الخميس 07 تشرين أول , 2021 08:47

تأسيس سرايا القدس...بين غزّة والضفة

مع بداية ظهور فكر المقاومة والجهاد على يد الشهيد فتحي الشقاقي في فلسطين، أفراد آمنوا بهذا النهج وتلك الأفكار وانضموا الى حركة الجهاد الإسلامي التي أسسها الشقاقي، وكانوا أول من عمل وبنى جناحها العسكري بالتزامن بين المناطق المحتلة، وحملت في البداية اسم " القوى الإسلامية المجاهدة (قسم) في قطاع غزّة و"عشاق الشهادة" في الضفة الغربية المحتلة، ومنذ الحظة الاولى لانطلاقتها قامت  بعمليات عسكرية استهدفت مدن ومستوطنات للاحتلال، ثمّ بعدها سميت بسرايا القدس.

الشهيد محمود الخواجة: مؤسس سرايا القدس في غزّة

كان قد تعرض الشهيد الخواجة للاعتقال أربع مرات إبان انتفاضة الأقصى الأولى، حتّى خرج عام 1993 واستأنف عمله الجهادي بتأسيس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزّة. ونفذت في عهده وبمشاركته وتخطيطه أضخم العمليات العسكرية في فلسطين، وخلال فترة وجيزة نسبيًا سجل هذا الجهاز العسكري  بقيادته  إنجازات هامة عبر عملياته العسكرية النوعية، خاصة تلك العمليات الاستشهادية الأولى.

ومن أهم العمليات التي أشرف وخطط لها الشهيد الخواجة:

_ عملية بيت لد: فخخ الشهيد الخواجة جسدين من أفراد السرايا، ونفذا عملية استشهادية ووقعت في مستوطنة "بيت لد" في طولكرم في الضفة المحتلّة وقتلت 24 جندياً إسرائيلياً وأصابت أكثر من 70 أخرين واعتبرت العملية "الكابوس الدائم للجيش الذي لا يقهر".

_ عملية كفارداروم: قام الشهيد محمود بتجهيز سيارة مفخخة لتفجير باص ينقل جنود الاحتلال، فأوقعت 8 قتلى و40 إصابة في صفوف الإسرائيليين.    

_ عملية أسدود: نفذها الشهيد علي العماوي على محطة تجمع للجنود الإسرائيليين في مستوطنة "أسدود" باستخدام سلاح الرشاش فقتل اثنين من الضباط أحدهما مسؤول أمن المستوطنات في قطاع غزة وأوقع أكثر من عشرة إصابات آخرى.

_عملية نتساريم: جهّز الشهيد الخواجة دراجة هوائية بالمتفجرات والعبوات الناسفة وكانت لعملية استشهادية نفذها للشهيد هشام حمد قرب مستوطنة "نتساريم" في غزة وأدت إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة 12 آخرين.

وفي منصف عام 1995، بعد مراقبة الاحتلال لتحركات الشهيد عبر عملائها في غزّة، وأثناء سيره من منزله متوجهاً الى المسجد عند الفجر، أشخاص لم يكونوا ملثمين أطلقوا النار من الخلف من سيارة، فاستشهد الخواجة متأثراً بتسع رصاصات في جسده. وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد القت القبض فيما بعد على العميل الذي أوشى بالخواجة.

الشهيد عصام براهمة: مؤسس سرايا القدس في الضفة

الشهيد عصام براهمة مؤسس سرايا القدس في الضفة الغربية المحتلة وكانت في البداية باسم "عشاق الشهادة" وكان براهمة يعمل سياسياً وعسكريا على أرض الميدان، ولكنه كان لا يظهر العمل العسكري. بدأ الشهيد براهمة مشواره الجهادي بعد خروجه من السجن عام 1990 حيث بثّ بذور فكر الجهاد الإسلامي في عنزا في مدينة جنين، مسقط رأسه، وبدأ بمباشرة أعمال التنظيم والتوجيه لأفراد الحركة والسرايا، حيث تمكن وخلال فترة وجيزة من تأسيس أول جهاز عسكري لحركة الجهاد الإسلامي.  ومن هنا بدأت المخابرات كيان الاحتلال رحلة مراقبة براهمة عبر عملائها، واقتحم جيش الاحتلال منزله مرات عديدة بحثاً عنه. 

 ورغم صعوبة حياة المطاردة، إلا انه شارك في جميع العمليات العسكرية التي كانت تنطلق من مدينة جنين، وشارك في العديد من الاشتباكات العسكرية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة أفراد من حركة الجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة، وكان يقوم إطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية المتجوّلة، ويزرع العبوات المتفجرة حيث زرع عبوات ناسفة على شارع جنين نابلس المحاذي للقرية، والتي أدى انفجارها إلى إصابة العديد من الجنود الإسرائيليين.

وفي أواخر عام 1992 وبعد محاولات اعتقال وملاحقات استمرت لسنوات، اقتحمت وحدة اليمام في الشاباك مدينة جنين وحاصرت منزلا كان يقيم فيه، واستمرت المواجهة بين براهمة وقوات الاحتلال لأكثر من ساعتين حتّى رمت القّوات أكثر من 15 قذيفة مضادة للدروع على المنزل واستخرجت جثمان الشهيد براهمة. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور