السبت 07 آب , 2021 05:32

بين ما جرى في شويا والجميزة: فرق القوة والأخلاق

شويا والجميزة

لا تقتصر أهمية ما جرى بالأمس، على عملية إطلاق المقاومة للصواريخ، وما وجهته من رسائل لكيان الاحتلال الإسرائيلي. بل تتعداه إلى ما حصل بعدها في بلدة شويا من تصرف حكيم للمقاومة، بعدم القيام بردة فعل على ما قامت به قلة من أبناء هذه البلدة، من تطويق لراجمة الصواريخ واحتجاز أفراد الفريق المقاوم، والاعتداء عليهم.

فلم تشهد هذه الحادثة، أي تدخل ميداني من قبل أجهزة المقاومة، بل تبين أنها قامت بتفويض مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، للقيام بتطويق تداعيات هذا الحادث المؤسف. كما كان لوجهاء المنطقة ورجال الدين وللفعاليات والقوى السياسية المتحالفة مع المقاومة أيضاً، دورهم البارز في إنهاء ذيول هذا الحادث. وبهذا الموقف تكون المقاومة قد أكدت على عدة أمور أهمها، أن القدرات العسكرية مهما بلغت قوتها، لا تصبح مبررا للاعتداء على اللبنانيين، مهما كانت المبررات حتى لو تحت عنوان الدفاع عن النفس.

بعكس ما حصل خلال إحياء الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، الذي كان حافلاً باعتداءات مناصري القوات على كل شخص مختلف عنهم، حتى لو كان من عوائل شهداء المرفأ، تحت ذريعة أنها لن تسمح لأحد بالتهجّم عليها أو على مراكزها. كما صرح بذلك رئيسها سمير جعجع. والذي شدد على أن ما حصل، كان الحدّ الأدنى من الدفاع عن النفس.

فرغم كل محاولات القوات الظهور والتسويق سابقاً، بأنها باتت حزباً يختلف سلوكاً ومنهجاً عما كانت عليه كميليشيا. أظهرت أحداث 4 من آب، أنها محاولاتها قد ضاعت عبثاً، بل أن هناك حنيناً وشوقاً لدى مناصريها، لاستعادة تجربتها التاريخية المليئة بالممارسات الميليشيوية في الحرب الأهلية. حيث قام مناصروها بالاعتداء على مسيرة للحزب الشيوعي في الجميزة، بواسطة العصي والمفرقعات والسكاكين والمسدسات والحجارة. كما اختطف بعض عناصرها الشابين جوني وجاك بركات، وقاموا بضربهما وتصويرهما خلال عملية الضرب، وأرغموهم بترداد شعارات تمدح القوات وجعجع، ولم تكن جريمة أحدهما سوى أن يلبس الكوفية.

لذا فإن إجراء المقارنة ما بين هذين الحدثين، ستكشف لكل مراقب ومهتم، الفرق بين أصحاب القضايا العادلة وبين الانتهازيين، الذين لن يتوانوا عن استثمار أي قضية وعنوان عادل، لتحقيق مآربهم الشخصية وخطط مشغليهم من الدول كأمريكا والسعودية.

وعندها يمكننا طرح الإشكالية، التي يجب على كل لبناني أي يجد الإجابة عليها: كيف سيكون الوضع في لبنان، لو كانت القوات اللبنانية تمتلك ما تمتلكه المقاومة من قدرات عسكرية؟


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور