الثلاثاء 07 أيلول , 2021 11:46

الانسحاب من أفغانستان يكبّل واشنطن في العراق ويدفع تركيا نحو التصعيد

دفعت الأحداث التي شهدتها الساحة الأفغانية مؤخراً الدول إلى تغيير سياستها في المنطقة. فبعد انسحاب قواتها من أفغانستان وجدت واشنطن نفسها مضطرة لطمأنة حلفائها في المنطقة خاصة العراق أو تأجيل الانسحاب وتغيير صورته كي لا يتكرر السيناريو "المهين" نفسه كما وصفته أوساط أميركية. كما دفعت تركيا أيضاً والتي فشلت في إبقاء قواتها على الأراضي الأفغانية، إلى التصعيد في البحر الأسود واليونان.

العراق

-بعدما أشاعت الإدارة الأميركية خلال الشهرين الماضيين أنها ماضية في تغيير مهمة القوات الأميركية في العراق من قتالية إلى استشارية وأنها ستسحب نصف عدد الجنود من البلاد، بدأت معظم القيادات السياسية والعسكرية في إدارة بايدن تنفي أنباء انسحاب أي جندي أميركي من العراق، هذا التحول السريع يخفي عدة مخاوف أميركية:

-التأثير المعنوي الذي يشيعه تداول اخبار الانسحابات على الأفراد العسكريين المشاركين في التحالف العراقي وتكرار صورة انسحاب كابل المربك والمذل.

-التأثير النفسي على المزاج الانتخابي العراقي وخاصة في صفوف مؤيدي الولايات المتحدة حيث أن تصاعد عملية تداول أخبار الانسحاب سيصب في خانة القوائم المعادية للاحتلال والتي تسعى واشنطن للتخلص منها في هذه الانتخابات.

-دراسة الأخطاء والدروس المستفادة من عملية الانسحاب الفاشلة من أفغانستان لتداركها حيث يحل استحقاق الانسحاب من العراق وسوريا.

تركيا

-يبدو ان فشل الابقاء على قوات تركية في أفغانستان قد أثر بشكل كبير على مشروع نفوذ كانت تحضر له أنقرة منذ العام 2004 ويقضي بالتمدد إلى آسيا الوسطى تحت لافتة الناتو وربط أفغانستان بتركيا عبر دول آسيا الوسطى وأذربيجان. إلا أن التحفظ الباكستاني والطالباني والرفض الحازم من الصين وروسيا قد أفشل هذا المشروع، ويبدو أن تركيا ستعوض عن هذا الفشل لاحقاً بالعودة لخيار المشاغبة في البحر الأسود والقوقاز فضلاً عن العودة للاحتكاك باليونان في شمال شرقي البحر المتوسط مما يعني ذلك عودة التوتر (الروسي التركي) و (الفرنسي التركي).


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور