الإثنين 04 تشرين أول , 2021 05:35

اتصال الأسد – عبد الله: سوريا انتصرت

الرئيس بشار الاسد والملك عبد الله الثاني

في خطوة ذات دلالات استراتيجية ومستقبلية كبيرة، جرى بالأمس الأحد أول اتصال هاتفي منذ العام 2011، بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني. هذا الاتصال وما سبقه من أحداث عدة في شهر أبلول الماضي، أبرزها زيارة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش السوري العماد علي أيوب الى عمان، وإعادة فتح المعبر الحدودي نصيب جابر، واجتماع وزيري خارجية البلدين ببعضهما في نيويورك، وانعقاد لقاء رباعي بين وزراء طاقة دول مصر والأردن ومصر والأردن، يؤكدان أن عودة العلاقات العربية مع سوريا باتت قريبة، ولن يعد باستطاعة الإدارة الأمريكية في واشنطن منعها أو عرقلتها. والدليل على ذلك، سلوك الدولة الأكثر تنفيذاً وتماهياً مع سياسات واشنطن في المنطقة، أي المملكة الأردني.

وفي المعطيات حول ما تم مناقشته في الاتصال الهاتفي، فقد أفاد الديوان الملكي الأردني بأنه تناول العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما. كاشفاً أن الملك عبد الله أكد دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة واستقرار سوريا ووحدة أراضيها وشعبها (بعكس ما كانت عليه الحال خلال كل سنوات الحرب وأبرز مثال غرفة الموك).

التداعيات

هذا الاتصال بما تضمنه من جهة، وما سبقه من عدة خطوات تغيير في سلوك الأنظمة العربية مع سوريا، يؤكد على عدة نقاط أهمها:

1)اعتراف الدول العربية سراً وعلانية، بخسارتهم لكل ما بذلوه من جهود خلال السنوات السابقة، من أجل تدمير دولة العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة سوريا.

(تجدر الإشارة الى أن الملك عبد الله كان الشخصية السياسية الأولى، التي طرحت موضوع الهلال الشيعي، والذي كان البذرة لشرع الشقاق المذهبي في المنطقة).

2)أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلن هزيمتها في الحرب على سوريا، فهذا السلوك الأردني، لا يمكن له ان يحدث باستقلالية، ودون رضى أمريكي واضح وصريح.

3)أن الدولة السورية كانت وما زالت، مع أي جهود تهدف للتنسيق العربي المشترك، الذي سيثمر استقراراً أمنياً في المنطقة، ويخلق نمواً اقتصاديا في دولها.

4)أن المنطقة قد تقبل على إنجاز سلسلة تفاهمات ثنائية أبرزها: إيرانية سعودية، سورية سعودية، إذا ما تمت سترسم واقعاً جيوبوليتيكياً مختلفاً.

والإمارات أيضاً: نحو إعادة تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك

وعلى الصعيد عينه أجرت دولتي الإمارات وسوريا مباحثات ثنائية، بهدف إعادة تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين. وذلك خلال اجتماع وزير الاقتصاد السوري محمد سامر الخليل مع نظيره الإماراتي عبد الله طوق اعلى هامش أعمال معرض "إكسبو دبي 2020". ولإعادة تفعيل هذا المجلس أهمية كبيرة، لناحية تشجيع التبادل التجاري والاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وتبدي الإمارات منذ سنوات اهتماما كبيراً، بعودة علاقتها مع دمشق، خصوصاً من البوابة الاقتصادية، لما تفتحه من فرص استثمارية كبيرة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور