الأربعاء 18 آب , 2021 02:33

خطاب "بايدن" وبداية مرحلة "أفول أمريكا"

جو بايدن

ربما يكون خطاب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" حول انسحاب جيشه من أفغانستان، الأكثر أهمية له منذ توليه السلطة حتى الآن. فهو قد ألقى خطاباً دام 19 دقيقة، فقط ليبرر قراره بالانسحاب، بما يشبه خطاب الاعتراف بالهزيمة. هزيمة لا تنحصر نتائجها بأفغانستان وحدها، بل تؤسس لمرحلة "أفول أمريكا" التي ذكرها الإمام السيد علي الخامنئي منذ مدة.

أما أبرز ما جاء في خطاب بايدن:

_ الاعتراف بسرعة انهيار الوضع في أفغانستان بعكس ما كانت تتوقعه إدارته.

_ حصر المصالح الأمريكية في أفغانستان بمحاربة تنظيم القاعدة، وضمان عدم عودتها لاستخدام هذا البلد في مهاجمة أمريكا مجدداً. زاعماً أن هذا الهدف قد تحقق من خلال "تحطيم القاعدة" وقتل "أسامة بن لادن".

_ إعلانه بأنه لم يكن من المفترض أن تكون مهمة أمريكا في أفغانستان هي بناء الدولة، وأن تخلق ديمقراطية موحدة مركزية.

وبهذا يكون "بايدن" قد نقض كل ما دأب أسلافه على الترويج له، بأن أمريكا هي قائدة العالم ومهمتها نشر الديمقراطية في جميع الدول، والتي على أساسها شنت الحروب في العام 2001 و2003، ضد أفغانستان والعراق.

_ بات تركيز إدارته على مواجهة تهديدات اليوم وليس الأمس!! أما التهديدات الإرهابية التي ذكرها في معرض الإيحاء بأنه سيواجهها فهي:

1)حركة الشباب في الصومال.

2)القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

3)جبهة النصرة في سوريا.

4) داعش التي تحاول إنشاء خلافة في سوريا والعراق، وتقوم بإنشاء فروع لها في بلدان متعددة في أفريقيا وآسيا.

لذا وعند التأمل في هذه الجهات، نستطيع استنتاج أن "بايدن" لا يريد الدخول في أي مواجهة عسكرية مباشرة، مع دول وقوى محور المقاومة.

_ تأكيده أنه وضع أمام خيارين: الأول متابعة اتفاق الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" مع حركة طالبان، أو الاستعداد للعودة لقتال الحركة لعقد ثالث. وأنه اختار الخيار الأول لأنه يعتبر البقاء والقتال إلى أجل غير مسمى في صراع ليس في مصلحة بلاده هو خطأ، لذلك سيتحمل قراره رغم كل الانتقادات، ولن يسلم هذا الموضوع لرئيس خامس (الرئيس الأمريكي المقبل).

_ تحميله مسؤولية سرعة تدهور الأوضاع، للمسؤولين السياسيين الأفغانيين الذين استسلموا وهربوا، وللقوات العسكرية المحلية التي لا تمتلك روحية القتال. قائلاً: "لا يمكن للقوات الأمريكية ولا ينبغي لها أن تقاتل وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها". كاشفاً أن بلاده أنفقت "أكثر من تريليون دولار"، وأنها قامت بتدريب وتجهيز قوة عسكرية أفغانية قوامها حوالي 300000 جندي.

_ ادعاؤه أن سياسة بلاده الخارجية ستتركز على حقوق الإنسان، لكن ليس من خلال الانتشار العسكري اللانهائي، بل من خلال الدبلوماسية والأدوات الاقتصادية والحشد الدولي.

_ اعترافه أن الأحداث الأخيرة هي دليل على أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تسيطر على أفغانستان المعروفة تاريخياً باسم "مقبرة الإمبراطوريات".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور