك يطلب من هذه الأجهزة عادةَ، تنفيذ عمليات ذات طابع وتأثير تخريبي، على أمن بعض الدول المستهدفة، من أجل خلق بيئة شعبية مساندة لأطراف داخلية حليفة، خاصةً في البلدان التي لا يمكن تنفيذ عمليات عسكرية تجاهها، وتعجز اليات الضغط الأخرى (عقوبات اقتصادية، حصار سياسي دولي، هجمات إعلامية،...) من تحقيق المصالح.

وعليه تقوم شبكات العملاء التابعة لهذه الأجهزة (تسمى شبكات صامتة)، عمليات فوضى أمنية، من اقتحام وحرق للمؤسسات العامة وحتى الخاصة، أو التسبب بالعديد من الحوادث التي يسقط فيها الضحايا، واستهداف أماكن وشخصيات ذات حيثية سياسية، لإثارة الفتنة الداخلية (كما حصل ويحصل في العراق).  كما يمكن استقدام شبكات ذات الفكر المتطرف، مثل تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، من أجل القيام بتفجيرات انتحارية لكي يزرعوا الخوف عند مواطني هذا البلد (كما حصل في سوريا ولبنان والعراق والكويت والعديد من البلدان).

فما هي الشبكات الصامتة؟

_ هي الخلايا الإرهابية التي تقوم بتنفيذ عملياتها فجأة، دون وجود أي معرفة سابقة بوجودها من قبل الأجهزة الأمنية.

فعناصر هذه الخلايا، يعيشون في أماكن سرية غير مكشوفة في البلدان المستهدفة، تحت غطاء مختلف (لاجئين، طلاب، سياح،اعلاميين...)، وهم جاهزون للقيام بمهام محددة بانتظار ساعة الصفر، التي يضعها المسؤولون عنها في الجهاز الاستخباراتي.

_ دائماً ما تتسم عملياتهم بأنها لمرة واحدة فقط، لأن عملياتهم ستكون نوعية وخاطفة، واذا لم تكن ذات طبيعة انتحارية، فإن ملاحقة عناصرها ومطاردتهم من قبل الأجهزة الأمنية ستكون حتمية. (في الغالب تكون عمليات اغتيال او هجوم انتحاري ضخم مثل هجمات الـ 11 من أيلول في أمريكا).

_ بعكس المجموعات التي يتصف نشاطها وعملياتها بالسرية، فإن هذه الخلايا لا يمكن رصدها أو معرفتها بسهولة، إلا من خلال اختراق الأجهزة الاستخبارية التي تديرها، أو من خلال تعاون عدة أجهزة استخباراتية.

_ كلما كان البلد المستهدف يتواجد فيه تصارع بين القوى السياسية، وفيه نظام رسمي ينخره الفساد، ووسائل اعلام متواطئة، كلما زادت نسبة نجاح تحقيق هذه الخلايا لأهدافها الترويعية، لحظة قيامهم بتنفيذ مهامهم.

الطابور الخامس

وللفصائل والقوى المشهورة باسم "الطابور الخامس"، أهميتها أيضاً في تحقيق اختراق البلدان المستهدفة. فهي الحليف المحلي لهذه الأجهزة الاستخباراتية، والتي تستطيع القيام بالعديد من العمليات ذات الطابع الفوضوي والعنفي. حيث تُسند لهم مهام تساعد على حسم المعارك، كإثارة الرعب والفزع وإشاعة الفوضى ونشر الشائعات، مما يؤثر سلبًا على تماسك الجبهة الداخلية ويساهم في انهيار معنويات الخصوم.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور